في ذكرى المولد الشريف.. محمد رسول الإسلام و ثائر الشرق

في ذكرى ميلاد محمد بن عبد الله الرسول العربي لابد أن نتذكر ما قبل إنبعاث رجل قد حشدت الأمة قواها في إنجابه لتتوج بوحدتها و حريتها و عدالة منهجها و قوامه و لا خلاص لها إلا في حشد أبناءها لقواهم ليسيروا على نهج ثورة الشرق المحمدية حيث يقول الأستاذ ميشيل عفلق في كتابه في نصه في ذكرى السرول العربي :

“على كل عربي في الوقت الحاضر يستطيع أن يحيا حياة الرسول العربي ولو بنسبة الحصاة من الجبل و القطرة من البحر “

لأن محمد هو الشخصية العربية المتكاملة في تركيبتها التاريخية و ربط ماضيها بحاضرها لإستكمال دورها التاريخي في بناء الأمة و الحضارة ، و كان إرهاصا و ضرورة لأمة جمعت كل قواها فأنجبت رجلا كان كل الأمة في حمل رسالة العرب الخالدة ، بل لن نخطئ إذا ما قلنا أن محمد هو سبب و نتاج في آن واحد ، هو سبب توحيد العرب و جعل رسالته الدينية رسالة العرب و مصدر قوة روحية و إيمانية أنتجت ثورة إجتماعية و سياسية و اقتصادية مما ساهمت في بناء الدولة الإمبراطورية

إن ثورة الشرق التي قادها محمد و رفاقه تمثل رؤية مستقبلية بعيون ثاقبة مؤمنة بعظمة ما تحمله من تماهي روحي ديني و مادي دنيوي

لقد كان أول ما ثار عليه ثائر الشرق هو ثورة العقول فحررها من الماورائيات المثيولوجية الزائفة و المكبلة لإبداع العقل العربي من أصنام و خرافات ، وهو ما جعل العقل يفكر وينقد واقغه و ينقلب عليه جذريا فرفض العبودية و دعا الى حرية الانسان من الاستغلال و الاستثراء على ظهر البروليتاريا و الكادحين و ساوى بينهم وبين عتاد مكة و اسيادها من الظالمين لوسائل الانتاج التجارية من قوافل و غيرها

لم ينسى محمد في ثورته المرأة الموؤودة و الموؤود حقها و كيانها فكانت توئد و تورث في حالة وفاة زوجها لإبنها و كانت مجرد وعاءا للجنس للأشراف و السادة

ففي عصر ثورة الشرق بقيادة الرسول العربي أصبحت المرأة كيانا و جوهرا مستقلا بذاته فعالا و ما سمية زوجة عمار بن ياسر ألا صورة لآلام المرأة و جلدها في حملها الرسالة الخالدة التي تمظهرت في شكل الإسلام فضربت صورة المؤمن المتمسك برسالته و دوره في حملها و تلقيها و العمل لإرساء أهدافها فكانت أفضل تعبيرة للآيديولوجية الإسلامية المحمدية
و كان محمد الرسول العربي قد ثار على أشكال الإستغلال الطبقي داخل المجتمع حيث ألغى جدلية السيد و العبد ، جدل الذي يملك و الذي يستعبد من عند من يملك لييستثري الأخير من جهده ، فأرسى عليه الصلاة و السلام نظام العدالة الإجتماعية حيث أمر بإعطاء الأجير أجره قبل أن يجف عرقه وما قولة عمر بن الخطاب متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا إلا نتاج تربية محمدية على أسس عدالة إجتماعية يكون فيها الناس كأسنان المشط متساوون في الحقوق و الواجبات ، بدون أية خلفية مادية أو إجتماعية أو نسبية و عرقية

و من هنا نستشف أن تلك الثورة المشرقية بقيادة محمد و التي لامست فؤاد صهيب الرومي و سليمان الفارسي وعمر العربي لا يمكن التأمل تكون ثورة إنسانية بآياد قومية عربية إستوعبت تراثها و قرأته بعقلانية و نقد وتاريخاني وهوة و ثورت تراثها لخدمة حاضرها و تطلعها لبناء مستقبل لا زال شعب من المؤمنين بالثورة المحمدية الشرقية يحمل لواءها الإنسانية جمعاء

بواسطة
صهيب المزريقي - تونس
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق