خريبكة.. المدينة الغنية، التي تعاني التهميش والاقصاء
كلما دُكر اسم مدينة خريبكة، إلا وتبادر للذهن المعدن النفيس الذى جعلها ربما معروفة، كموقع اقتصادي وقطب صناعي بإمتياز على الصعيد العالمي، مدينة خريبكة والتي ناضلت كثيرا، بعطاء وسخاء وبدون مقابل، تعيش النسيان والإهمال و مرارة الأقصاء، رغم عطائها اللامحدود،وتاريخها الدي يذكر من يجهلها ويتعمد تهميشها انها شامخة رغم جحود الجبناء.
ينتابك حزن شديد، وانت تتجول في شوارع عاصمة الفوسفاط العالمية، لتكتشف حقيقة قاسية، تكاد لا تصدق عيناك وانت تشاهد مظاهر الفقر والتسول التي لا تكاد تنتهي، وكأنك تشاهد فيلما سينمائيا قاتما لواقع مدينة غنية، وليس لها من الغنى إلا مصطلح” الصفة ” التي يطلق عليها، وكأنها مدينة أشباح، يعرفونها فقط عند الحاجة، ويستنزفون خيراتها وبشراهة الجائع. الدي لايشبع..
نال شبابها نصيبه من التهميش، واصبحو مقصيين من أدنى حق لهم، وهو العمل في إحدى مركباتها، هدا الحلم الدي ظل ينتظر أبناء الفوسفاط تحقيقه، استفاقوا على كابوس استبعادهم، وعدم ادماجهم كحق مشروع لأي إنسان كان، فماذا استفادو هؤلاء من نعيم الفوسفاط سوى هدير وآليات ومعدات استخراج المعدن النفيس، وكذلك تلويت محيط عيشهم بالأشعة المضرة لصحتهم.
ويستمر الأمل ان تنال هده المدينة المناضلة، نصيبها من الاهتمام، لما أصابها من سنوات الاستنزاف من طرف مسؤولين همهم الوحيد هو استغلال مناصبهم وتحقيق مصالحهم الخاصة، بعيدا عن روح المواطنة الحقيقية والمساهمة، في انعاش وتحسين حالة الساكنة في ان تنال المدينة نصيبها من المشاريع التي تسرق منها إلى غيرها،لتظل تعاني في صمت الي يومنا هذا.
