صوفية الصين.. كتاب الأسرار في خفايا الدين الاسلامي

الباب الاول : كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله

١—-عليك أن تفهم (لا اله الا الله محمد رسول الله)فهما كاملا !

(ا)لا اله الا الله محمد رسول الله هذا هو باب الايمان ، بالنسبة لأولئك الذين يستمرون في دق الباب سيفتح لهم الباب ، والدق هو السعي في طلب الحق ، هو الكشف عن تقدير الله تعالى بالاختيار ، لمن لم تكون له هذه النعمة في التقدير فتقول انت : الى متي سيفتح الباب ؟ وذلك الباب  لم يفتح ابدا ، لأنه يعبد الله تعالى لأجل الخوف من نار الجهنم ، والذين يعبدون الله تعالى لأجل الرغبة من  نعمة الجنة ، وليس لمحبة الله تعالى انهم لا يخصوا التقوى والخشوع والاخلاص ، فيعملون ما يخصونهم ، انهم يعتقدون مع الحق ، ولكن انهم مخدوعون يضل انفسهم ويضلون الاخرين ويظنون انهم من اهل الجنة ، وانهم ينتمون الى العالم فقط وليس لله تعالى ، انهم فقط يقاتلون من اجل انفسهم وليس من اجل في سبيل الله تعالى ، وكان لم يكون ابدا على الصراط المستقيم .

اذا اردت ان تدق هذا باب الايمان فعليك ان تعبد الله تعالى من اجل محبته  ، فتقول : يا ربنا نعبدك اياك لأنك وحدك المستحق للعبادة  ، واتمني ان اكون عبيدك الى الابد حتى لا املك شيئا والعبيد لا يطلب شيئا  واتمني ان تحب عبيدك وامنح عبيدك حسن العقيب ، اذا التزمت بهذا الموعد حتى الموت فهذ الباب قد فتح لك .

(٢)لا اله الا الله محمد رسول الله هذا هو طريق نكران الذات والنفس ، اذا كنت تفهم لا اله الا الله محمد رسول الله فهما حقا فستجد ان هذا هو طريق نكران الذات والنفس ، لان كل المخلوق لا تدوم الى الابد، وكل الاشكال خادعة وكل النفس ذائقة الموت ،و ستشرب جميع الانفاس شراب الموت  عاجلا ام آجلا سيغادرون و سوف يهلكون ولن يدوم شيء الى الابد ، لذا ، ماذا يجب ان تفعل ؟ يجب ان تأتي نهاية الحياة ، لكن لا احد يستطيع ان يوقف مرور الوقت ، الم تر ان العديد من الناس والاشياء التي تعرفهم وتعرفها قد ولت الى الابد ولن تعد ابدا مع طفولتك وشبابك وفي النهاية  لا يمكن انقاذ الحياة  ، والعلاوة على ذلك ، يمكن ان يأتي الموت في أي وقت لا تتوقعه ، فعليك ان تحافظ على هذه القلبية ، اعيش   في  الصباح واشكر الله تعالى ، لا ادري انا استطيع ان اعيش في المساء ام لا ؟ اعيش في المساء اشكر الله فلا ادري ان استطيع ان اعيش غدا ؟  اذا كنت على هذا النحو طوال حياتك ، اذن ، لقد سيرتك في طريق نكران الذات والنفس ، ولم تكون من هذا العالم ، كل ما لديك هو الله الذي تحبه ، والنفس وانا وكل شيء في العالم فارغ ، وان الوقوف في العالم والنظر الى العالم ضلال ، الا من خلال الوقوف خارج العالم والنظر الى العالم على انه من اهل محبة الله تعالى ليستيقظ من غيبوبة ويسير الى طريقة نكران الذات والنفس .

 

(٣) لا اله الا الله محمد رسول الله هي نافذة معرفة الله تعالى ، اذا فهمت لا اله الا الله محمد رسول الله فهما حقا ، اذن ، ستعرف الله تعالى ثم  ستسكر وستكون راضيا و ممتلئا سوف تفرح ولن تقلق و خزينا ، وتتعجب وتسعى جاهدا للقيام بذلك ، وستصبح ملكا لعامة الناس وستكون لديك كنوز العالم وانت لم تعد تنتمي الى العالم فانت تنتمي الى الله وحده .لذا ، فان طموحك هو البحر لا محدود ، فانت تقنع ان تكون  المطر  بدون سحابة ، وانت الرحيق وتفرح في القناعة ، فلديك كل شيء لم يمتلكه بشرية جمعاء من قبل ، ولديك مائة قمر ومئة سماء ولديك مائة من أشعة الشمس نور الايمان ، انت الحكيم بسبب حصول على الحقيقة ، ولديك كلام الحكماء ، ان طريق العمل والارشاد يأتي من علم الباطني لله الذي يجعلك تتجاوز عالم الظاهر من خلال دراسة الكتب ، لقد اصبحت مؤمنا بالطبيعة الحقيقة للايمان ، فانت تتجاوز الاعتقاد العادي ، وتتجول مع عدم الإيمان ، عندما تعلم الله تعالى تطيع  كل شيء وتقيه ، وطاعة في جميع اوامره ونهواه ، وكل شيء تقوى لوجهه الكريم ، لقد اطعت  ارادة الله تعالى وكل شيء لإرضاء الله  اذن ليس لك  خطيئة ولا فضل لك الا رحمة الله وحب الله تعالى ، كل الاشياء تخضع لك ، واذا عرفت الله انت بعيد عن العدم وتدخل في كل الشيء ، وستاتي الى العالم بوقار ولن لديك مخاوف واحزان من الربح او الخسارة ، اعلم ، من عرف الله تعالى مخفي ولا تجلي  ، لذلك عليك تجتهد في اتباع الشريعة وابحث عنه الى الابد ، لأنه رسول الله قال : كن مع الله فان لم تكن مع الله فكن مع من كان مع الله فانه يوصلك اليه .

اذهب وابحث ! اذهب وكن معه ، حتي تعرف الله تعالى ، من الحياة الى الموت تذهب معه يد بيد .

 

(٤)لا اله الا الله محمد رسول الله انها النعمة النقية التي تقود الى الخلود والنعمة الخاصة مع البداية ولا النهاية ،

انه طريق ذو علامات جيدة اذا تركه يجب ان تدمر ، كل من يريد العبث باشارات الطريق يجب ان يكون انسانا شريرا ، هذه الحياة بحر عميق من الاسى ، وكل انواع الناس يعبرونها بمركبات مختلفة ، كلهم يأملون في المرور عبر الموت والوصول الى الجانب الاخر ، ترك كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله انه مثل مواجهة  أثقل موجة ، عندما تصادفه هذه الحياة ، المرض والمعاناة والشيخوخة والفقر قادمون وانت لا تعرف بواطن الكلمة لا اله الا الله محمد رسول الله فسوف تموت ولايزال لديك ما تفعله ، وهذه خسارة كبيرة ، وان تكون مشغولا طوال حياتك فان البحث عن الفراغ (الاشياء التي ستهلك في هذه الحياة ) هو ضلال كبير ! هذه الحياة هي مجرد ارض الاختبار ، وهي  مزروعة الاخرة ، مزروع للخلود ، من يزرع الحنطة يحصد حصادا ، ومن يزرع الحجارة ينشغل فقط ولن يحصد ابدا ، لذاك الالتزام هذه الكلمة الطيبة  بنياتك وافكارك واقوالك وافعالك .

 

(٥) لا اله الا الله محمد رسول الله هي الاجابة الصحيحة الوحيدة على العديد من الاسئلة :

عندما يبلغ الانسان سنا معينة فهناك أسئلة كثيرة تحتاج الى اجابات ، وهكذا ، يفتح المضلل شركه بمجرد الدخول عن طريق الخطاء ، قد لا يكون هناك المزيد من الايام للعيش ، والكلمة الطيبة هي جواب على كثير من الاسئلة ، من اين جئت ؟ الى أين أنت ذاهب في النهاية ؟ من سيمشي معك لن ينفصل ابدا ؟ ما هي صنفك الاصلي ؟ (ما هي مكانتك في الدنيا والاخرة ؟)ما هو ارثك ؟ (ماذا بقيت في الدنيا والاخرة ؟) من يفهمك ؟ لمن تنتمي ؟ ما هي تعاليمك ؟ لمن تعمل ؟ ما هو نصيحتك الكاملة ؟ اين هو منزلك النهائي ؟ عندما تفهم الاجابة حقا ، فانك تصبح متفرجا في هذه الحياة ؟ اولئك المنخرطون في هذه الحياة ليس لديهم سوى الاوهام ، وليس لديهم بصيرة أبدًا ، الا المتفرجون هم من يمكنهم رؤية الصورة كاملة ، والحصول على الاجابة الصحيحة الحقيقة .

 

(٦)لا اله الا الله محمد رسول الله انه داء شافي يشفي الروح وصحح القلب ، انت تفهم كلمة طيبة لا اله الا الله محمد رسول الله كن شخصا يقرأها كثيرا وتنال من الله نوعا من السلام ، والتزام بتلاوة المستمرة تشفي الروح وتصحح الحالة القلبية ، اذا كان المرء مستنيرا و ممتلئا بالقلب ، فيجب ان تتفتح عيون القلب ، اذا وجدت نفسك مرة اخرى فى ظل هذا الظرف ، سيكون وجودك قادرا على التوسع الى ما لا نهاية ، والوصول الى عالم الغيوب والنعيم العميق ، ما في النفس ولا الهوى ، النور والمطمئنة في النور فوق  النور ، الراحة والسعادة اللانهاية ، تشفي الروح وتتجلى قدوة الشذوذ ، تلتئم الحالة القلبية ، وترتفع المقام ، وتتحرر الروحانية من قفص الجسد ، مثل سحابة بيضاء تطفو في السماء وحمامة بيضاء تطير ، ثم ، كل شيء في هذه الحياة هادئ ولم يعد ينتمي الى البشر ولم يعد قلقا بشان هذه الحياة ،

 

(٧) لا اله الا الله محمد رسول الله  انه سلم تزكية النفس وتنقية الروح وتصفية القلب و معرفة قلب المرء ورؤية طبيعته والعودة الى الاصل ، والعودة الى حضرة الله تعالى .

اذا فهمتها حقا ستوقظ نفسك بالتأكيد وتساعد البشرية على الاستيقاظ معك ، عش بمفردك وبمساعدة الاخرين على العيش ايضا ، يعرف بشرية جمعاء ان اصل الانسان بعيد جدا وجاء من الجنة ، وابعد عن النجوم ، لقد انتقل البشر من جيل الى جيل في العالم بسبب المعوقات المادية وتدخل الاعداء الاربعة (ابليس والشيطان والنفس والهوى ) فهم بعيدون عن الله الرحمن الرحيم ، انهم يأتون من نفس المصدر ولكن لا يمكنهم العودة الى نفس الوجهة لذلك ينفصلون عن حبيبته ، وتنخدع وتضلل بالشهوات المؤقتة ، خواء هذه الحياة ما دمت منفصلا عما نحبه بالطبيعة ، ستكون مشغولا في العدم ومشغول بالحفاظ المؤقت على الاشياء التي سيتم تدميرها وبنسبة لمشاعر هذه الحياة، اندفاع الحياة يجعله ينسى الطريق الى الاحداث الكبرى في الحياة ، لذلك ستوقظ الناس وتجعل الناس تجسيد الحقائق غير المرئية حتى يتمكن اولئك الذين لا يزالون مستيقظين من العودة الى حالتهم الاصلية وبداء رحلة حياتهم مرة اخري من خلال تجربة الحياة في الدنيا فيمكن تحقيق الحب مع الطبيعة البشرية ، واولئك الذين رفعوا حواجز الرغبات المادية يمكن ان تزكية النفس وتنقية الروح واستيقظوا من سبات الحياة المخادعة ، فيعتقدون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميع الانبياء والمرسلين هم حقيقيون ، مما يعتقده البشر  انه مستحل تماما ، انه حدث تماما في قدرة الله تعالى ، واثبت خطاء العديد من الاشياء التي كان بشرية جمعاء متأكدون منها ،والتخلي عن تلك المعتقدات المسبقة التي ترفض الحقيقة مثل الفخ والجرف ، واستخدام الكلمة (لا اله الا الله محمد رسول الله ) لتحويل المعتقدات الى نتائج عملية ، ثم الارتقاء من النتائج العملية الى (ماذا افعل ) وقد داخل فى اعمال شق طريق الله وهداية البشر الى اعماق بحر النعمة ، ليست هناك حاجة للوعد او التخويف تحت الحقائق والتفسيرات ، طالما ان مساعدة بشرية جمعاء على تذكر اصلهم من العمى والنوم ويمكن ان يساعد البشر على استعادة الحياة واكتساب حياة جديدة ، كل الاشياء تحتوي على كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله ومعناها العميق ، والطبيب الذي يشفي جميع الكائنات في الكون هو الذي يهدي الناس الي الطريق المستقيم ويهدى الناس في محبة الله تعالى رسوله ، وهم اهل البيت الحقيق واولئك الذين و يوقظون الناس وينجون الناس ، انهم مثل سفينة رسول الله فمن يصعد عليها ينجي ، وفي الاخرة ، اولئك ليس لديهم شيء بالداخل ودرجاتهم فارغة ، سوف يتعايشون ايضا مع الحقيقي ، واسلوب التمييز هو : النظرة على النتائج ، لان الشجرة الجيدة فقط هي التي ستؤتي ثمارا جيدة ،وفقط الحق الصحيح يمكن ان يساعد الناس على اصل العودة ، وهذا هو ما في العالم ولكن ليس من العالم الحقيقي .

 

بواسطة
بقلم فضيلة الشيخ عبد الرؤوف اليماني الحسني الحسيني مرشد صوفية الصين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق