تونس.. رئيس الحكومة التونسية يفتح باب ترحيل المهاجرين أمام أوروبا
صادم و غريب ما أتاه رئيس الحكومة التونسية هشام مشيشي في قناة فرانس 24 على هامش زيارته إلى فرنسا حيث ربط هذا الأخير “الهجرة غير الشرعية بالإرهاب” و هو ما أثار موجة من الاستياء و الإستهجان داخل البلاد وخارجها.
ألا يكفي هذا الشعب أنه سُلٍب في مطالبه التي ثار من أجلها و هي” شغل،حرية،كرامة وطنية” فرغم مرور عشر سنوات على رحيل نظام بن علي إلا أن الشعب بقي يعاني الويلات بسبب تجاذبات سياسية أتت على الأخضر واليابس و هو ما أجبر آلاف الشباب على المخاطرة و الهجرة نحو الأراضي الإيطالية عن طريق مراكب الموت.
فمنذ بداية السنة الحالية فقط بلغ عدد المهاجرين قرابة 15 ألف شاب و شابة و منهم عائلات بأطفالهم أملا في إيجاد عمل يحفظ كرامتهم في ظل ما تشهده تونس من انهيار اقتصادي و غلاء الأسعار و توريث لمواطن الشغل في القطاع الحكومي إضافة إلى سيطرة عديد اللوبيات على مختلف القطاعات الاقتصادية كالمقاولات و السيارات و الملابس و الصناعات التحويلية و نقل الفسفاط و توريد الحبوب و اللحوم وهو ما ولد وضع اقتصادي يحتضر يوما بعد يوم .
و قد أُجِبرت عديد العائلات على بيع الغالي و النفيس من أجل تمكين أبناءها من تكلفة الإبحار خلسة نحو الحلم الأوروبي عساه أن يعود بما يسعفه للزواج و تكوين عائلة و تحسين الوضع المادي للعائلة و ذلك إذا وصل سالما و لم تمنعه قوات الحرس و الجيش الوطنيين من اجتياز الحدود أو نجا من حادث غرق او سلم من تحٓيل عصابات تجار البشر.
و رغم خطورة المغامرة فالحكومة التونسية التي تشتغل كحارس حدود للقارة الأوروبية و لم تستغل الوضع لصالحها كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي لم تكلف نفسها عناء التواصل مع شبابها الذي نجح في الوصول ماعدا أحد نواب الشعب بالخارج الذي تلقى تهديدات بسبب اهتمامه بالموضوع.
و رغم ظروف العيش الصعبة و المضايقات و سوء المعاملة للمهاجرين غير الشرعيين و كأنه لا وطن لهم زاد رئيس الحكومة التونسية هشام مشيشي في تعميق جراحهم حيث جاء على لسانه أثناء حواره أجراه على قناة فرانس 24 أن “من يقول هجرة غير شرعية يقول ارهاب” اي مصير ينتظر المهاجرين الذين سافروا من أجل لقمة العيش في ظل تصريحات غير مسؤولة من أعلى هرم السلطة كيف سيحفظون كرامتهم و سلامتهم…
و بمثل هذا التصريح فإن المشيشي فتح باب ترحيل المهاجرين من أوروبا إلى تونس و ستعامل السلطات الاوربيه المهاجرين على أنهم إرهابيين و هو ما سيزيد في تعقيد الأمور.
يوما بعد يوم تزداد الهوة بين الشعب و حكامه في تونس و لا احد إلى أين تسير تونس و لم يبقى من شعار الثورة ” شغل حرية كرامة وطنية” إلا الحرية التي سنسعى إلى المحافظة عليها في ظل بعض المحاولات لسلبها..