حوار عن بعد مع صوفية الصين
يتشرف موقع جريدة “صوت المواطن” بالتواصل الرقمي مع الطريقة النقشبندية الجهرية بالصين، من خلال أحد مريدي الطريقة النقشبندية الجهرية، الدكتور سعيد الدين.
*بداية دكتور سعيد الدين ما الدور الذى تقوم به الطريقة الجهرية النقشبندية في الصين؟
*** الدكتور سعيد الدين: إن أهل السنة والجماعة من المسلمين الصينيين المتبعين لطريق التصوف يلتزمون بتقاليد الإسلام القائمة على الوفاء ومحبة الوطن، والآداب والسلوك، والاحترام والانسجام مع الآخرين، والالتزام بقوانين البلد من أجل تحقيق تعاليم رسول الله صلي الله عليه وسلم القائل: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، ونحن نعتبر أن المسلمين وغير المسلمين كلهم كالجسد الواحد.
وتلعب الطريقة النقشبندية الجهرية العلية بالصين دورا بارزا في إرشاد الناس وتعريفهم بالتصوف الصحيح، وذلك من خلال نشر العقيدة والتفقه في الدين، وتُعلم الطريقة مريديها بالتصوف الصحيح الذى يروم الالتزام بعقيدة أهل السنة والجماعة، ويلتزمون بالإسلام الوسطى ويبتعدون عن التطرف والعنف، ولهذا تمسَّك بها المسلمون الصينيون وتأثَّر بها مجتمع الصين بأسره.
* كيف هي علاقتكم مع الدولة الصينية؟
***قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “السلطان ظل الله في الارض، فمن أكرمه اكرمه الله، ومن أهانه أهانه الله”، ونحن كصوفية متبعين لمذهب أهل السنة والجماعة ندعوا إلى الالتزام بالقانون، وحب الخير للآخرين، ونعارض كل الافكار التي تتبنى التطرف والعنف، وعلاقاتنا جيدة مع الدولة، التي تخصنا بالحماية والاحترام، ونثمن وننوه بالجهود المبذولة لتحقيق ما دعا إليه رئس دولة الصين “شي جين بينغ”، من أجل تعزيز السلام والازدهار لبناء مجتمع ذو مستقبل مشترك.
*من هو الشيخ الحالي للطريقة النقشبندية الجهرية؟
***هو الشيخ عبد الرؤوف اليماني الحسني الحسيني، ولد عام 1939، نشأ في مدينة “هوي” الصينية في قرية “بانلونغ” التابعة لمدينة “موجياينغ” من إقليم “نينغتشيا هوي”، ويقطن حالياً في مدينة “كانمينغ” التابعة لولاية “يونان” الصينية، نشأ وترعرع في كنف أسرة ذات دين وخُلُق، فقد كان والده الشيخ “ما تشين وو”، الملقّب بالشيخ “عبدالخالق” مجازاً بالسند المتصل، بالتربية الصوفية على الطريقة النقشبندية.
ودرس وتخرج من جامعة كانمينغ للعلوم في ولاية يونان الصينية، حيث شغل منصب كبير المهندسين ونائب رئيس الأطباء في معهد كانمينغ للبحوث وتطبيقات الحاسوب في الطب، والمدير التنفيذي لجمعية المعلومات الطبية الصينية وأمينها، ومدير مركز يونان للتبادل العرقي والشعبي باللجنة المهنية للتبادل العرقي والشعبي للرابطة الصينية لأبحاث الأنثروبولوجيا التابعة للجنة الشعبية الوطنية الصينية، تم تضمينه في قاموس علماء العلوم الطبيعية الصينية المعاصرة، وقاموس هوي الجنسية الصينية، إضافة إلى منصب الرئيس الفخري والمستشار الأول لأكاديمية الثقافة والفنون الإسلامية، والمدير التنفيذي للجنة المهنية لتنمية شينغيانغ التابعة لجمعية أبحاث الأنثروبولوجيا الصينية، كما حصل على لقب وريث التراث الثقافي غير المادي لقوميات الأقليات “هوالونغ تشيوان”.
*ماهي رسالتكم إلى العالم؟
***الطرق الصوفية تدعو إلى طريق الاحسان واللطف ومحبة الأوطان والتقوى التي تخدم البشرية جمعاء، ويلتزم شيوخ التصوف بتحقيق سعادة البشرية وإقامة السلم في العالم، وذلك من خلال تحقيق التعايش المتناغم والسعادة بين جميع البشر، وتعزيز الاحترام المتبادل بين الثقافات والحضارات والأديان والجماعات العرقية المختلفة، وبناء أسرة كبيرة في مجتمع متناغم على أساس الأخلاق، والوصول إلى مجتمع سلمي لا قتال فيه، ولا حرب ولا صراع ولا ألم.