قوقعتك واللبن المسكوب

البنى ادم فى الزمان ده بقى حاله غريب, هو مش حاله غريب انما اتشكل بالحال اللى موجود اللى هو بقى غريب, من كتر ما هو رفض الوضع واللى بيشوفه والتعاملات والجو العام اللى اتغير, والاسلوب الجديد اللى حصل, واللى ورد على عالم ماتعودش عليه ناس من الزمن القديم وعنده صدمة من الوضع الاجتماعى الجديد فتقوقع.

وهو فى قوقعتة دخل فى عالم اللى هو حبه, واختار حاجات من اللى بيحب انه يدخل جواها, سواء فى القراءة سواء بالمعاملات, سواء من الناس اللى حواليه اللى هو اختارها وقفل على نفسه بيهم, ولكن فى نفس الوقت هو شخصه ابتدا يتغير, بعدم احتكاكه بالعالم اللى بره, فبالتالى بقى خلقه ضيق ماعندوش مرونة وقوه احتمال كفاية ولا مساحة انه يسمع اى حاجة مش على مزاجه, ساعات بيوصل لدرجه ان فيه ناس منهم بتفتكر ان هما بس االلى بتعرف وبتفهم, والناس التانية مابتفهمش بصرف النظر عن مدى التلقي والمعرفة, واذا كان ده اهتمامهم والا لا, الاستماع للغير مابقاش فيه مساحة لانه مابقاش عنده الصبر او الاهتمام بانه يسمع, دى السلبيات اللى حصلت فى ناس تقوقعت, انما ايجابياتها بقت كمان مردودها مثمرة لان قوًيت بالمعرفة, قويت من الادراك, ومن اللى بيجرى حواليها سواء انها عارفة الاحداث وابعادها, او بقى فكرها اكبر واوسع مما كانت من قبل.

الغوص مع الذات كمان بقى حاجة من الحاجات الاساسية المهمة فى المواضيع دى, الطرف الاخر اللى عايش جوه المجتمع واللى هو متعايش, قادر ان يكيف نفسه عليها, فده من الناس اللى ماعندوش الفكر ليتفهم او يفهم الناس اللى هى مابقتش موجودة فى ساحة الحياة معاهم, ولما بيظهروا يبيعتبروهم ان دول بنى ادمين غراب, وقُدام من حتة تانيه زمن قديم, من فكر تانى, من حياة تانية من كوكب تانى, وبيكونوا محور حديث ومشاورة وساعات يستبعدوه, وده شىء مش محبوب اوى بيكون للناس اللى هى شايفة انهم مع معايشتهم في المجتمع الجديد معاهم فى حاجه مش مظبوطه!

للاسف بقى فيه فجوة كبيرة جدا مابين الازمنه, مع انهم عايشين فى حياة واحدة, منهم الفكر اللى يقال عليه عايش على مبدء, والفكر اللى مبدءه هو عايش ومتعايش وخلاص!

موضوع حزين لان زمن المبدء بينطفى ويسلم زمن ناقص فيه أساس واصول الشيء وهى جذورك مش مصلحتك.

 

بواسطة
منى حسن - صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق