قبل يوم من وفاته.. الدكتور الوزاني يبرز مظاهر التكافل والتعايش في وثيقة المدينة
شارك المرحوم الدكتور مولاي عبد الله الوزاني،أ ستاذ باحث في الفكر الاسلامي وعلوم التربية ورئيس مؤسسة مولاي ادريس للدراسات الشرعية والتاريخية، السبت 02 يوييوز 2022، قبل يوم من وفاته، في أشغال ملتقى الأصيل الدولي لحوار الأديان، الذي نظمته جمعية الأصيل للتربية والثقافة والتنمية بمدينة أبي الجعد بتنسيق مع جامعة جورج تاون بواشنطن، في الفترة من 01 إلى 03 يوليوز الجاري، بمشاركة مفكرين وباحثين من الديانات السماوية الثلاث، تحت شعار “تجليات التكافل في الأديان”.
بحث الوزاني في مداخلته موضوع “وثيقة المدينة نموذج المسؤولية المشتركة لتحقيق التكافل والتعايش بين الأديان”، تحدث فيها عن الدين بالمعنى الواسع، مبينا أنه يتمحور حول قيم المحبة والتكافل والعيش المشترك والتكافل وتوحيد الخالق، موردا قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة “أيها الناس أطعموا الطعام وافشوا السلام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام”، موضحا أن هذا الحديث يشتمل على قيم التكافل والتضامن.
وتطرق إلى تأليف صحيفة المدينة، التي اعتبرها أول دستور في تاريخ الانسانية بمصادقة كل الزعماء ورؤساء القبائل، و تشتمل على 54 بندا، موضحا أن البند الأول يؤكد على أن المسلمون واليهود أمة واحدة، فيما تتضمن البنود الاخرى حقيقة التكافل كالحق في الحياة والحق في التدين، وتناول أحداث السنة9 هجرية، التي عُرفت بسنة الوفود التي كانت تأتي لرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم آل نجران النصرانيون الذين قدموا إلى المدينة فاستضافهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتقوا به في المسجد النبوي، وكان لهم معه حوار دام اياما، وحررت وثيقة كتبها الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل نجران، وضمن لهم الامان وانهم تحت حمايته، وحرم إيذايتهم أو إيذاية كنائسهم، كما ذكر المعاهدة بين المسلمين وسكان “ايليا” التي وقعت عام 15 هجرية في عهد عمر بن الخطاب،
وختم مداخلته بالإشارة العمل التكافلي لشيخ الزاوية الوزانية الذي كان يرسل مريديه مع اليهود لحمايتهم أثناء دفن موتاهم.
يُذكر أن الدكتور عبد الله الوزاني انتقل الى جوار ربه يوم الاحد 03 يوليوز 2022 بمدينة الدار البيضاء.
