جائزة خليفة الدولية تستعرض جهود الامارات في الحفاظ على واحات نخيل التمر
واحات "ليوا" و"العين" في مؤتمر (GIAHS) العالمي باليابان
في إطار استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول النظم الزراعية ذات الإرث الانساني العالمي (GIAHS)، الذي تستضيفه مدينة نونو، إيشيكاوا، في اليابان خلال الفترة من 25-27 نوفمبر 2021، تشارك جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في هذا المؤتمر للتعريف بواحات “العين” و”ليوا” في دولة الامارات العربية المتحدة المعترف بهما دولياً منذ العام 2015 من قبل برنامج (GIAHS) الخاص بالنظم الزراعية ذات الإرث الانساني التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، لعرض ما تم انجازه لحد الآن بالتعاون مع عدة جهات داخل دولة الامارات العربية المتحدة، وأكد ذلك الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، بأن هذه المشاركة تأتي بتوجيهات معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء الجائزة، موضحاً بأن الواحة تُعْتَبَر نظاماً بيئياً زراعياً أصيلاً تم تطويره بصبر من قبل الرجل والمرأة على مدى آلاف السنين في الأراضي القاحلة، حيث تلعب واحات النخيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دورًا مهمًا في مكافحة التصحر والحفاظ على التنوع البيولوجي الزراعي وتوفير الطعام والمأوى لسكان الواحات منذ آلاف السنين. فالنظم الإيكولوجية الزراعية لنخيل التمر تُعْتَبَر مصدراً غنياً للتغذية والتنوع البيولوجي والثقافي لآلاف السنين.
وتضم النظم الإيكولوجية للواحات تنوعاً وراثياً غنياً لأشجار نخيل التمر، بالإضافة إلى أكثر من مئة نوع من النباتات والمحاصيل والكائنات الحية الأخرى، كان التنوع الجيني لنخيل التمر عاملاً أساسياً لنجاح زراعتها، حيث أنشأت أنواعاً متكيفة محلياً من النخيل مقاومة للحرارة الشديدة، والجفاف والملوحة، لذلك فإن الحفاظ الديناميكي للنظم البيئية للواحات سيلعب دوراً مهماً في الحفاظ على أنظمة الري المحلية والتنوع البيولوجي والخدمات البيئية المختلفة التي تقدمها الواحات.
وتبعاً لنظام (GIAHS) الدولي تعمل جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي على التعريف بشكل مستمر بواحات “العين” و”ليوا” على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال دعم مهرجانات التمور في كل من العين وليوا (بالإمارات) وسيوة (بمصر) وعمّان (بالأردن) والخرطوم (بالسودان)، وأرفود (بالمغرب). لأن واحات “العين” و”ليوا” هي بمثابة بيئة زراعية مكثفة في الأراضي القاحلة تساهم في تعزيز الأمن الغذائي والمعيشي. فنظام الواحة يتميز بوجود ثلاث طوابق زراعية: طابق علوي به أصناف مختلفة من أشجار نخيل التمر، وطابق وسطي به أنواع وأصناف من أشجار الفاكهة المختلفة، وطابق سفلي به أنواع وأصناف مختلفة من الخضروات والأعلاف والحبوب، أما فيما يخص “الفلج” فهو نظام مبتكر لنقل وتجميع المياه الجوفية من باطن الأرض ضمن الأراضي القاحلة لري الواحات وتلبية احتياجات الناس. تم إنشاء “الأفلاج” (جمع “الفلج”) وصيانتها بواسطة مزارعي الواحات لعدة قرون. وتمثل الواحات ثقافة مشتركة في الإمارات العربية المتحدة. يتم ضمان التعريف بها بشكل ديناميكي من خلال تنظيم عدد من المعارض والمهرجانات والفعاليات الهامة إلى جانب العديد من الأنشطة الزراعية في واحتي “ليوا” و”العين” كل عام. حيث تغطي المناظر الطبيعية في واحات “ليوا” مساحة قدرها (70 كم) في صحراء عبارة عن كثبان رملية يصل ارتفاعها إلى 300 متر عن سطح البحر.