تأثير التغيرات المناخية على الهجرة

كتب – عبدالعزيز اغراز

تقديم وتعريف

أثرت التغيرات المناخية في السنوات الماضية على شتى نواحي حياة الانسان المعاصر، وبدورها زادت نسب الهجرة وانضاف تغير المناخ الى اسبابها، وأصبحنا نسمع عن  الهجرة المناخية.

و تُفسر “الهجرة المناخية” بعدة مرادفات أخرى مثل”الهجرة البيئية” و”اللجوء البيئي”، والتي تعني رحيل  السكان عن موطنهم الأصلي بسبب التغيرات المناخية.

ويتأثر الناس الذين ينبني اقتصادهم على المحاصيل الزراعية سلبا من التغيرات المناخية، ولم يوضع بعد تعريف قانوني مقبول دوليا للأشخاص المهاجرين بسبب التغيرات المناخية، لكن المنظمة الدولية للهجرة وضعت تعريفا لوصف المهاجرين البيئيين.

بداية الهجرة المناخية

ظهر مفهوم “اللجوء البيئي” لأول مرة عام 2013، بفضل رجل من جزيرة كيريباتي يدعى إيونا تايتيوتا، ويعتبر تايتيوتا أول من تقدم بطلب اللجوء البيئي إلى نيوزيلندا له ولأسرته، وجاء طلبه بعدما فقدت أسرته سبل العيش وإمكانيات بناء مستقبل في الجزيرة نظرا لتغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر.

الميثاق العالمي للهجرة

تزايد الوعي السياسي بالمسائل المتعلقة بالهجرة البيئية، في العقد الماضي، وبالتالي صحب ذلك زيادة في الإدراك بأن هذا يمثل تحديا عالميا. ووقعت العديد من الدول على اتفاقيات تاريخية، مثل اتـفاق باريس لتغير المناخ وإطار سينداي للحد من مخاطر الكوارث والاتفاق العالمي للهجرة.

إن المنظمة الدولية للهجرة لا تستخدم مصطلح “لاجئ بيئي”، لكنها تتحدث عن “المهاجرين البيئيين”، وذلك لأن اتفاقية جنيف التي حددت شروط قبول اللجوء لم تذكر المناخ كسبب من الأسباب، وإنما حصرت منح اللاجئ حق اللجوء في حال تعرضه للاضطهاد السياسي والديني.

مخاطر الهجرة المناخية

يلجأ السكان المتضررون من تغير المناخ والكوارث البيئية، الى الهجرة المناخية باعتبارها حلا، لكن مخاطرها تكمن في تزايد المتضررين وتكدس النازحين في مدن يتمركز فيها السكان.

وبالرغم من أن مهاجري المناخ يحصلون على وضع النازحين في بلدانهم، إلا أنهم بمجرد عبور الحدود الدولية يفقدون الحماية التي تتوفر للمهاجرين هربا من العنف أو الاضطهاد.

أسباب الهجرة البيئية

أكدت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن أعداد مهاجري المناخ ستتجاوز حاجز المليار والنصف بحلول عام 2050، وتتعدد دوافع الهجرة المناخية وترتبط غالبا بالاحتباس الحراري، نذكر منها ارتفاع درجات الحرارة؛ حيث يشهد كوكب الأرض تزايدا في درجات الحرارة، وارتفاع مستوى سطح البحر؛ فقد ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند (الأرض الخضراء) والقارة القطبية، مما أسفر عن ارتفاع مستوى سطح البحر، إضافة الى التصحر، الذي يعد ظاهرة طبيعية تضرب المناطق القاحلة وشبه القاحلة، ويؤدي انتشارها إلى تدهور التربة الزراعية في مناطق عدة من العالم.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق