العصبة المؤمنة .. والفهم المغلوط (1-3)
تعتبر نظرية ” العصبة المؤمنة ” فكرة محورية عند جماعات الإسلام السياسى ؛ ومن الخطأ الكبير اعتبار هذه النظرية من قضايا الترف الفكرى ولكنها نظرية محورية منهجية أدت إلى نتائج كارثية على مستوى الدول والمجتمعات الإسلامية .
وفى هذه الدراسة سنتقصى تاريخ نشوء هذه النظرية فى التاريخ الإسلامى قديما وحديثا وكيف أدت هذه النظرية المنحوتة بمعتنقيها إلى تكوين جماعات حزبية حركية تحت دعوى نصرة الدين وإقامته بدعوى أن ذلك ” فرض ” علي المسلمين ثم إدعائهم أنهم الممثلين الحصريين للدين الإسلامى وأن من يختلف معهم أو يعارضهم فهو يخالف ويعادى الدين .
ثم قمت بإبراز الأيديولوجيات الدينية والفلسفية والسياسية التى عندها فكرة مشابهة لنظرية العصبة المؤمنة .
ثم أحاول تفكيك ونقض هذه النظرية المغلوطة موضحا العلاقة الوثيقة بينها وبين مفاهيم الطاغوت والحاكمية وجاهلية المجتمع مبرزا الأخطاء العلمية والفقهية التى وقع فيها منظرى هذا التيار .
وبعد ذلك نعرض الآثار الكارثية لهذه النظرية من تكفير المجتمع وفرض الوصاية عليه ثم إقامة قوة مسلحة خارج نطاق الدولة ثم الصدام المسلح مع الأنظمة والحكومات والمجتمعات الوطنية، وأخيرا تحدثت عن آثار هذه النظرية المنحوتة على الأمة الإسلامية ” اجتماعيا , ونفسيا وسياسيا ” .
أولا : نظرية العصبة المؤمنة
1- المفهوم
لغة :
عصبة الرجل : بنوه وقرابته لأبيه أو قومه الذين يتعصبون له وينصرونه ” 1)
اصطلاحا :
العصبة : هى عدد من المواطنين يجمعهم نبض موحد أو هوى مشترك أو مصلحة واحدة .
العصبة المؤمنة عند جماعات الإسلام السياسى :
المقصود بهم مجموعة من المسلمين يجمعهم فكر مشترك ” الحاكمية ” تضمهم
” جماعة – تنظيم حركى ” يكون – فى اعتقادهم – النواة اللازمة لعودة ” دولة الإسلام فى الأرض ” عن طريق ” الإنقلاب المسلح على الأنظمة الجاهلية ” وذلك عند امتلاك القدرة .
2- النشأة
1- الخوارج قديما :
هم أصحاب براءة اختراع هذه النظرية فى التراث الإسلامى حيث خرجوا على الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه بعد تكفيره .. وكفروا من لا يكفره وقاموا بقتل وترويع المجتمع بدعوى تغيير المنكر والجهاد فى سبيل الله
وجعلوا أنفسهم وجماعتهم هم :
– ” أهل الإيمان ”
– و” جماعة المسلمين ”
– و” الشراة ” لأنهم – فى اعتقادهم – باعوا أنفسهم فى طاعة الله ابتغاء الجنة
وجعلوا من أنفسهم ” جماعة ” المسلمين وغيرهم كفار واشهروا السلاح فى وجه الأمة ” حكاما ومحكومين ” وقتلوا الآمنين وعلى رأسهم الإمام على بن أبى طالب والصحابى الجليل عبد الله بن خباب بن الأرت وبقروا بطن زوجته وحاربوا دولة الخلافة فى 38ه فى معركة النهروان .
وهكذا يعتبر الخوارج أول من اعتبر نفسه ” العصبة المؤمنة ” وغيرهم
” كفار ” وأن الواجب عليهم إنكار المنكر باليد والجهاد المسلح ضد الحكام والمحكومين المرتدين من أجل الوصول للحكم وتطبيق الشريعة كما يرونها .
2- حسن البنا :
يعتبر حسن البنا ” 1906-1949م ” أول من أحيى فكرة ” العصبة المؤمنة ” فى العصر الحديث وذلك ” نظريا ” من خلال رسائله ومقالاته و” عمليا ” من خلال تأسيسه جماعة ” الإخوان المسلمين ” فى 1928م معتبرا جماعته ” العصبة المؤمنة ” المنوط بها إعادة الأمة إلى الدين الإسلامى من جديد وتربية الشعب إسلاميا , ثم قام بتكوين تنظيم سرى مسلح ضمن جماعته لتغيير المنكر بالقوة وجهاد الحكام والهيئات المعارضة لجماعته من أجل الوصول للحكم وإقامة الدين كما يراه الإخوان .
والدارس لرسائل وأدبيات المؤسس ” حسن البنا ” يجد عبارات صريحة وضمنية تؤكد اعتقاده أن جماعته هى ” كتيبة الله , الغرباء , فكرتهم نزيهة مقدسة ” وغيرهم إما كفار أو جهال .
يقول حسن البنا :
1- ” مهمة الإخوان المسلمين ” تكوين الأمة المسلمة ” والاضطلاع بعبء تبليغ دعوة الرسول الأعظم من جديد ” 2)
2- ” إن غاية الإخوان تنحصر فى تكوين جيل جديد من المؤمنين بتعاليم الإسلام الصحيح , يعمل على صبغ الأمة بالصبغة الإسلامية الكاملة فى كل مظاهر حياتها .. وأن وسيلتهم فى ذلك تنحصر فى تغيير العرف العام وتربية أنصار الدعوة على هذه التعاليم حتى يكونوا قدوة لغيرهم فى التمسك بها والحرص عليها والنزول على حكمها ” 3)
3- ” أيها التائق لنصرة دين الله , أيها المقدم روحه بين يدى الله .. هنا الهداية والرشاد .. هنا الحكمة والسداد .. هنا نشوة البذل ولذة الجهاد .. فلتسارع إذن إلى الكتيبة الخرساء , ولنعمل تحت راية سيد الأنبياء وليضمك معسكر الإخوان المسلمين ” 4)
4- ” نحن أيها الناس – ولا فخر- أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملة رايته من بعده ورافعو لوائه كما رفعوه وناشروا لوائه كما نشروه ” 5)
5- ” على هذه القواعد الثابتة وإلى هذه التعاليم السامية ندعوكم جميعا , فإن آمنتم بفكرتنا واتبعتم خطواتنا وسلكتم معنا سبيل الإسلام الحنيف وتجردتم من كل فكرة سوى ذلك .. فهو الخير لكم فى الدنيا والآخرة , وإن أبيتم إلا التذبذب والاضطراب والتردد بين الدعوات الحائرة والمناهج الفاشلة فإن كتيبة الله ستسير غير عابئة بقلة ولا بكثرة ” 6)
6- ” والفرق بيننا وبين قومنا … أنه عندهم إيمان مخدر نائم فى نفوسهم لا يريدون أن ينزلوا على حكمه ولا أن يعملوا بمقتضاه , على حين أنه إيمان ملتهب مشتعل قوى يقظ فى نفوس الإخوان المسلمين ” 7)
7- ” فإن شاء القارئ أن يفهم دعوة الإخوان بشئ أوسع من كلمة ” الإسلامية ” فليمسك بمصحفه وليجرد نفسه من الهوى والغاية , ثم يتفهم ما عليه القرآن فسيرى فى ذلك دعوة الإخوان ” 8)
8- ” هذه رسالتى إلى الإخوان المجاهدين … الذين آمنوا بسمو دعوتهم وقدسية فكرتهم وعزموا صادقين على أن يعيشوا بها أو يموتوا فى سبيلها ” 9)
9- ” فاذكروا جيدا – أيها الأخوة – أنكم الغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس وأنكم العقل الجديد الذى يريد الله أن يفرق به للإنسانية بين الحق والباطل فى وقت التبس فيه الحق بالباطل , وأنكم دعاة الإسلام وحملة القرآن وصلة الأرض بالسماء وورثة محمد صلى الله عليه وسلم وخلفاء صحابته من بعده ” 10)
3- أبو الأعلى المودودى :
ولد المفكر الهندى أبو الأعلى المودودى فى 1903م وقام بتأسيس ” الجماعة الإسلامية ” فى لاهور فى 26 أغسطس 1941م واعتبرها ” العصبة المؤمنة ”
و” طليعة البعث الإسلامى ” لمسلمى الهند .
لأنه كان يرى أنه لابد من وجود جماعة من أجل البعث الإسلامى من جديد .
يقول المودودى :
1- ” نظام الاستخلاف فى الأرض لا يمكن أن يتغير ويتبدل بمجرد وجود فرد صالح أو أفراد صالحين مشتتين فى الأرض ولو كانوا فى ذات أنفسهم من أولياء الله تعالى , بل ومن أنبيائه ورسله , إن الله لم يقطع ما قطع من المواعيد لأفراد متفرقين مشتتين , وإنما قطعها لجماعة منسقة متمتعة بحسن الإدارة والنظام … إن نظام الإمامة لن يحدث فيه أى تغير ولا انقلاب … إلا بكفاح ونضال هذه الفئة المؤلفة وتضحياتها ضد كل قوى الكفر والفسق … نضالا يثبت جدارتها بالاضطلاع بأعباء الإمامة فى الأرض … ذلك شرط لم يستثن منه حتى الأنبياء والرسل عليهم السلام , فأنى لأحد اليوم أن يتمنى على ربه أن يستثنيه منه ؟! ” 11)
2- ” دعوتنا لجميع أهل الأرض أن يحدثوا إصلاحا عاما فى أصول الحكم الحاضر الذى استبد به الطواغيت والفجرة الذين ملؤوا الأرض فسادا , وأن ينتزعوا هذه الإمامة الفكرية والعملية من أيديهم حتى يأخذها رجال يؤمنون بالله واليوم الآخر ويدينون دين الحق ولا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا ” 12)
4-سيد قطب :
يعتبر سيد قطب ” 1906-1966م ” هو من صك مصطلح ” العصبة المؤمنة ” وصاغ نظريتها فى العصر الحديث وبالأخص بكتابيه ” فى ظلال القرآن ” و” مغالم فى الطريق ” .
حيث اعتبر تكوين ” العصبة المؤمنة ” حتميا لمواجهة وجهاد ” المجتمع الجاهلى ” لإنشاء ” المجتمع المسلم ” وبسط ” حاكمية الله ” على الأرض .
وأن هذا هو الطريق الوحيد لإعادة وجود الأمة المسلمة .. التى انقطعت عن الوجود منذ قرون طويلة .
يقول سيد قطب :
1-” فكيف تبدأ عملية البعث الإسلامى ؟
إنه لابد من طليعة تعزم هذه العزمة , وتمضى فى الطريق , تمضى فى خضم الجاهلية الضاربة الأطناب فى أرجاء الأرض جميعا , تمضى وهى تزاول نوعا من العزلة من جانب , ونوعا من الاتصال من الجانب الآخر بالجاهلية المحيطة
ولابد لهذه الطليعة التى تعزم هذه العزمة من ” معالم فى الطريق ” , معالم تعرف منها طبيعة دورها وحقيقة وظيفتها وصلب غايتها ونقطة البدء فى الرحلة الطويلة ” 13)
2- ” إن العقيدة الإسلامية تحب أن تتمثل فى نفوس حية وفى تنظيم واقعى وفى تجمع عضوى وفى حركة تتفاعل مع الجاهلية من حولها ” 14)
3- ” فإن محاولة إلغاء هذه الجاهلية ورد الناس إلى الله مرة أخرى , لا يجوز – ولا يجدى شيئا – أن تتمثل فى نظرية مجردة … بل لابد لهذه المحاولة الجديدة أن تتمثل فى تجمع عضوى حركى أقوى فى قواعده النظرية والتنظيمية وفى روابطه وعلاقاته ووشائجه من ذلك المجتمع الجاهلى القائم فعلا ” 15)
4- ” ومن ثم لم يكن من بد أن تتمثل القاعدة النطرية للإسلام ” أى العقيدة ” فى تجمع عضوى حركى منذ اللحظة الأولى … منفصل ومستقل عن التجمع العضوى الحركى الجاهلى الذى يستهدف الإسلام الغاءه , وأن يكون محور التجمع الجديد هو القيادة الجديدة المتمثلة فى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومن بعده فى كل قيادة اسلامية تستهدف رد الناس إلى إلوهية الله وحده وربوبيته وقوامته وحاكميته وسلطانه وشريعته – وأن يخلع كل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولاءه من التجمع الحركى الجاهلى – أى التجمع الذى جاء منه – ومن قيادة ذلك التجمع – فى أى صورة كانت سواء كانت صورة قيادة دينية … أو فى صورة قيادة سياسية واجتماعية واقتصادية … وأن يحصر ولاءه فى التجمع العضوى الحركرى الإسلامى الجديد وفى قيادته المسلمة ” 16)
5-” والذى يدرك طبيعة هذا الدين .. يدرك معها حتمية الانطلاق الحركى للإسلام فى صورة الجهاد بالسيف ” 17)
6- ” ألا وإن العصبة المسلمة التى تجاهد اليوم لإعادة النشأة الإسلامية فى الأرض – بعدما غلبت عليها الجاهلية – لجديرة بأن تقف طويلا أمام ” بدر ” وقيمها الحاسمة التى تقررها والأبعاد الهائلة التى تكشفها بين ما يريده الناس لأنفسهم وما يريده الله لهم … ” 18)
7- ” مفتاح الموقف كله فى وجود العصبة المؤمنة التى يتحقق لها وعد الله … التى تتلقى وعد الله , وتقف ستارا لقدر الله , ويحقق الله بها فى الأرض ما يشاء ” 19)
ثانيا : الممثلون الحصريون للإسلام
والمتابع لأدبيات جماعات الإسلام السياسى المتعددة على مستوى العالم الإسلامى يجدها تعتبر نفسها ” جماعة المسلمين ” والممثل الحصرى للدين الإسلامى
وأن من يعارضها حتى لو كان فقيها كبيرا فهو إما جاهل أو كافر .
والجماعة التى لا تقول ذلك بلسان ” المقال ” يقوله بلسان ” الحال ” .
وراجعوا أقوال حسن البنا السالف ذكرها وأنظروا لأفعال جماعة الإخوان المسلمين التى يعتبرها الكثيرون ” معتدلة ” :
– من عارض مرشحيهم فى الانتخابات ” البرلمانية – الرئاسية ” فهو يعارض الإسلام !!
– من تظاهر ضد ممثلهم فى القصر الرئاسى فى 30-6 -2013م فهو
” علمانى معاد لإسلام ” !!
– من يختلف معهم فكريا من كبار علماء الأمة فهم فى نظرهم ” علماء سلطة باعوا دينهم بدنياهم ” !!
– يحرضون علنيا ويفتون سريا بقتل واغتيال رجال الجيش والشرطة والقضاء وجميع مسئولى الدولة وأصبح هذا متواترا عنهم فى كتبهم وبياناتهم ووسائل إعلامهم فى الماضى والحاضر لأن من يخالف جماعتهم يعد – فى اعتقادهم – مخالفا للإسلام .
ثالثا : الأيديولوجيات الدينية والفلسفية والسياسية المشابهة :
1- الصهيونية وشعب الله المختار
يعتقد الصهاينة أنهم شعب الله المختار :
جاء في سفر التثنية : ” وقد اختارك الرب لكى تكون له شعبا خاصا فوق جميع البشر الذين على وجه الأرض .. وقد ميزتكم من الشعوب لتكونوا لى ” 20)
وجاء في المشنا: ” بنو اسرائيل أحباء الله , لأنهم يدعون أبناءه ” 21)
وجاء في سفر أشعياء: ” ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم , أما أنتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام إلهنا , تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمرون ” 22)
ويطلق اليهود على غيرهم ” الجوييم ” أى ” الأغيار ” الذين يحظر تناول طعامهم أو الزواج منهم طبقا للتلمود .
وكما هو واضح تتشابه فكرة ” شعب الله المختار” عند بنى اسرائيل مع فكرة
” العصبة المؤمنة ” عند دعاة الإسلام السياسى .. يجمعهما فكرة الاصطفاء الإلهى والاستعلاء على الآخر .
2- الماركسية
فكرة الطليعة الثورية عند الماركسية تتطابق مع فكرة العصبة المؤمنة عند جماعات الإسلام السياسى .
ويعتبر السياسى الروسى فلاديمير لينين ” 1870- 1924م ” صاحب فكرة الطليعة الثورية وذلك في كتابه الهام ” ما العمل ؟ المسائل الملحة لحركتنا .. الذى صدر في 1902م
تحدث في هذا الكتاب عن حتمية تكوين طليعة اشتراكية ثورية تكون القاطرة للثورة العمالية وقال : ” لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية ” 23)
ورأى أنه لابد من وجود منظمة ” متمرسة بالنضال السياسى ” 24)
دورها النضال ضد العفوية 25 ) ورفع مستوى الوعى السياسى بين العمال 26)
وأنه لابد من تأسيس حزب يسترشد بنظرية الطليعة تتولى طليعته قيادة الثورة 27)
وأن أعضاء هذه الطليعة يجب أن يكونوا ” ساسة حصفاء وأناس عمليون رابطو الجأش … ثوريين محترفين , يجعلون من النشاط الثورى مهمة لهم ”
28)
وأنه يطمح أن تكون البروليتاريا الروسية ” طليعة البروليتاريا الثورية العالمية ”
29)
وكما هو واضح التطابق التام بين فكرة ” الطليعة الثورية ” وبين نظرية ” العصبة المؤمنة ” حتى أن المنظر الإخوانى فتحى يكن في أحد كتبه 30 ) يهاجم العفوية ويدعو للتنظيم مثلما فعل لينين في كتابه ما العمل ؟ تماما .
وكأنهما صادران من مشكاة واحدة !!
3- النازية والجنس الآرى
الدارس للنازية يجد قسمات مشتركة كثيرة بينها ونظرية ” العصبة المؤمنة ”
فالنازية تعتبر الجنس الآرى هو الأسمى والأنقى والوحيد المؤهل لقيادة البشرية وهى نفس فكرة ” العصبة المؤمنة ” التى ترى نفسها الأعلى والأطهر والأجدر لقيادة قطعان البشرية الضالة .
والنازية تؤمن بفكرة غزو العالم والتوسع المسلح لفرض السيادة والسيطرة وهو نفس ما تؤمن به ” العصبة المؤمنة ” .
النازية أنشئت ” الجستابو ” لإرهاب معارضيها و” العصبة المؤمنة ” أنشئت التنظيم الخاص المسلح لإرهاب واغتيال المعارضين لها
تؤمن النازية بمبدأ الزعامة :
ومعناه أن تنقاد الحياة في الدولة لتنظيم عسكرى دقيق , من شأنه تركيز السلطة في شخص زعيم مطلق التصرف يطيعه المجتمع طاعة عمياء ويكون وحده المسئول عن هذا المجتمع .
يقول فردريك سيبورج :
( المطلوب هو وجود جرمانيين يفنون أنفسهم في تأدية هذه الخدمة والدولة التى من هذا النوع تعرف باسم دولة الزعامة وشعارها أمة واحدة , ودولة واحدة , وزعيم واحد ) 31)
وهو نفس ما تؤمن به نظرية ” العصبة المؤمنة ” من الثقة في القيادة والطاعة في المنشط والمكره , بل وصل الأمر بالنازيين اعتبار قرارات هتلر مقدسة
يقول هانز فرانك وهو من فطاحل القانونيين النازيين في خطبة له في أكتوبر 1935م : ( إن الاعتراف بقدسية القوانين التى يوقع عليها أودلف هتلر باسمه لهو أعظم واجباتنا إطلاقا , لأنها مستلهمة من روح الأمة الجرمانية , ذلك أن الله وحده أعطاه السلطة فهو لذلك الرسول الذى أرسله الإله ليذود عن حقوق الجرمان في العالم ) 32)
وهو نفس ما تؤمن به نظرية العصبة المؤمنة من الثقة التامة في الأمير واعتباره ظل الله في الأرض وتنفيذ أوامره بدون نقاش .
الهوامش :
1- المعجم الوجيز ص 420 صادر عن معجم اللغة العربية بالقاهرة , طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم 2002- 2003م
2- مجموعة رسائل الإمام البنا ط2 سنة 2010م إعداد البصائر للبحوث والدراسات ص 203
3- المرجع السابق ص 273
4- المرجع السابق ص 297
5- المرجع السابق ص 307
6- المرجع السابق ص 332
7- المرجع السابق ص 99
8- المرجع السابق ص 101
9- المرجع السابق ص 213
10- المرجع السابق ص 337
11- كتاب ” الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية ” للمودودى طبعة القاهرة 1977م ص 40
12- كتاب ” الجماعة الإسلامية فى باكستان نبذة تاريخية ودروس عملية ” دكتور صلاح الدين النكدلى , ط1 1995م منشور على موقع إخوان ويكيبيديا
13- كتاب ” معالم فى الطريق ” سيد قطب ط 6 عام 1979م دار الشروق بالقاهرة ص 9
14- المرجع السابق ص 40
15- المرجع السابق ص 48
16- المرجع السابق ص 50
17- المرجع السابق ص 64
18- تفسير ” في ظلال القرآن ” سيد قطب ج 3 ص 1482 , الموسوعة الشاملة
19- المرجع السابق ج 2 ص 930
20-ج2/ ص14
21- وصايا الآباء ج 3/ ص 18
22- ج 5/ ص 61
23- كتاب ” ما العمل ؟ المسائل الملحة لحركتنا فلاديميير لينين صدر في 1902م نسخة الكترونية منشورة على موقع ” الماركسيين العرب ” ص 8
24- المرجع السابق ص 16
25- المرجع السابق ص 14
26- المرجع السابق ص 29
27- المرجع السابق ص 8
28- المرجع الساق ص 8
29- المرجع السابق ص 9
30- كتابه ” أبجديات التصور الحركى للعمل الإسلامى ” ط 12 مؤسسة الرسالة 1997م ص 11-23
31 – كتاب ” ألمانيا النازية ” دراسة في التاريخ الأوربى المعاصر ( 1939-1945م ) محمد فؤاد شكرى طبعة مؤسسة هنداوى بدون تاريخ ص 22.
32- المرجع السابق ص 22