المرأة اليمنية بين سندان العنف ومطرقة الحرب..!
توقفت العملية السياسية بعد أن فشلت كل المفاوضات بصورة كلية بين الفرقاء السياسين وأصبح النسيج المجتمعي في اليمن مهددا بالتفكك موفرا فرصة سانحة لعمل التنظيمات الإرهابية لتجعل من اليمن مجرد ساحة لتصفية الحسابات وعودة جميع الاطراف للجلوس على طاولة المفاوضات والعمل على إشاعة مفهوم السلام والسعى إلى شد الأواصر وتعميق التفاهم بين اطراف الصراع،سيفوت الفرصة على المتربصين باليمن وسيسهم في تجنيبها المزيد من الانزلاق في الفوضى، وهذا هو السبيل الوحيد للمضي قدما نحو سلام دائم في اليمن.
نالت المرأة اليمنية النصيب الأكبر من الأذى والمضايقات والاعتداءات منذ اندلاع الحرب قبل ست سنوات،فضلاً عن تاريخ اليمن الطويل في الصراع والمرأة قابعة تحت سندان العنف الناتج منها ومطرقة الاقتتال،كم كبير من المشكلات كان كفيل بدمار الإنسان قبل البناء ومن الصعب على المرأة اليمنية وسط بحر هائج من الفوضى وانعدام الامن وتفشى العنف والجماعات المسلحة وثقافة المجتمع القاصرة أن تخدم مجتمعها باعتبراها شريك أساسي وعنصر فعال في عملية البناء في بلد اعداءه كثر والمتربصين باستقراره أكثر والمتأمرين أوفر عدة وعتاد ولكنه ظل عصيا على الموت نابضا بالحياة وباعثا لها،صعوبات كثيرة شكلت حجر عثرة أمام المرأة اليمنية منها ما هو مرتبط بها وبوضعها الاقتصادي ومنها ما هو متصل بعادات وتقاليد الشعب اليمني التي تجعل من المرأة “حبيسة المنزل”ولا يحق لها أن تعمل ويتكفل ذكور الأسرة بتوفير احتياجاتها”رغم أنها صاحبة دور كبير وريادي في عملية التنمية والبناء والتطوير تماماً كأخيها الرجل..!
حين نتحدث عن المرأة اليمنية يجب أن نشيد بها وبدورها الكبير ودعواتها المستمرة لكل اطراف الصراع بأن اطفئوا نار الكراهية بماء المحبة وعالجوا الأحقاد والخصومات بالتفاهم والأحترام والسلام في طول وعرض اليمن شماله وجنوبه،لهو دليل على إيمانها العميق بأهمية السلام والتعايش والبعد عن العُنصرِّية والتعصُّب والغاء الاخر فكرست حياتها لأجل ارساء قواعد العيش المشترك والحياة الجماعية الفاعلة والاخوة المتماسكة والتنافس على البناء والارتقاء وتقديم الأفضل والاحسن ف خاضت الحياة وكلها قوة وعزيمة وصبر يدل على أن الأرض التي أنجبتها أرض حب وسلام وأن معاناتها وتضحياتها جعلت منها امرأة أصيلة قوية صابرة تزهر بالعطاء والحب في كل زمان ومكان تاريخ ناصع سطرته المرأة اليمنية ف كانت المعلمة الناجحة والسياسية البارعة والمهندسة المتمكنة.
اشياء كثيرة تجعلنا نقف احتراما وتقديرا للمرأة اليمنية وعدم وجود إيمان حقيقي بدورها والتعامل معها بأنها مجرد أداة لا هدف منها،وتجاهل مطالبها ومحاولة إظهارها بأنها غير قادرة على القيادة وتحمل المسؤولية في رسم ملامح الدولة المدنية الحديثة دولة الحرية والكرامة والعدل والمساواة التي تحلم بها ما هو الا نتيجة لقصور الوعي السياسي لدي النخب الحاكمة،ف عدم اعطاء المرأة الفرص المناسبة لكي تتخطى الصعاب التي رافقت السنوات الماضية يجعلها عاجزة عن خدمة مجتمعها وعدم مشاركتها في مراكز صنع القرار باعتبار ذلك حق من حقوقها التي كفلها الدستور والقانون سيؤدي إلى فشل اى توافق سياسي يمني قادم ولن يكون هناك استقرار وصلاح للمجتمع اليمني الا بمشاركة المرأة في الحياة السياسية..!