شهر رمضان الكريم يكشف طبيعتك الحقيقية

يذكرنا شهر رمضان المبارك، بثلاث موضوعات مهمة ، أولها قضية ابليس وشياطين حبسوا في شهر رمضان والذين لم يتوبوا ولم يتمكنوا ان يؤدوا الصيام والصلاة والزكاة والحسنات وغيرها من أمور الدين في هذا الشهر ، والذين ما زالوا ضالين ، فليسوا لديهم التوبة .

عندما لا تكون في شهر رمضان الكريم لا تستطيع أن تودي امور الدين ، فالحقيقة أنك كسول، وإنك تجادل بأن إبليس أزعجك ، ربما الله سبحانه وتعالي يغفر لك ، لذلك عادة ما يكون لديك سبب المغفرة ، وضع هذا اثم على ابليس، ولكن بعد أن وصل شهر رمضان الكريم ، تم حبس إبليس وفي هذا الوقت ، لا يمكنك ان تودي امور الدين وهذه هي طبيعتك ، ونفسك فلا علاقة له بإبليس ، لذا فهي لا تستحق وجود التوبة .

كما أن هناك طائفة من الناس الذين يؤدون أمور الدين في شهر رمضان ، وعندما يفطر بعد شهر رمضان فيرتكب جرائم ، فاذا عاتبه أحد يقول إبليس فهذ بعيدا عن امور الدين ، فأريد أن اذكر الجميع أن الذين لا يزعجون ابليس فليسوا لهم جنة ، ولا يمكنك الدخول الي الجنة فما الذي يفعله إبليس لإزعاجك؟ بسبب وجود الجنة تحديدًا يكون ازعاجا كبيرا .

اولا : شهر رمضان الكريم هو الوقت الذي تتجلى فيه الطبيعة ، وبعد الإفطار فتغلبت الطبيعة على الشيطان وتمسك بأمور الدين ، فيكون له نعمة الجنة.

 

ثانيا : من صام صوم الاخلاص وصوم التقوى فله الجنة ، لان الصوم هو درع الجحيم والصوم هو ايضا السيف الذي يقتل النفس، ويستخدم ابليس نفسا لقيادة الناس الي الجحيم

سمع عالم ابليس العجوز وابليس الصغير يتحدثان ، فقال العجوز للصغير ، “منذ الجمعة الماضية الى هذه الجمعة ، خدعت جميع الأشخاص البالغ عددهم 360 شخصًا في الجحيم ، لكنك لم تسحب اي شخص الى الجحيم .

قال صغير ، أخبرني ما هي طريقة الاستخدام؟

فقال العجوز ، “الحصان له لجام ، وبعد أن تلبسه يمكنك ركوبه ، ويمكنك سحبه، وللبشر أيضًا لجام ، ولجام حصان الإنسان هو النفس ، ويقول ما لا يجب أن يقوله ويفعل ما لا يجب عليه فعله فنتيجة لذلك ذهب إلى الجحيم، “لذلك ذكرت في شهر رمضان الكريم ، الصيام هو السيف الذي يقاتل نفوسنا.

 

ثالثا : الصوم باب الجنة فاذا أردت ان تقترب من الله وتقترب من الصراط المستقيم فعليك أن تنوي نية صالحة لصيام وتقترب من الله .

قال عيسى عليه السلام ، “عندما أجوع ، فأرى الله سبحانه وتعالي ، لأن الجوع نفسه قريب من الحقيقة ، هو سبب القرب من الله ، فإن أولئك الذين يصومون ليسوا لأي غرض في هذه الحياة الدنيا ، وليسوا من أجل صحتهم ، ولا من أجل تخسيسهم ، ولا من لإنقاص الوزن ، وليسوا لعلاج الأمراض ، ولكن الصيام لله سبحانه وتعالي وهو صوم بالله ولله وصوم الاخلاص والتقوى .

اهمية الصوم تقبله النية الصالحة ، ولا يقبل الصوم بدون نية صالحة ، وليس ينوي نية مرة في الشهر ، بل ينوي نية صالحة كل يوم قبل غروب الشمس (بعد صلاة العصر هو بداية يوم الثاني لذلك ان تنوى نية صالحة لصيام يوم الثاني )، ويجب عليك أن تنوي نية صالحة كل اليوم لصوم رمضان، وإن نويت كل يوم يقبل الصوم. فإذا لم يكن هناك نية صالحة لصوم يوم الثاني بعد غروب الشمس ، فإن صومه صوم مشبوه ، ربما فلا يقبل صومه، لذا ذكر هذا امر مهم .

الصيام ليس صوماً بفم حافي ، فالصوم يجب أن تصوم الحواس الخمس والسبع الفتحات ، كما يجب أن يصوم القلب ايضا ، وإذا كنت لا تأكل فمك ، وأن تقول شيئًا من الحرام ، فهذا سيفطر صوما، ولا تذهب إلى المكان حيث لا يجب أن تذهب بقدميك ، ولا تستمع إلى الحرام بأذنيك ، ولا تنظر إلى الحرام بعينيك ، ولا تشتم الحرام بأنفك ، لا تأخذ الحرام يديك ، ولا تفكر في الحرم بقلبك ، فتقبله الصوم .

ثالثا : اهمية الصيام ان تقبله هو السحور و الافطار فاذا كنت تنوي الصيام فهناك بركات في وجبة الصوم ، فهذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما توجد بركات في وجبة الافطار ، وهذه البركات التي يغفر لك ذنوبك لتجنيبك من عذاب النار وتقربك الي الله سبحانه وتعالي والى طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم والدخول الي الجنة الخالدة

 

بواسطة
الشيخ محمد عبد الرؤوف اليماني - شيخ الطريقة الجهرية النقشبندية بالصين 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق