رسالة الإسلام.. إلى رفيق عبد السلام

يقول المثل العربي رمتني بدائها و إنسلت إتهم رفيق بوشلاكة رئيس الجهورية الأستاذ قيس سعيد بأنه لا يؤمن بالأحزاب و الانتخابات و الديمقراطية مدعيا في ذلك أنه مستلهمها من العقيدة البعثية.

ومن هنا أحب أن أذكره أن حزب البعث العربي الإشتراكي حزب قومي علماني يؤمن بالمدنية و سلمية التداول على السلطة معتبرا في ذلك أن السيادة للشعب هو من يهبه إياها و ليس وصيا على إختيارات الشعب و لا يدعي أنه يحكم بإسم الدين و لم يستقبل قادته بطلع البدر علينا لترسيخ منطق الحكم وريث النبوة و الحاكم ولي الأمر الدائم الذي يسمع و يطاع له على غرار عمر البشير في السودان و راشد الغنوشي أمين الجماعه و ملهما الروحي و ظل الله فيها.

أيضا لابد من التنويه أن من جوع شعبه و أرهن بلده هو نفسه الذي لا يؤمن بالوطن كونه حفنه من تراب و أن علمه كفن و هو نفسه الذي لا يؤمن بالأحزاب و الديمقراطية كونها ضرب من الهرطقة التي ما أنزل الله بها من سلطان ، هل نسيتم مسألة الحاكمية ؟ التي كفر بهذا منظريكم المجتمعات و الشعوب و الدول , هل نسيتم مبدأ إن الحكم الا لله و لظل الإله في الأرض طبعا وفق القواعد الستة و الثلاثين لحسن البنا ، هل نسيتم ” لقد إستدار الزمان كهيئته الأولى فلا يوجد مجتمع مسلم ولا دولة مسلمة قاعدة التعامل فيها الاسلام . أظن أنكم نسيت الماء فرق و نسيت و أحداث باب سويقة التي كانت نتاج عقائدكم الفاسدة .

وهنا لابد أن أذكر أن الذي لا يؤمن بالديمقراطية هو الذي يكون جناحه السلفيين و يجتمع بهم و يجعلهم أمنه و جيشه عوض المؤسسات الوطنية و يهاجم بهم المثقفين و النقابيين و مقرات التلفزيون و السفارات و غيرها

الذي لا يؤمن بالدولة و المدنية هو نفسه الذي قال أن الإرهابيين يذكرونه بشبابه و أن تدربهم على رفع السلاح في وجه الدولة و مثقفيها و نخبتها هو مجرد تمارين رياضية للتخلص من الكوليستيرول.

أيضا الذي لا يؤمن بالدولة هو نفسه من تعامل معها بمنطق الغنيمة مع الهبة الصينية للدولة التونسية و المليار المنهوب
أعلم أن التلون سمتكم و صفتكم الخالدة هل نسيتم من دعم قيس سعيد ؟ من أرهق قواعده بالحملات الإنتخابية ؟ من أنزل البيانات الداعمة؟ و من أفتى بدعمه يوم كان قيس سعيد في صورة الملاك المنزه و كان حليفكم ذلك الصهيوني الفاسد عدو الثورة و بقيايا بن علي ؟

يومها كان حزب البعث يدعو قواعده و أنصاره و عموم الشعب للمقاطعة و هذا مرة أخرى يثبت تلون حركة النهضة و تقيتها الدينية و السياسية و يؤكد أنه لا صاحب لها و أنها حركة براغماتية فضلا عن كونها في الأصل حركة دينية إتخذت السياسة مطية .

بواسطة
صهيب المزريقي - تونس
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق