دكتاتورية التقنية

يشهد العالم منذ حلول القرن الواحد والعشرين ثورة رقمية و تكنولجية في مجال الاتصال و التواصل افرزت انماط حياتية جديدة للاشخاص و للشعوب وطال تأثيرها سياسات دول و مخططات توسع.

كيف والى اي حد سيطرت الآلة الرقمية على الحياة البشرية .
في ضل سرعت تناقل المعلومة و معالجة اشكال تباطئ الاتصال نجد ان الهواتف المحمولة و اللوحات الالكترونية تبني مجتمع جديد قد ننعته بالمفتوح لتواصله مع العالم حيث ان اللقاء اصبح افتراضي بين شخصين في قارتين مختلفتين و امكانية تعاملهما في عدة مجالات كالتجارة والخدمات .الصرف و تبادل المعلوملومات . فمثلا مذا لو اصبح لكل شخص في المجموعة البشري يحمل في هاتفه خدمات البنوك وخدمات الاستهلاك و الاستخلاص .ثم ان تعدى الخدمات الرقمية تجاوز ليصبح موجها لنمط العيش عبر ارساء نماذج متطابقة في العالم ،الاكل واللباس و اللغة وحتى الكتب المطاعة و السنماء .ضف ان دكتاترية التقنية تصوغ اليوم التوجهات الكبرى في السياسات الدولية كتأثيرها على الانتخابات و حشد الرأي العام الوطني والقطري والدولي لاجل ملف بعينه .و الانتخابات الامركية الاخيرة نموذج حيث ان موقع تويتر تحول الى مسرح لاستبيان نتائج الانتخابات بين بايدن و ترامب .الا يطرح تمادى الرقمنة الى سيطرة تامة على ثقافات الشعوب واهواءها و رغباتها و جعلها مجتمعات قطيع امام اصحاب النفوذ في المادة التقنية ؟ الا يعتبر هيمنة الذكاء الاسطناعي مهددا للذكاء البشري حيث اصبح الانسان يتكل على الالة لحل معادلة بسيطة كعلامة قسمة او ضرب في الرياضيات .

تحى المجموعة البشرية زمن انعطافة كبرى نحو تعميم نموذج ظاهرة استنساخ مجتمعي يقضي على كل خصوصية و يذيب كل تفرد و ما ينجر على ذلك من الذهاب لركود حركة و تنقل و شلل فكر وعلم .في المقابل تتعالى اصوات قليلة بواجب حماية الطبيعة البشرية من الاغتراب و الهروب من نظرية القردية المعممة .

بما في ذلك من اجاد نمط معاشي و شغلي جديد كالعمل عن بعد والتسوق من وراء الشاشة .تطرح التقنية في عصرنا عدة اكراهات اخرى في المجال الاقتصادي كئثقال كاهل المواطن بمصاريف الانترنات و والبحث عن التدفق العالي ثم الحاجة للتجديد الدوري للآلات المستعملة من هواتف ذكية لوحات رقمية حواسيب … وكل ذلك له انعكاسات على افراغ وقت المتصفح حيث يغيب دور الكتاب و تتقلص مبيعات الصحف الورقية .بما ينشئ اعتزال شبه تام عن العالم المادي الملموس.وعلاوة على ذلك انشاء جيل جديد يهتم بالالعاب الرقمية التي تسبب حسب الدراسات توحد على جميع الاصعدة ،فحيث لم يعد للمدرسة دورها الاعتيادي للتربية من سقل المواهب و توجيه الطالب .ثم ان الضرفية الصحية العالمية الطارئة عززت باملائها التباعد الجسدي دور التقنية في صناعة الاغتراب اولا من ناحية منع التجمع والاحتكاك وثانيا بضرورة تقييد الحركة و منع التنقل .

فلا بد من دراسة سسيولوجية معمقة حول آثار ادماج التقني باليومي والتخلص لمعالجات اكثر جذرية و تكهن مآل هيمنة الرقمنة على الحياة البشرية.

بواسطة
محمد غانم عجمي - تونس
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق