بمشاركة 32 مشارك.. مبادرة تطوعية لتنظيف أحياء مدينة الصويرة
نظمت جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية وبتعاون مع جمعية ابتسامة ومؤسسة التفتح الأدبي والفني، أسبوع السكن والتعمير بمدينة الصويرة خلال الفترة الممتدة من 24 أبريل/إلى 1ماي 2021.
مبادرة جمعوية شبابية رائدة شملت عدة أحياء من المدينة، هدفها الرئيسي العناية بالفضاءات الخضراء ورفع وعي المواطنين والمواطنات في مجالات متنوعة، سواء بيئية أو صحية أو تنمية مستدامة، من أجل حياة أفضل داخل المدينة.
وتأتي هذه المبادرة في إطار عمل جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض على إذكاء وعي بيئي داخل المجتمع المحلي، خصوصا وأن المدينة تعرف مجموعة من المشاريع الهامة التي تقتضي إشراك المواطنين والمواطنات فيها لإنجاحها، خصوصا المشروع المتعلق بتهيئة المدينة العتيقة بالصويرة.
كما سعت هذه المبادرة إلى تعريف الأطفال بقيمة النظافة والبعد عن القبح، حيث تم تقسيم الأطفال داخل الأحياء المستهدفة إلى مجموعات وكل مجموعة تولت أعمال النظافة داخل أحد مربعات الحي، وذلك مع تخصيص جوائز تشجيعية لهم لأجل دفعهم إلى المشاركة والتحلي بسلوك إيجابي تجاه البيئة المحيطة بهم.
وتهدف المبادرة الى تحقيق عدة أهداف بالإضافة إلى هدفها الرئيسي المتمثل في تزيين الفضاءات الخضراء، منها تشكيل مجالس الأحياء من ساكنة الأحياء المستهدفة وهو تنظيم يتولى أمر مواكبة العناية بالحي من صيانة وتجميل وتجميع المخلفات الصلبة بما يساهم في تقليل مصاريف الإنفاق على نظافة الحي والمساهمة في ذات الحين في أعمال النظافة والتجميل والصيانة، لضمان استدامة المبادرة.
وقال السيد هشام أكورض، المنسق الإقليمي لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالصويرة، لمراسل جريدة صوت المواطن في الصويرة سفيان كوفال، أن المبادرة هي استمرار لمبادرات الجمعية والتي تصب جميعها في تطوير اهتمام المواطنين والمواطنات بالبيئة.
وأضاف لمراسل جريدة صوت المواطن أنه من خلال هذه المبادرة لم يتم الإكتفاء بسكان الأحياء المستهدفة، حيث تم التنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية وذلك لأجل توعية التلاميذ بأهمية البيئة وتلقين السلوكيات السليمة في المجتمع للناشئة وهو محور هام في عمل الجمعية.
وأشار، أن عمل الجمعية يظل تطوعياً بالكامل، وأنها تضم في عضويتها أساتذة مادة علوم الحياة والأرض الذين يحرصون على تقاسم المعارف العلمية المتعلقة بالمجال البيئي وكيف يمكن أن نساهم في حماية البيئية عن طريق أفكار مبتكرة وسلوكيات محددة.
وفيما يتعلق بمشاركة المواطنين في المبادرة، أوضح أن من ضمن الأهداف الأساسية إشراك المواطن في العمل العام وتغيير نظرته من الاعتراض وانتقاد وضعية الحي، إلى المشاركة والإسهام في تغيير حياة الأسر بعد تطوير الحي للأفضل والعناية به وانعكاس ذلك على المنطقة بالكامل.
وحول طريقة اختيار الشوارع التي تنفذ بها المبادرة، يقول أكورض أي مكان نجد فيه تفاعلاً من الناس وتحديداً الشباب نبدأ فيه على الفور، وعلى سبيل المثال اخترنا منطقة تجزئة الأمل وتجزئة ركراكة بعد تفاعل الناس حيث قمنا بتغيير شكل الحدائق بشكل كامل، كما قمنا بتنظيف الأزقة وممرات المنطقة.
وتابع أن هذه المبادرة تتم تحت شعار “أحياء ومدن ذكية، صديقة للبيئة، مستدامة، والهدف أن نجعل أحياءنا جذابة، آمنة، مبهجة، جميلة، دامجة وصامدة تجاه التغيرات المناخية، وفعلا نجحنا في أن نجعل الأحياء التي اشتغلنا فيها في حُلة جميلة لاقت استحسان الساكنة والأطفال.
من جانبه، قال السيد مبارك الوزاني، وهو خمسيني شارك في حملة النظافة، أن حضوره ومشاركته جاءتا لإقتناعه بجدوى التعاون وضرورة قيام أهل الحي بتحسين وضعية الحي والمحافظة على فضاءاته الخضراء.
ويضيف أنه يرفع شعار العمل على أرض الواقع، مؤكداً أنه لا يمكن تطوير أي بلد دون إسهام المواطنين، لافتاً إلى أن السكان طوروا المبادرة بجعل المواطنين يجمعون القمامة وتصنيفها في صناديق، إذ يتم وضع الأواني الزجاجية في صندوق، والبلاستيكية في آخر، بشكل يساهم في تيسير عمل عمال النظافة.
ونوه بأننا نسعى الى جعل المبادرة نشاط دوري يتم تنظيمه مرة كل شهر ليكون بذلك درساً في المواطنة بالنسبة للأطفال والجيل المقبل، خصوصاً وأن حضورهم ساهم في إضفاء جو من المرح على الأعمال التي قمنا بها طيلة اليوم.
وأنهى قوله بدعوة ساكنة المدينة وشبابها إلى أهمية المساهمة في تنظيف أحيائهم بشكل مستمر، كون التصالح مع الفضاء العام هو نقطة البدء لبناء مجتمع فاعل ومنتج.