الكسنزانًية شمس لا تغيب
ملف تعريفي بشيخ الطريقة القادرية الكسنزانية
هو السيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو ابن السيد الشيخ السلطان الخليفة محمد المحمد ابن السيد عبد الكريم ابن السيد عبد القادر ابن السيد عبد الكريم شاه الكسنـزان قدست أسرارهم ، حيث يرتفع نسبه من جهة والده ووالدته الى الدوحة الحسينية العلوية النورانية المباركة إلى الإمام الحسين ابن الإمام علي ابن أبي طالب ( أكرم الله وجهه ) والسيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام) بنتِ رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد المصطفى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، ولد السيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان الحسيني فجر يوم الجمعة ثالث ايام عيد الفطر المبارك ، بتاريخ 12 / 12 / 1969 ميلادي ، حيث يقابله ٣ شوال ١٣٨٩ في التقويم الهجري في محافظة كركوك ، وهو البكر من بين أخوته ، والده السيد الشيخ السلطان الخليفة محمد المحمد الكسنزان الحسيني (قدس الله سره) رئيس الطريقة العلية القادرية الكسنزانية من ( ١٩٧٨ م إلى ٢٠٢٠ م ) وله عشرات الملايين من الإتباع والمحبين وفي أكثر من ٩٦ دولة حول العالم ، حيث انتشرت الطريقة في زمانه وذاع صيتها في دول مشرق ومغرب الوطن العربي ، وكثيراً من الدول الآسيوية وفي اوربا وامريكا وفي دول قارة افريقيا ، والكسنزان لقب أطلق على مؤسس الطريقة الكسنزانية وهو السيد الشيخ عبد الكريم شاة الكسنزان ( سلطان الغيب ) وهو يعني في اللغة الكردية لا أحد يعرف ، أما اصطلاحاً : فهو مصطلح في مفهوم الطريقة يعني : السر الذي لا يعلمه أحد أبداً إلا الله تعالى والرسول الأعظم (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم) ومشايخ الطريقة ، وهو السر الأعظم أو سر الأسرار ، والسيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان ينتمي إلى هذه العائلة الكريمة وقد تربى وترعرع منذ نعومة اضفاره في أحضان الطريقة وانوارها وعلومها في كنف والده شيخ الطريقة واستاذها .
وكان يحرص على حضور حلقات الذكر يومياً في التكية ، والالتصاق بوالده وشيخه لينهل منه علوم الدين وشتى فنون وعلوم المعرفة ، مع الأدب والأخلاق الفاضلة في منهج التربيه الروحية والسلوك في الطريقة ، وحين اشتد ساعده وبلغ مرحلة الشباب كان منشغلا بالدراسة الأكاديمية ، وكان حريص على خدمة وقضاء حوائج التكايا والمريدين ، وكل ما يطلبونه لخدمة رسالة الإرشاد الكسنزانية ، أكمل دراسته المتوسطة في بغداد وحصل على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسبات من جامعة المنصور في بغداد ، وكذلك حصل على شهادة البكالوريوس في علوم اللغة الانكليزية من المملكة المتحدة ، وبعدها حصل على شهادة الماجستير في التاريخ العربي ، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي ، وكان عنوان رسالته للدكتوراه ( محمد الفاتح حياته وفتوحاته ) وهو يجيد اللغات العربية والانكليزية والكردية وله اطلاع جيد على بعض اللغات الأخرى ، وكانت تظهر عليه بوادر وإشارات الخلافة الروحية من بدايات حياته وشبابه ، ففي التسعينيات كان حضرة الشيخ السلطان الخليفة محمد المحمد الكسنزان الحسيني (قدس الله سره) يرى فيه المؤهلات لها ، فكان يعامله بشكل مميز ، ويكلفه بمهام الطريقة والإرشاد ، ويصطحبه في رحلاته وزياراته الإرشادية في داخل وخارج العراق ، وأنه كان كثيرا ً ما يوصي الخلفاء به ويعلمهم بخلافته من بعده ، ويقول لهم : ( لا يجوز لأي خليفة أن يفتح تكية أو يخلّف خليفة إلا بعد إعلام خليفتي ووكيلي شيخ نهرو ) .
وقد عينه سنة 2005 أمام جمع كبير من الخلفاء والمريدين بأنه الخليفة من بعده فقال : ( إن شاء الله شيخ نهرو هو شيخ المستقبل وهو شيخكم وأخوكم وخادمكم وخادم الطريقة ) ثم جاء الإعلان الرسمي بإعطائه وكالة الطريقة المطلقة ظاهراً وباطناً سنة 2008 في تكية السليمانية ، وإن أي توجيه من الشيخ نهرو هو توجيه من الشيخ ، ولا يمثل الطريقة بعد الشيخ أحد إلا شيخ نهرو ، وكان يعلم الجميع بأن المشايخ لا يضعون أحداً مكان الشيخ إذا لم يكن مؤهلا للمشيخة والقيادة الروحية للطريقة ، وليس لأي أحد اختيار في هذا الأمر العظيم إلا بتوجيه روحي خاص من حضرة الرسول الكريم سيدنا محمد (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم تسليما ) وأنه مُنح لقب (شمس الدين) بتاريخ 9 / 1 / 2017 م بأمر من الغوث الأعظم حضرة السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني (قدس الله سره) عند إقامة مولده الأغر ، وقد بلّغه به حضرة الشيخ السلطان الخليفة محمد المحمد الكسنزان (قدس سره) في عمان الأردن ، وبعد انتقال السيد الشيخ محمد المحمد الكسنزان الحسيني قدس سره العزيز في ٤/٧/٢٠٢٠ م ،
استلم حضرة السيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان الحسيني مهام رئاسة الطريقة في العالم ، مقتفياً لأثر شيخه ووالدهِ في احتضان كل الطوائف والمذاهب الدينية والقوميات في العراق ، وهذا هو فكر الطريقة العلية القادرية الكسنزانية وخطابها الروحي وهو يتجاوز حدود كل هذه المسميات فهي خيمة للجميع ، فلها أصدقاء ومحبين ومتأثرين بها حتى من الديانات السماوية الأخرى ، لأن الطريقة الكسنزانية تعتبر القاسم المشترك الذي يتوافق عليه الكل ، في الزمن الذي ضاعت فيه كثير من القيم والأخلاق الإنسانية ، ومن منجزات وطروحات السيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان هو المبادرة العالمية للتعارف بين الشعوب والأديان والمذاهب والقوميات والتي إتخذت من قوله سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) خطاب ومشروع عمل ، وهي مبادرة للحوار والبناء على المشتركات بين كل بني البشر ، وكل ما فيه خير وخدمة ونفع للبشرية ، أن السيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان الحسيني شخصية وطنية بارزة ، وزعيم عراقي يمتلك رؤية ثاقبة لمجريات الأحداث والأمور على المستوى الوطني والعالمي ، وهو صاحب رؤية مستقبلية لما ينبغي أن يكون عليه العراق من قيم العدالة والتنمية في شتى مجالات الحياة ، وهو يردد دائما ( بناء الإنسان قبل بناء الجدران ) وهو يركز على بناء العراق بشكل حضاري وعصري راقي يليق بتاريخه وتراثه الثري ، وكذلك دوره الإقليمي بين دول المنطقة والعالم ، وهو يرى ضرورة انفتاح القوى السياسية المخلصة والصادقة على الشعب والعمل من أجل خدمته وبكل مسؤولية لأن سيد القوم خادمهم ، فهو يقول : ( إن معيار وطنية القوى السياسية العاملة في العراق حالياً مرتبط بمدى اقترابها أو ابتعادها عن معنى وجودها وقدرتها على تطبيق الأهداف التي ينبغي أن تكون قد وضعتها لنفسها ، لإنقاذ شعب العراق وبناء عملية سياسية ديمقراطية حقيقية ) وهو دائماً يدعو تلك القوى أن تكون فاعلة ، وأن تغادر صورة المتفرّج إلى الدور الفاعل في بناء الوطــــــن وتحقيق أمنه ورفاهيته ، ويؤكد السيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان على أن الشعب ( يحتاج إلى حاضر مستقر يحكم نفسه بنفسه في ظل أجواء ديمقراطية حقيقية تقوده حكومة يختارها أو تمثله ، تحكم على وفق دستور دائم يسيّر أعمال البلد ) ويؤمن الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان الحسيني بأن الإعلام له أثر بالغ الأهمية في ترسيخ الأفكار والمبادئ الأساسية التي تفضي إلى رفعة وإسعاد المجتمع ، في خضم التطور الفكري والعلمي والتكنولوجي ؛ لذلك قام بترجمة هذا الاهتمام بتأسيس مؤسسات إعلامية وثقافية مثل مؤسسة المشرق الإعلامية والثقافية والتي تقوم بإصدار صحيفة المشرق الواسعة الانتشار في العراق ، ومطبعة المشرق التي تعنى بطباعة الصحف والكتب الثقافية .
وإصدر جريدة الأفق وجريدة العراق ، وفتح قناة المشرق الفضائية وهي قناة مستقلة ، وفتح قناة المشرق الأرضية في بغداد ، وفتح موقع باسم الطريقة العلية القادرية الكسنزانية على جوجل (www.kasnazan.com ) وفتح موقع باسم التصوف الاسلامي www.islamic-sufism.net
ومن المشاريع التي تحسب للشيخ هو تأسيسه ( المجلس الثقافي الكسنزاني ) والذي يضم أربعة عشر لجنة ومجلس علمي ، وهو مجلس ثقافي مدني عالمي غير حكومي ، ذو شخصية معنوية مستقلة ، يعبر عن هوية التصوف الكسنزاني ، ومقره في السليمانية ، وله فروع في كل المحافظات العراقية وبعض دول العالم ، وهو يعبر عن توجهات الطريقة الكسنزانية العامة ، والهدف منه هو نشر الوعي الثقافي والفكري وإثراءه في الجوانب الروحية والثقافية والأدبية والقانونية والعلمية وفي شتى مجالات الحياة ، والعمل على تصحيح المسارات والأخلاقيات الخاطئة في المجتمعات ، وكذالك العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية ، ومحاربة الأفكار والآراء والاتجاهات المنحرفة والمتطرفة والتكفير ، والمحافظة على دور الطريقة الكسنزانية في دعم المجتمعات العالمية وتطويرها في شتى المجالات ، وتقديم الأفكار والبحوث والدراسات والمقالات والشعر والأدب والفنون التي تسهم في نشر قيم المحبة والسلام والتسامح بين شعوب العالم ، وكل هذا من أجل بناء الإنسان ، وهذا المجلس هو ثمرة من ثمار المبادرة العالمية للتعارف التي أطلقها السيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان الحسيني ، وانطلاقاً من إيمانه المطلق بأن العلم الأكاديمي يمثل اللبنة الرئيسية والحجر الأساس لرقي وتقدم المجتمعات لذلك قام في سنة 2004 بتأسيس كلية جامعة باسم ( كلية السلام الجامعة ) في بغداد وفيها ١٧ قسم منها قسم الدراسات الإسلامية وحوار الأديان والحضارات ، واللغة الإنكليزية .
وعلوم الحاسبات والرياضيات التطبيقية والقانونية وتقنيات الحاسبات والإقتصاد والإعلام والصيدلة وطب الأسنان الخ ، إن النجاح الباهر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال العمل المؤسساتي الضامن لحقوق الأفراد والمجتمعات لذلك عمد الشيخ شمس الدين إلى تأسيس عدد من المجامع العلمية والثقافية والدينية منها، المركز العالمي للتصوف والدراسات الروحية في بغداد، والمجمع العلمي للسادة الأشراف، وهدفه الحفاظ على تأريخ وتراث السادة الأشراف وما يمثله نسبهم المبارك ، وتوحيد صفوفهم ودعمهم لرفد المجتمع العراقي بالإرث التاريخي والحضاري ، وكذلك تأسيس المجلس المركزي للطرق الصوفية ، وللسيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان العديد من المؤلفات والإصدارات الثقافية مثل ( عناقيد الرؤى ، موسوعة الذكر والذاكرون ، التحلي بالآداب الإسلامية في الطريقة الكسنزانية ، خوارق الشفاء الصوفي والطب الحديث ، الرؤى والأحلام في المنظور الصوفي ،والسلطان محمد الفاتح , حياته وفتوحاته رسالة دكتوراه ، العراق خطى على درب تصحيح المسار ، مجلة الكسنزان ، وهي مجلة فصلية صوفية ثقافية علمية ) وهو قد أشرف على إصدار مؤلفات وكتب السيد الشيخ محمد المحمد الكسنزان الحسيني قدس سره العزيز ومن أهمها ( موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه أهل التصوف والعرفان ٢٤ جزء ، التصوف في الطريقة العلية القادرية الكسنزانية ، حزب الواو ، الأحوال المسكية عند السادة الصوفية ) .
ولديه العشرات من المشاريع الثقافية والصوفية والمؤلفات الكبيرة كما له العديد من الدراسات والمقالات في عدد من الصحف والمجلات المحلية والعربية ، وكذلك له كتب تحت الطبع منها : كتاب ( السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام شجرة الأصل النورانية في رأي الطريقة العلية القادرية الكسنزانية ) وقد وضع أسس المشاريع الخيرية في الطريقة العلية القادرية الكسنزانية ومنها جمعية الإغاثة العراقية وجمعية الشيخ الدكتور نهرو محمد عبد الكريم الكسنزان الحسيني ) التي قامت بالعديد من المشاريع الخيرية وتقديم المساعدات إلى العراقيين في الداخل والخارج ، وقد سعى من خلال تفاعله الإنساني الواعي والمسؤول مع معاناة الشعب العراقي وما تعرض له من هجمة شرسة من التطرف الأعمى والإرهاب وكنتيجة لذلك كان له دوراً كبيراً وإسهاماً فعالا في تقديم الخدمات والمساعدات الإنسانية للعوائل المتعففة والنازحة من أبناء شعبنا العراقي الصابر ، وأيضاً قام بفتح مخيمات للنازحين ومنها :
مخيم الكسنزان في منطقة الدورة في بغداد والذي يعد أكبر مخيم للنازحين في بغداد والعراق وباعتراف المنظمات الدولية ، ووزارة الهجرة والمهجرين في الحكومة العراقية ،وكذلك قام بفتح مخيمات للنازحين في محافظة السليمانية وكركوك .
وقد قام بفتح جميع التكايا الكسنزانية في العراق لإيواء النازحين والمهجرين وتقديم جميع المساعدات الإنسانية العينية منها والمادية والطعام والشراب ، وذلك نظراً للظروف الصعبة الاقتصادية والاجتماعية التي بدأت تعانيها العديد من عوائل الشعب العراقي بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية والعرقية تحت شعار ( دعم جميع العوائل المتعففة في العراق بغض النظر عن الدين والمذهب والعرق ) وللحفاظ على مسيرة أبناءهم العلمية والتربوية قام بتأسيس عدد من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مخيمات النازحين ، وقام بإعفاء عدد كبير من أبناء العوائل النازحة الذين ينتسبون إلى كلية السلام الجامعة من الأقساط السنوية ، وقام بفتح عيادات طبية في مخيمات النازحين لعلاج المرضى وتوفير الأدوية والعلاج داخل وخارج العراق ، وله إهتمام خاص بالمراءة ودورها في بناء المجتمعات ، لأنها ركن أساسي ومهم في الحياة ، وكذلك الطفل والاهتمام بنشأته وبناءه البناء الصحيح ، نعم إن هذه القيادة الشابة المتمثلة بالشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان تتميز بوعي شامل وكامل وتركز على حقيقة مهمة وهي ايجاد حالة من التوازن بين الروح والمادة ، وتؤمن بأن الإنسان هو الغاية والهدف.