العمالة للخارج.. أحالت اليمن لبركة دم
عندما أتأمل ما يجري على الأرض اليمنية من عجائب وغرائب يسحق فيها الحق وتداس الفضيلة بالأقدام وتنتصر الرذيلة ويشمخ السماسرة و الفاسدون في كل المواقع، أقول حقا إن ساعة القيامة قد أقتربت فكما يقال فأنتصار الدجالين هي من علامات الساعة ..! .
وما أقول ليس إدعاء بل وقائع يدركها المواطن اليمني وسجلتها المنظمات الدولية فبعض الذين يمتلكون زمام الأمور وحتى أدنى موقع وظيفي يجسد بما لا يقبل الشك الفوضى والفساد وإستغفال الشعب ويقترن مع ذلك في هذا العصر الذي يسمونه ديمقراطيا من منظمات شبحية وقيادات وهمية همها الأول والأخير النصب والإحتيال .
أسماء وقصص عن بطولات وهمية هي المشهد اليمني الممتلئ بكل مشاهد الموت والدم، والحرب والإقتتال، الذي يطغي على الساحة اليمنية، فأبطال دون بطولة وأشراف دون مواقف ورجال بلا رجولة ، بعض هؤلاء يتصدرون الواقع الآن ، والآخرون أعلنوا إنهزامهم ، فبعضهم من هرب خارج البلاد والبعض الآخر إعتكف على كتب مذكراته يعبر من خلالها عن هزيمة الفضيلة وإنتصار الرذيلة وهذا دليل على أن النخب تعوزها الوسيلة والتصدي .
كل يوم نسمع عن جرائم ترتكب بحق المواطن اليمني من مختلف الجماعات والمليشيات المتصارعة، في ظل سيطرة وتحكم الفوضى والفوضويين بحياة الناس وموتهم ايضا، فحياة الناس وموتهم بالنسبة لجماعات الإسلام السياسي ناهيك عن ارزاقهم ومعايشهم وتوجهاتهم لا بد أن تكون بيد تلك الجماعات،ووحدها من تقرر ماذا يجب ومن يستحق البقاء ومن يتوجب موته، وكيف يتم تنميط الحياة وتطبيعها بطابع يخدم الجماعة هذه أو تلك، ومصلحتها ومصلحة آمريها دون مصلحة اليمن واليمنيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وفئاتهم ككل.
إننا في مفترق طرق بين سندان العملاء المتحاربين، ومطرقة العاجزين ومعشر النصابين والمتأقلمين ، وما دامت المعادلة قائمة فاقرأ السلام على ما نسميه اليمن بما يحتويه من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني من أصحاب الكفاءات والإختصاصات، فالمشهد اليمني إستحال إلى بركة دم منذ مطلع 2015 وإلى اليوم، وغابت من خلال كل مظاهر الحياة أو لنقل أقل مظاهر الحياة الآمنة.