رسائل حاتم على .. للعرب (2-2 )

اختبار القدرة والإرادة .. يظهر معادن الرجال
فإما الذهب والفضة , وإما المعدن الدنئ .
-لا عذر للخادم أن يبقى خادما , إذا اقتنع أن بداخله سيدا وأميرا .

-ليس السيف وليس الغمد , ولكنه اليد التى تحمله والفؤاد الذى يتبعه .
-دعى دجال :
يزعم أنه أوتى بركة وكرامة وخوارق , ثم يصدقه فريق منكم فيتبعه على بغيه وضلاله
أين ذهبت عقولكم ؟ كيف تحكمون ؟
أفكلما تطلع رجل إلى السلطان , وأراد أن ينازع الأمر أهله
أدعى عهدا له من الله وساق الناس وراءه !!
وأتباعه نوعان : من سحر لبه فصدق الدعوة وصاحب غرض .
ولا نبلغ منه حتى نفسد أمره من داخل أصحابه
إنهم يعظمونه ويرفعونه فوق البشر؛ هذه قوته وهذا ضعفه !!
فلأنه عندهم فوق البشر ؛ فإنه لو ظهر منه لهم مرة واحدة خلاف ذلك , ووقع فى قلوبهم الشك
انهار بناؤه وانقشع الوهم عن عيونهم .

-الفرق بين الدعوة والدولة :
انتصرت الدعوة ؛ فبطشت بأعدائها أولا
فإذا فرغت منهم ارتدت على أهلها وأصحابها .
عندئذ فقط تنتهى الدعوة وتبدأ الدولة على الحقيقة ولها رجال غير رجال الدعوة .
-انتهى عصر الولاة !!

كيف نكسر شوكة القبيلة ؛ لنرفع الدولة التى لا يعرف الناس ولاء إلا لغيرها
دون أن نكسر شوكة العرب ؟!
ليت قبائل العرب تعى هذا , ولكنها لا تعيه وإن وعته لا تعمل بمقتضاه.

انتهى عصر الولاة وبدأ عصر الدولة .
-إذا أطل رأس الفتنة ؛ فبادر إليها قبل أن تتسع
وضع السيف ولا تأخذك الرأفة ؛ تردع عدو الغد بعدو اليوم
-لا رفاة بغير أمن , ولا أمن بغير حزم .
-من حزم الرجل أن يعرف متى يقدم ومتى يحجم ؟
وما أول الطريق وما آخره
وإلا ما الفرق بينه وبين الأحمق.

الذى يقدم فى موضع الاحجام ويحجم فى موضع الاقدام .
-وفى مشهد هام أوضح كيف يستخدم بعض الساسة بعض رجال الدين لتوطيد ملكهم وحشد الأنصار, وذلك فى مشهد الشيخ فرقد السرقسطى الذى أحضر ليخاطب الحشود قائلا :
” أيها الناس , أيها الناس .. أعلموا إننى عبرت من هذا الموضع منذ أعوام طويلة , وكان معى صديق لى على شاكلتى , كان عالما بالحدثان فوقف أمام هذه الشجرة وقال : يعقد عند هذه الشجرة المباركة لواء يحضره ملاك من الملائك موكل بنصرة الألوية فى 40 ألف ملاك , فلا يسير به صاحبه إلا ويتقدمه النصر على 40 يوما ” !!

-دولة الإسلام يكون الناس فيها أمة واحدة فلا هى لقيس ولا هى لليمن .
– إن الدولة والقبيلة لا يجتمعان :
الدولة عصبة كل رعاياها
أما القبيلة فهى عصبة أبناءها فقط
الدولة ينبغى لها أن تجمع
أما القبيلة فتفرق .

الدولة ينبغى لها أن تسوى بين رعاياها فى المغنم والمغرم
وتستعمل الناس فيما يحسنونه ويتقنونه حسب ما وهبوا .
أما القبيلة فإنها ترتب الناس حسب منازلهم من العصبة والنسب وتعطيهم من مغانم الحكم وأعمال الدولة بقدر ذلك .
الدولة للجميع لا نهبا مقسوما أو غنيمة تتنازع عليها القبائل .
إما أن يكون العرب عربا وحسب وإلا فهم قبائل تتنافر ولا تتعارف كما أمر الله .

ويرد عليه بدر قائلا :
نعم .. ولكن العدل يا سيدى , عدل الدولة فى الناس مع الرحمة والشورى
لا يستبدل الناس بطش الدولة واستبدادها ببطش القبائل بعضها لبعض
فإن السلطان إذا استبد بالأمر وبطش بالرعية ؛ لم يجد الرجل حاميا إلا قبيلته .
ولكن إذا اعتقد أن الدولة له لا عليه , وأنها تطعمه من جوع وتؤمنه من خوف لم يجد حاجة فى أن ينفض إلى قبيلته ليعتصم بها .
-كيف تسوس رعية لا تعرف كيف تفكر أو تشعر وتالم وتفرح .
-هيبة السلطان تلزم بالطاعة .. وإن ابتذال مقامه يغرى بالمعصية.

وأن يهابك الناس خير من أن يحبوك
فإن الأولى تمنعك والثانية ترديك .
إذا تواضع الأمير ظنوا به ضعفا ونعتوه بصفات النساء
وإذا تجبر قالوا : إنه طاغية إلا أنه فحل.
-البطش لا يلد إلا البطش
والمغلوب إذا ظفر بخصمه , ربما أنزل عليه من البطش أضعاف ما لقيه منه
-لا رحمة مع الخيانة .

– الملك عقيم
نعم الملك عقيم , وينبغى ألا يكون غير ذلك , لا بمعنى أن يثب ابن الأخ على عمه الأمير من أجل غايته فى السلطان .
ولكن بمعنى حفظ الدولة : من أن يتنازعها أهل بيت السلطان وكأنها غنيمة حازتها القبيلة فى إحدى غزواتها أو كأنها ضيعة أو حمى يتنازعون على ميراثه ما هكذا تكون الدول وما هكذا الملك .

ولكنها الدولة أولا يحكمها رجل واحد , يعقبه من هو جدير بحفظها ؛ لا بستان مشاع للقبيلة الدولة أولا .
وبعد .. هذه رسائل المخرج الرائع حاتم على للعرب من خلال مسلسل ” صقر قريش ” الذى كتبه المبدع د.وليد سيف منذ حوالى 20 عاما .

فماذا نحن فاعلون ؟!

بواسطة
محمد حسينى الحلفاوى- مصر
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق