لا تطالب بحقك إذا انتخبت فاسد

قبل كل تجربة انتخابية تتعالى أصوات الناخبين بذم ولعن النواب الذين لم يحققوا أي مطلب من مطالب جماهيرهم او أي وعد من وعودهم التي قطعوها لتلك الجماهير واهتموا فقط بمصالحهم الشخصية وتكوين مافيات الفساد التي اغرقتهم بالأموال من السحت الحرام.
ومع اقتراب موعد الانتخابات نرى الكثير من نفس هذه الجماهير تعود للتطبيل والتزمير لنفس هؤلاء النواب المرشحين وذلك بدافع القرابة او المعرفة او العشيرة لا بل حتى بدافع المذهب الواحد
فلماذا هذا التناقض في الشخصية؟
وأين مصلحة ابنائك ووطنك من انتخاب الفاسدين؟
وعلى أي مبدئ استندت لدعمهم؟
فاذا كنت علمانيا فالمنطق يقول ان التجربة أكبر برهان
وقال برنادشو (لا علاقة للزمن بالنضج فنحن ننضج من خلال التجارب)
وكذلك مارثا واشنطن تقول (علمتني الحياة ان جزء كبير من سعادتنا يعتمد على خياراتنا وليس على ظروفنا)
وإذا كنت إسلامي التوجه فان كل العلماء من كافة المذاهب والأديان أكدوا على انتخاب الاصلح وان المجرب لا يجرب
وقد قال العرب
(الم تر ان العقل زين لأهله وان كمال العقل طول التجارب)
أبو جعفر المنتصر بالله
(لقد زدت بالأيام والناس خبرة وجربت حتى هذبتني التجارب)
أبو فراس الحمداني
وقال نجيب محفوظ (ان النضج هو ان تدرك اليوم سذاجة تصرفك في الامس)
وبعد وقوع الكارثة وصعود الفاسدين الى مجلس النواب مرة أخرى تعود حليمة لعادتها القديمة وتندب حضها وتقول (اين حقي)

فلا تطاب بحقك اذا انتخبت فاسد

بواسطة
أثير الدباس - العراق
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق