لا دين بلا أخلاق.!
في الجامع، نكون أكثر نبلٌ ورهبنة؛
لدرجة أن يلتفت الجميع،لفتةُ عجب!!
لصراخِ طفلٍ أو لرنةٍ هاتف.خارج الجامع يجب أن نكون كذلك،صارمين ومع كل من يفسد صفو الحياة بالسلوكيات الخاطئة. الجامع،جامع.والأرضُ جامع.لقوله صلى الله عليه وسلم:”وجُعلت لي الأرض مسجدا وطهورا.”فكما تتجنب ممارسة الكذب والخداع بالجامع لأنه بيتُ اللهِ؛تَجنب أن تمارسه في الخارج لأن الخارجُ أيضاً هو بيتُ الله.
فالذي تَخشى أن تكذب في بيته لأنكَ تعلم أنه يكره ذلك، هو ذاته يكره نفس الكره أن تكذب خارج بيته.وهو الذي أمرك بإقامة الصلاة،كما في كِتابه الكريم،الآية45 من سورة العنكبوت:(وأقِمِ الصلاة…) فأقمتها، بمقتضياتها العملية والروحية..هو نفسه -جلّ في علاه-قال في نفس الآية، مباشرة دون واو العطف،مُعرفاً عمل هذه الفريضة وتأثيرها الواقعي على الفرد الذي يُقيمها حق الإقامة في نفسِه وسلوكِه وواقعه:
( …إن الصلاة تنهى عنِ الفحشاءِ والمنكرِ ولَذِكرُ الله أكبر واللهُ يعلمُ ماتصنعون).ولذكره أكبر.لايقتصر ذكر الله على لهج اسمه بألسنتنا كما هو شائع كمفهوم مُرّسخ في عامة المسلمين ، بل ذكره يأتي حين تتجنب ارتكاب أي مفسدة مها كانت تافهة.فأنت حينما تفعل ذلك تتذكر أنه قد نهاك عنها.والله يعلم كل ما نصنعه،فهو يرانا نتناقض في دينه” نصلي بخشوع ونظلم الآخرين ونأكل حقهم بالباطل ونغش ونحتال ولانراعي إلاً ولاذمة ونفعل كل ذلك وأكثر بدون حياة أو خجل”
فالكذب والفساد نوع من أنواع المنكر..فإن ظل كَذِبُنا وفسادنا في الواقع ونحن نصلي كل الصلوات في أوقاتها وفي بيوت الله،فقد أخلينا بركن أساسي من أركانها، لتصبح مجرد حركات جسدية تفتقر للجوهر الذي شُرّعت من أجله.
وكما في الأثر عن صاحب الخلق العظيم:(من لم تنهاه صلاته عن فعل الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.).
وكما يقول المفكر الإسلامي”طه عبدالرحمن” في كتابه “سؤال الأخلاق”:
إن الدين والأخلاق شيء واحد ،فلا دين بلا أخلاق ولا أخلاق بلا دين.