رسائل المناسبات بلا عنوان وبدون مشاعر

اقترب العيد واقتربنا معه من التوصل بتلك الرسائل الجافة الخالية من المشاعر، التي يستنسخها أصحابها ثم يقومون بتحويلها بنقرة واحدة،دون ذكر اسم الشخص المرسل إليه،مما يجعلها رسائل صالحة لكل زمان ومكان وموجهة للجميع، وليس إلى شخص بعينه،لذلك أسميها رسائل بلا قلب وبدون مشاعر،لأنها لا تحرك أي شعور و لا تصل إلى القلب، وتعبر عن غياب كبير لمشاعر الحب والاهتمام والصدق والصداقة ، وتكشف عن حاجة مجتمعية كبيرة لتعلم بعض أساليب فن الإتيكيت، لتحقيق تواصل ناجح بين الأفراد.
.
ويمكنك أن أن تجد هذا النوع من الرسائل في كل مكان وفي كل المواقع الإلكترونية وعند كل الأشخاص،ولا يوجد شيء يميزها غير كونها مستسخة أو محولة، ويعتقد أصحابها أنها رسائل تهنئة، لكنها في حقيقة الأمر رسائل إهانة،لأنها لا تترك أي شعور جميل عند الشخص الذي يتوصل بها،وإنما تظهر له مدى قلة اهتمام واحترام وغياب لباقة الطرف المرسل.

ولا تحقق هذه الرسائل أدنى شرط من شروط التواصل الناجح، كما لا تعبر عن مشاعر صادقة متبادلة بين الأشخاص، لذلك لا تساهم في توطيد العلاقات وتقويتها، بقدر ما تؤدي إلى تفكيكها وخلق شرخ كبير فيها.

قد يعتبر البعض أن سبب ذلك يعود بالأساس إلى ضغوطات الحياة وإلى عدم توفرهم على الوقت لكتابة رسائل بأسماء أصحابها، ولكن هذا ليس عذرا، لأن قاعدة الاهتمام تؤكد أن الذي يحبك سيخصص لك وقتا في كل الظروف، كما أن المطلوب هو إرسال رسالة تحمل اسم صاحبها، بمعنى أن كل حرف كتب فيها موجه إليه، حتى لو تعلق الأمر بكلمتين فقط، فإنهما سيحققان الهدف المنشود من رسائل التهنئة خلال المناسبات،بدل إرسال جريدة مستنسخة بدون قلب وبدون عنوان.

بواسطة
أنيس مريني - مكناس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق