حكومات غنية وشعوب فقيرة

عندما يكون أباك ثري وأنت فقير، قد يرجع البعض الأمر لبخل الأب، وهذا وارد ومنطقي، أو لأن الإبن فاسد فطرده أباه من نعمه، وأيضاً هذا الأمر عقلاني جدا، لكن بالنسبة للحكومات فالأمر مختلف تماماً، بحثنا في الحكومات الغربية، والتي لايدينون بدين الله، فوجدنا أن الأمانة في القول والفعل والعمل، ظاهرة لديهم وأن الفساد يكاد يكون منعدم! مما إنعكس هذا على معدل دخل الفرض وكذلك البنى التحتية، والخدمات المقدمه له… الخ

وبحثنا عن بحار النفط وجبال الثروات الطبيعية لديهم فلم نجدها، ولم نجد غير المصانع فقط!

وبالنظر إلى دولة مثل ألمانيا وجدنا أن الفائض في الميزانية لديهم جعل خزائن البنوك تئن وتتوجع، وبالبحث عن السبب، رأيناه في صورة “ميركل” وهى تتسوق من السوبر ماركت بعض إحتياجتها من الطعام والشراب بمفردها، بلا آلاف الحراس ومئات الضباط وعشرات السيارات المصفحة ضد الرصاص!

وفي فرنسا ووجدناها في صورة “هولاند”
وهو يتمشى في الشارع بمفرده،
ووجدنا رئيس وزراء هولندا يذهب لمقابلة الملك بالدراجة (موكب رئيس الوزراء دراجة فقط!! )، و الأمثلة على ذلك لاتعد ولاتحصى، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الحاكم الغربي يعلم أنه موظف لدى الدولة وهناك من يحاسبه، حتى لو على ساعة هدية مثل الذي تلقاها وزير ياباني وقدم إستقالته بسببها، كما يعلم ذلك الحاكم أن كرسي الحكم ماهو إلا كرسي حلاق سرعان ماينهض من عليه ويترك المجال لغيره، وهذه الصور تلقى بظلالها على النظام الإداري للدولة البعيد كل البعد عن أي فساد، إذا ما أتينا للدول الشرق أوسطية، والتي من المفترض أن تكون قدوه ومثالاً يحتذي به في العالم، نظراً لكونها حاملة راية الإسلام الذي جاء بالعدل والمساواة وحرم الظلم وأخذ أموال الناس بالباطل، وجدنا مايشيب له الولدان، وتنطق له الصخور، نِعم من الله لاتُعد ولاتُحصى، بحار من النفط وجبال من المعادن وانهاراً من الخيرات، وخزائن خاوية على عروشها، وقروض صندوق الخراب الدولي، وشعوب فقيرة، وبطالة لاحصر لها، وبنى تحتية متهالكة، وخدمات باهظة الثمن!

حكومات غنية وشعوب فقيرة، هل يرجع ذلك إلى بُخل الحكومات أم لفساد الشعوب؟!!
الحقيقة المرة ترجع إلى فساد تلك الحكومات بلا ش

بواسطة
رزق البرمبالي - مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق