فلسطين حرة أبية على الغزاة

منذ نكبة عام ١٩٤٨م حين غزا اليهود ارضنا العربية في فلسطين لم يذق أبناء المقاومة الفلسطينية طعم النصر الحقيقي كما اليوم ، فقد كانت جهودهم ومقاومتهم للاحتلال تتمثل بالدبلوماسية السياسية او بالناحية الأدبية شعراً او نثراً كما نراه واضحاً في الشاعر محمود درويش ، وبعد ان امعن الاسرائيليون في غزوهم واضطهادهم لشعبنا الأبي الحر الفلسطيني وبعد ان تخاذلت جميع الأنظمة العربية عنه وتركته وحيداً في الساحة يقاتل فان الشعوب العربية كانت تعيش هاجسه الأليم وقضيته في تحرير القدس وجميع الاراضي الفلسطينية الى اخر شبر منها ، لقد كان الفلسطينيون يعيشون الالام دون ان يأبه لهم حكام العرب ، وكانوا يناضلون بادواتهم البسيطة وعدتهم اليسيرة ، وبعد عقود طويلة من الزمن يعود ابناء فلسطين ويغيرون مسار ثورتهم من الحجارة البسيطة الى الصواريخ القاتلة ، هذه الصواريخ التي كسرت هيبة اسرائيل وقبتهم الحديدية كانت بفضل مساعدة اخوتهم الاسلاميين في الجمهورية الاسلامية في ايران ، وقد كان للشهيد الحاج قاسم سليماني الدور البارز في ايصال هذه الصواريخ الى غزة لمواجهة الصهاينة صاروخاً بألف صاروخ ، ولقد اثبتت ايران في وقوفها هذا مع القضية الفليطينية من خلال الامدادات التسليحية الثقيلة وبعض الخبراء والمال انها ألبلد الذي يعمل من اجل فلسطين وتحرير القدس الشريفة وانها تعمل بكل مااوتيت من قوة ومال في سبيل احقاق الحقوق المستلبة واعادتها الى اهلها على خلاف الأنظمة  العربية التي أذعنت لاسرائيل وتملقت لها طيلة ايام حكمها ودفعت الجزية لها عن يد وهم صاغرون كما فعلت السعودية دون خجل .
وخلال هذه المواجهات الكبيرة الحالية نجد ان الانظمة العربية قد وقفت مع الصهاينة الأشرار موقفاً علنياً دون أن تشعر بالخزي والعار أبداً ، فهاهو الرئيس المصري السيسي يقف معلناً تضامنه مع اسرائيل ضد أهله العرب الفلسطينيين ، ويقدم المساعدات لاسرائيل علناً بارسال الطائرات التي تقوم باخماد النيران المندلعة جراء القصف الفلسطيني  للمدن الاسرائيلية ، كما ان السعودية اعلنت عن وقوفها الكامل مع الصهاينة دون اي خجل ، وبعثت الامارات طائراتها الحربية بطياريها لقصف غزة المظلومة .
ولم يكن فقهاء الخليج بأحسن حالاً من حكامها الخونة  ، فمابين مفتٍ بحرمة قصف الاراضي الفلسطينية المحتلة من قبل الغزاة الاسرائيليين  الى فقيه صامت كصمت القبور ، فلم نجد العرعور ولا مفتي السعودية ولا خطيب مكة او المدينة المنورة في هذا كله وكأن الامر لايعنيهم بشيء .
ان الموقف المتخاذل للانظمة العربية الحالي لهو موقف سيحاسبهم عليه التأريخ أشد الحساب وستلعنهم الاجيال القادمة أشد اللعن .
لقد أثبت الفلسطينيون هذه الأيام أنهم ابطال حكاية طويلة عاشوها مراً بعد مر ، حتى ذاقوا حلاوة النصر الأكيد باذن الله .
ان المقامة الفلسطينية اليوم تعيش النصر الحقيقي المؤزر من الله سبحانه وتعالى بعد عشرات السنين من الصبر والجهاد والكفاح ومئات الأسرى في السجون الصهيونية .
وهذا النصر ماكان ليأتي لولا شبانهم الأبطال ونساؤهم اللواتي شحذن الهمم حتى قمن بتربية جيل قد نهض بكل قوة وقد شمر عن ساعديه ليثبت للعالم ان صاحب الحق الذي يطالب به لايمكن ان يزول .
ان الشبان الفلسطينيين اثبتوا للعالم اجمع ان النصر حليف الصابرين وحليف المجاهدين الذين يتوكلون على الله في جهادهم وفي كل خطواتهم الحقة .
ان المصير الذي سيؤول اليه الانظمة العربية هو الى مزبلة التاريخ لامحالة ، لانهم لم يثبتوا شرفهم في الوقوف مع القضية الاولى وهي تحرير اولى القبلتين و ثالث الحرمين ، والقضية الفلسطينية كما نعلم هي القضية الاولى للعرب والمسلمين في العالم منذ احتلال اسرائيل لفلسطين الحبيبة .
ان على جميع الشعوب العربية ان تؤازر الشعب الفلسطيني في قضيته هذه ولاسيما في معركته الحاسمة هذه الايام لحسم المعركة الحالية لصالح الاسلام ولرفع اسم العرب عالياً .
ان هذه المعركة تختلف كثيرا عن سابقاتهامن المعارك حيث ان هذه المرة نرى رجال المقامة الأبطال هم المسيطرون وهم اصحاب الكلمة الفصل من خلال رد العدوان الصهيوني بصواريخ شهاب القوية ، اذ نرى ان المقاومة الفلسطينية اصبحت على رؤوس العناوين في كل العالم من خلال تصديهم المباشر لهذا العدوان .
اننا نعلم جيدا ان العدوان الاسرائيلي لن يكف عن اعتداءاته المتكررة زلذلك فان العرب بشعوبها عليها ان تنتفض ضد انظمتها الخائنة للقضية الفلسطينية والخانعة لامريكا واسرائيل والتي تدعي كذباً وزوراً انها مع فلسطين في قضيتها المشرفة الكبيرة هذه ، وان على الاعلام العربي والاسلامي ان يبين الانتصارات الكبيرة التي حققتها المقاومة الفلسطينية .
النصر حليف الحق وحليف فلسطين الحبيبة .
حفظ الله فلسطين العظيمة وحفظ الله اهلها الطيبين وحفظ الله أهل المقاومة الميامين الابطال .

بواسطة
عبد الباري المالكي - العراق
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق