المشير طنطاوى.. ربان السفينة فى 2011م
استيقظ المصريون صباح اليوم ٢١-٩-٢٠٢١م على خبر وفاة المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع الأسبق ورئيس المجلس العسكرى الذى أدار البلاد فى الفترة الانتقالية .
وخيم الحزن على قطاعات الشعب المصرى .. لفقدان قائد عظيم .. خدم الوطن فى أصعب اللحظات .
هذا الرجل من رجالات مصر العظام .. الذين يظهر معدنهم الأصيل عند الشدائد .
شارك فى الدفاع عن مصر ضد العدوان الثلاثى ١٩٥٦م
وحارب فى ٦٧ وحرب الاستنزاف .. وحارب بمعركة الكرامة والعبور حرب أكتوبر ١٩٧٣م .
قاد الجيش المصرى كوزير للدفاع لما يقرب من ٢٠ عاما .
وفى أواخر عصر الرئيس مبارك .. كان مدافعا جسورا عن مقدرات مصر ضد سيطرة رجال الأعمال .. وخصوصا سيناء وقناة السويس التى كان يعتبرها ” عرض مصر ” !!
ورغم تقديره للرئيس مبارك .. ولكنه كان لا يستريح لمجموعة جمال مبارك .. مجموعة الهواة الذين أضاعوا مقدرات مصر فى سوق الخصخصة !!
وكان ضد ما أطلق عليه التوريث .
وكان معارضا جسورا للفساد فى اجتماعات مجلس الوزراء .
وعندما جاءت ٢٥ يناير ٢٠١١م وظهرت المؤامرة لتفتيت الدول العربية وفى القلب منها مصر .. ظهر معدن كقائد وطنى حقيقى .. وقاد سفينة الوطن إلى بر الأمان .. فى وسط الأنواء والأمواج سواء الصادرة من جماعات التطرف والإرهاب الذين يتاجرون بالدين المقدس أو من جماعات التمويل الأجنبي الذين يتاجرون بالديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان .
وفرض الأمن على الجبهة الداخلية .
وحمى سيناء الغالية مما كان يخطط لها بأن تكون تور بورا البديلة .
وأجرى انتخابات حرة نزيهة .
إن المشير محمد حسين طنطاوى يستحق التكريم على أعلى مستوى .
وأتذكر كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسى فى أحد اللقاءات
عقب ثورة ٣٠-٦-٢٠١٣م قال فيها :
إن المشير محمد حسين طنطاوى قائد وطنى عظيم .. وسيأتي اليوم الذى نروى بطولاته .
ولقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم بنعى فقيد الوطن قائلا :
” فقدتُ اليوم أبًا ومعلمًا وإنسانًا غيورًا على وطنه، كثيرًا ما تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن .
إنه المشير محمد حسين طنطاوي الذي تصدى لأخطر ما واجهته مصر من صعاب في تاريخها المعاصر. عرفت المشير طنطاوي محبًا ومخلصًا لمصر وشعبها، وإذ أتقدم لشعب مصر العظيم بخالص العزاء، فإنني أدعو الله أن يلهم أسرة المشير طنطاوي الصبر والسلوان .
بسم الله الرحمن الرحيم.. “مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُواْ تبديلًا” ” .
وقال فى شهادته للتاريخ اليوم وفى حضور كبار المسئولين :
” إن المشير طنطاوى قد قاد الوطن فى أصعب الظروف .. وأنه رحمه الله كان يقول دائما عن فترة ما بعد ٢٠١١م :
إننى أمسك جمرة نار فى يدى .. ولا أستطيع تركها رغم أنها تحرق يدى ؛ حتى لا تحرق الوطن !!
وقام بإعلان حالة الحداد العام .. وإطلاق اسم الفقيد على قاعدة الهايكستب العسكرية .
رحم الله المشير طنطاوى .. وأسكنه فسيح جناته .