ثقب من نور..

يقول البعض إنه ضرب من الجنون و زعم آخرون أنه خبل و فتون، و نعتته شرذمة بأنه جبن و فتور، و قالوا أضغاث أحلام و ما نحن للرؤى بمؤمنين، وأردفوا قائلين إنما هي أوهام اكتتبتها مخيّلة متوهم مخبول.
أنّى لهذا الظلام أن يُفرج عن ثقب من نور؟ أتزعمون أنّ لعتمة هذا البؤس وميض يلمع خلف كتل الواقع المشؤوم؟ أتفترون زخرفا من القول أم بكم جِنّة؟ أم أنكم في ضلالكم تعمهون؟ و الله ما كان هذا إفكا يفترى و ما كان يقيننا بانفلاق صبح الخير بالأمر المفتات، بل هو التفاؤل يا سادة، ينحت من جبال الضّر عين أمل تنضخ ماء البشارة، لينتهي في جراب قلوب زيّنها الرجاء و ألبستها الثقة بالله حلية من اليقين تتلألأ كالنجوم في سماء الشدة الظلماء.
دع عنك جحور التشاؤم و التطير و اهجر كهوف الهواجس و التوجس. غادر دواميس الخواطر السلبية و افتح ذراعيك لشمس الفؤول النديّة و تزود ببركة نور ضحاها و تنعم بدفئ اليقين إذا جلاّها ولا تخشى ليلا إذا يغشاها. أتفزع من نوائب عصرها!؟ و أمرها بين كاف و نون في كلام نفس ربها و مولاها