بعد مرور 6 سنوات ماذا استفاد اليمن من الحرب؟!
هاهي الحرب اليمنية تدخل عامها السادس على التوالي منذ بدايتها في 2015 لسيطرة جماعة الحوثيين وجناحها العسكري “أنصار الله” على العاصمة صنعاء، وما تلاها من أحداث مفصلية.
ومع اشتداد المواجهات العسكرية بين الحكومة “الشرعية” و”أنصار الله” وتمكن الرئيس اليمني” عبدربه منصور” الهروب من صنعاء إلى عدن وتعرضه لمحاولة استهدافه بواسطة ضربة جوية قامت بها العناصر الحوثية بعد سيطرتها على الطيران الحربي، ليتمكن بعدها من الوصول إلى محطته الأخيرة “المملكة العربية السعودية”، وطلبه للتحالف الخليجي التدخل لمساندة الحكومة والجيش في مواجهة “أنصار الله”، في بداية انطلاق التحالف كانت له ضربات جوية مكثفة لمواقع استراتيجية، ومع مرور الأيام والأشهر القليلة على انطلاقة بدأت الخلافات بين دول التحالف مما أسهم في تقليص الضربات الجوية وانسحاب بعض دول التحالف منه، وبقيت السعودية والإمارات في الواجهة مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، وكان دعمهم ببيع الأسلحة لهم وتزويدهم ببعض المعلومات الاستخباراتية، إلا أن الولايات المتحدة كانت لها عدة ضربات جوية استهدفت عناصر “تنظيم القاعدة” حسب روايتهم الرسمية إلا أنها في كثير من الأحيان راح ضحيتها مدنيين عزل.
وفي خضم تلك الأحداث واشتداد المعارك بين الجانبين سقط آلاف الضحايا حيث إن الأرقام الرسمية تشير إلى أن أعداد القتلى من المدنيين الذين سقطوا جراء الحرب تقترب من 10 ألف قتيل مؤكدة “أن هذه الأرقام لا تعكس الحقيقة بأي حال من الأحوال”.
وعلى الرغم من تصاعد المطالبات بفرض حظر على بيع الأسلحة إلى السعودية والإمارات، في حين لا تزال الدول المصدرة للسلاح تتجاهل كل تلك المطالبات، وانتقد تقرير أصدره فريق الخبراء الأممي المعني برصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن الدول والأطراف التي تبيع الأسلحة لأطراف الصراع في اليمن، خصوصاً، الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، وهو ما أعتبر استمرار لدعم الصراع في اليمن؛ لبيع مزيداً من الأسلحة، وتوصل المحققون إلى احتمال ارتكاب جانبي الصراع باليمن جرائم حرب، واتهم التقرير الخليجي بقتل مدنيين وحرمانهم من الطعام عن عمد في بلد يواجه خطر المجاعة.
وبعد مرور ست سنوات على محاربة الحوثيين من أجل “القضاء” عليهم كما تقول “الحكومة الشرعية” وحلفاؤها، ماهي النتائج التي تم تحقيقها؟! فجماعة الحوثيين وجناحها العسكري “أنصار الله” مازالت قائمة ومسيطرة على غالبية المناطق الشمالية، وترسانتها العسكرية في تطور مستمر، وانتقلت من مرحلة الدفاع إلى الهجوم من خلال الطيران المسير، كما عملت على تشغيل مؤسسات الدولة في مناطق سيطرتها واستطاعت أن تتجاوز ست سنوات من الحرب والحصار، كما استطاعت المحافظة على قيمة الريال اليمني من الانهيار على عكس المناطق الواقعة تحت سيطرة الشرعية.
وعلى ما يبدو أن الحوثي أحسن اختيار الكوادر المؤهلة في إدارة مؤسسات الدولة الواقعة تحت سيطرته، فهم يعملون في الميدان، على عكس معظم مسؤولي “الشرعية” الجالسين في فنادق الرياض وغيرها من دول الحلفاء؛ كيف يمكن أن يشعرون بمعاناة وطن وهم خارجه؟! وكيف يمكن أن يشعرون بمعاناة مواطن وليسوا بجواره؟!
فالمواطن في اليمن يتحمل الكلفة الباهظة لما يعصف بمجتمعهم من كوارث الحرب والعنف والارهاب والفقر والأمية والانهيار الكامل لظروف الحياة المعيشية، الحرب طال مداها وتعمقت جراحها، كم أشتاق اليمنيون إلى السلام إلى الأمان بعيداً عن فوضى الحرب ورائحة الدماء المنتشرة في كل بقاع اليمن، لقد رأينا يومي الخميس والجمعة الـ 16_17 من الشهر الحالي الفرحة التي ارتسمت على أهالي الأسرى وأقاربهم المحررين من الطرفين؛ فكم ستكون الفرحة كبيرة وذكرى مجيدة في ربوع اليمن إذا ما توقفت الحرب؟!
وإزاء هذه الظروف يتوجب على كافة الأطراف الإقليمية المشاركة في الحرب اليمنية مراجعة سياساتها وأهدافها وافعالها، كما ينبغي على دول الجوار بقيادة سلطنة عمان التفكير الجاد من أجل إنهاء الحرب وإحلال السلام في ربوع اليمن.