العودة للفضيلة
“سمع أمه تطلب من جارتهم قليلًا من الملح ..فقال لها : يا أمي لماذا تطلبين منهم الملح وأنا بالأمس أحضرت كيساً كبيرًا ؟
قالت له : ياولدي لأنهم دائمًا يطلبون من عندنا أشياء وهم فقراء ..فأحببت أن أطلب منهم شيئًا بسيطاً حتى لا يُكلفهم ..وأنا لست بحاجة إليه.. لكنني أحببت أن أشعرهم بالحاجة إليهم كي أُسهّل عليهم أن يطلبوا من عندنا
دون تردد أو خجل…”
هذه القصة القصيرة تحيلنا إلى الذاكرة الجميلة في الزمن الجميل حين كنا جميعا متحابين ومتآلفين ولا تفرق بيننا الأسباب المختلفة التي كنا نراها تافهة وقد أصبحت اليوم هي المانع بين الاخوة وبين الجيران وبين الأصدقاء وغيرها من العلاقات الإنسانية الرائعة.
لقد أصبحت المصلحة الشخصية بديلا للمحبة، وأصبحت الطائفة بديلا للإنسانية، واصبحت الديانة بديلة للأخوة التي فطر الله الناس عليها.
إن الشعور بالآخر وبإحساسه وعواطفه مثلما فعلت الأم في قصتنا آنفة الذكر هي من أجمل الاخلاقيات التي نحتاج إلى إعادتها بقوة في عصرنا الحالي، عصر الإنترنت والهواتف الجوالة ومئات الفضائيات المتعددة الإتجاهات التي زرعت التفرقة والإختلافات أكثر من المحبة والاتفاق.
نعم نحن بحاجة ماسة إلى تفعيل الإحترام وتقدير المشاعر والتزام القانون الأخلاقي قبل القانون الوضعي. فالإنسان أخ الإنسان مهما كان بينهم من اختلاف في الآراء والمعتقدات، لأن المشتركات دوما أكثر من الاختلافات والتقاطعات، فلماذا نتبع اهواء الشيطان الذي يغوي عقولنا بالتمرد والعناد ولا نتبع قلوبنا التي ترغب بالصفح والمسامحة والإيثار؟
إن كل الفلاسفة والمفكرين والكتاب منذ عهد سقراط وأفلاطون وأرسطو مرورا بروسو وكانط وصولا إلى فلاسفتنا العرب مثل ابن خلدون وابن سينا وابن رشد، كانوا يؤكدون على الفضيلة والأخلاق ويعدونها هي الفيصل في تمييز أنواع البشر وأنواع المجتمعات.
رسالة مجتمعية هادفة
وهذا ما نريد تأصيلة في مجتمعاتنا
مقال هادف بارك الله فيك استاذ مزيد من الأبداع والتألق والرقي
احسنت