سنبقى أحدث فلسفة للغباء ..
الماديات نحن من نبتكرها ورغم ذلك هي الأشياء الأكثر تسلطاً علينا وتحكماً بنا،
تسنح للغباء أن يعصف بنا كيفما شاء، تسمح للغة بأن تتلاعب بتكوين أفكارنا،
تجعلنا نصدق أن واقعنا الجليدي يذوب بمجرد ابتسامةٍ ماكرة تُكذِبكَ القول أنكَ ستنجو من الغرق بقشة تجعلكَ تُلصق تهمة الغرق بالماء بينما جميعنا نغرق باللا ماء كثيراً،،
تفاصيل نُصر على تصديقها رغم أنها لا توجد إلا في الأفكار المريضة التي تحاول ابتلاع الجيد من حولها دون أن تمتلك سقفاً يحدد الشبع،، وجوديتها هو أول الجحيم ويدعون أنه فردوس أدنى يقودُ للفردوس الأعلى؛
عالمٌ فردوسه المزعوم لعنةٌ عظيمة ونحن لا زلنا “شعب العصيدة” المعتنق لأخطائهِ أكثر من صوابهِ، لا لأننا نتمادى بالخطأ، بل لأن نوايانا حوراء غالباً كانت بقدر ذلك الحلم الهالك المنقاد لأمنياتٍ خبيثة ونحن كعصا موسى توجسنا خوفاً من ابتلاع مكرها.. هي متفحمةٌ أصلاً لا تدعو للخوف أو التأهب، كل ماعلينا هو أن نجمع رمادها في فخار محكم الغطاء لنذروه، ربما يغفر لنا نهر الحظ المقدس ثم يعاقبنا الله بحلم أكثر جدية وأقل ابتزازاً لقلوبنا ..
كم كنا أغبياء حين صدقنا أننا مزيج الورد والرياح،
حينما اكتشفنا الحقيقة من سطع نجمة ليست بالسماء أصلاً،
كم كنا أغبياء حين تركنا رؤوسنا في مكان آخر، وجاءت فرصة التصويبة الأخيرة التي لن تتحقق إلا بزاوية ما توافق مستوى الرأس ..
ها نحن نثبت جدراتنا بالغباء، وقابليتنا الجيدة لتحديثه بشكلٍ ما نظن أنه يعزز البقاء..
كم كنا أذكياء بحذر حين توقعنا أن الحمار يخفي خلف أذنيه الطويلتان أجنحة بوسع الكوكب، عظمناه لذلك اليوم الذي سيثور فيه غضباً وسيطير ليعاقبنا بالسقوط الأخير،
ثم نتذكر في سُكرةٍ عابرة أن الحياة كذبةً عظيمة تجعلنا نؤمن بها ونحن مكتملو العقلية و الإرادة..