جائحة كورونا..و مواطنة الأحزاب السياسية على المحك
في ظل الوضع المستجد لوباء كوفيد-19، الذي إجتاح العالم، و منه بطبيعة الحال بلادنا، و ما صاحب ذلك من تأثيرات سلبية إقتصاديا و إجتماعيا على العديد من شرائح المجتمع المغربي، و خصوصا الفئات الهشة مما شجع على إبتكار وسائل عدة لتكريس قيم التضامن و التكافل سواء من طرف الدولة أو المجتمع المدني أو بمبادرات ذاتية للأفراد.
المواطن المغربي، يجد نفسه في الوقت الراهن و منذ بداية الإعلان عن الجائحة و توقف عجلة الإقتصاد الوطني، أمام تساؤلات آنية و ملحة بخصوص ماهية الأحزاب السياسية المغربية و المناطق بها دستوريا تمثيل المواطنين و تدبير شؤونهم بواسطة مؤسسات منتخبة وطنيا و جهويا و محليا، و الحرص على إسماع أصواتهم في إطار التدبير و الحكامة الجيدة.
المتتبعين يرون تراجعا و غيابا للمؤسسات الحزبية في ظل هذه المستجدات الوبائية، فلا وجود لمبادرات ذات مغزى تكافلي و تضامني بمفهومه الحقيقي، مما يطرح علامات إستفهام عن الأسباب الحقيقية لهذا الغياب عن الساحة كمؤسسات مواطنة، و تغييب التفاعل بشكل إيجابي مع هموم المواطنين، و إقتصارها على الإستحقاقات الإنتخابية كدكاكين للمزايدة و الترويج لبضائعها المناسباتية.