ظاهرة الغش في الإمتحانات
إن المتتبع للشأن المدرسي في هذه الآونة الأخيرة سيلاحظ تعاطي تلامذة مستويات الأولى والثانية باكالوريا بجميع شعبها لظاهرة تصغير الدروس بغرض استعمالها داخل فضاء الإمتحانات.
هذه الموضة القديمة الجديدة انتشرت بشكل كبير بين صفوف الشباب المتهاون ولقيت استحسان ومباركة العديد منهم.
ففي الوقت الذي يكد ويجد النزهاء، كسالى آثروا الإنخراط في هذه الموجة التي اعتبروها وسيلة سهلة لنيل شهادة الباكالويا وتجاوز عقبة الإمتحان بكل أريحية وأحيانا بنقط عالية أو بميزة حسنة.
وبحكم النجاح الباهر للتجارب السابقة، فقد تخصصت مجموعات وتكونت شبكات للغش المنظم ضم تلاميذ قدامى وأساتذة متمرسين امتهنوا الحرفة بغية تحقيق أرباح مادية صرفة، وقد تبنت هذه الأخيرة أساليب معروفة كالنسخ المصغر واستعمال الهواتف الخلوية كما أبدعت بخلقها منهجيات وتكتيكات أكثر دهاء للغش باستعمال تقنيات التواصل الحديثة.
والجدير بالذكر، أن عدة مكتبات ووراقات بالمدينة وبالرغم من صدور القرارات الوزارية الزجرية والعقوبات الحبسية للمخالفين والمتعاونين معهم؛ زكت آفة الغش على النزاهة وضربت بذلك عرض الحائط كل المجهودات المبذولة للإصلاح وكل المواثيق الوطنية في السياق وفي تحد صارخ لحملات و دوريات السلطة المحلية.
وبالتالي، وكنتيجة لذلك الفعل الشنيع، تجد شبابا مؤهلا يقبع في الفقر لكونه لم يحظى بفرصة عمل وإذا حظي بها في أحسن أحواله كانت متعبة وشاقة، في حين ينعم الصنف الآخر الذي اتخذ الغش كمنهج بتقلد مناصب تلو الأخرى بتبني نفس أسلوب الغش والرشاوى، وهذه الفئة تلج بسرعة البرق مصادر القرار وتكون جماعات ضغط بهياكل الدولة ويعدو من الصعب على أي حكومة كانت أو هيئة ما ترغب في الإصلاح والتغيير، لتجاوز جيوب مقاومتها المتشعبة مركزيا وجغرافيا.