متى تعود المياه إلى مجاريها؟
في زمن وعصر تشوبه الكثير من الأمور وكثير من الأشخاص والأفراد يعتقدون أنهم فيها على صواب والحقيقة المؤلمة أنهم من أكبر المخطئين (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) سورة الكهف (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) سورة البقرة والامثلة كثيرة وعديدة هيا بنا نشاهد أنفسنا ونلاحظ وندقق الحياة اليومية التي نعيش فيها.
في عصر التفاخر فيه بأعمال الخير والصدقات ((وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حتى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ) التي من المفروض أن تكون في الخفاء نجد التباهي والتصوير السلفي الموضة الحديثة.
أيضا من النماذج اللطيفة حاليا كشف عيوب وعورات الاخرين وفضح الأسرار الخاصة بهم على الملأ وتجد الأمر المضحك هنا التبرير لهذا الأمر من فاعله أنه قام بهذا السلوك الغبي لأته أراد التوجيه أو النصيحة أو حتى تحذير الاخرين وهنا تجد مبدأ الستر غير موجود عن أبي بَرْزَةَ الأسلمي قال: نادي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق، فقال: ((يا معشرَ مَنْ آمَنَ بلسانه، ولم يدخُل الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبِعوا عوراتِهم؛ فإنَّه من تتبَّع عورة أخيه المسلم تتبَّع الله عورتَه، ومَنْ تتبَّع اللهُ عورتَه يفضحه ولو في جوف بيته))؛ صحيح الجامع.
الأدهى من ذلك استغلال احتياج الناس للمال أو الطعام وشراء الأصوات الانتخابية في الانتخابات البرلمانية في معظم الدول الفقيرة الرشوة
وهنا نذكر كلمة لطيفة أسوأ أنواع الفساد هو إظهار الفضيلة أمام الاخرين حضرتك أمام الاخرين واعظ أو ناصح أو مثقف أو. الخ من الصفات والوظائف المحترمة أمام الاخرين لكن الحقيقة المؤلمة أنك شخص لئيم خسيس منافق مخادع قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: 2، 3].
السؤال هنا مهم! كيف تري نفسك في هؤلاء الشخصيات السابقة؟ في كل يوم نعيش فيه كم عدد مرات الكذب التي تقوم بها لتبرير فعل على سبيل المثال عندما تتأخر عن العمل والسبب الرئيسي هو أن النوم غلبك واستيقظت متأخرا بدلا من أن تستيقظ مبكرا ومع ذلك ذهبت إلى العمل وعندما سالت اجبت إجابة مختلفة مثال الطريق كان مزدحم والمرور متوقف أو ابني مريض أو زوجتي مريضة وهكذا من الأسباب البعيدة عن الواقع ” عَنِ أبْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ، وَإِنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللهِ كذابا”. متفق عليه [1]
ثم نجد يا سادة شخص يتحدث بحديث ما مع شخص اخر ثم عندما يتسبب هذا الحديث في أزمة أو فتنة ويتم مواجهة صاحب الحديث ينكره شكلا وموضوعا (الوقيعة بين الناس)
ثم نأتي للقيادة فالقائد الناجح في هذا العصر من الأشياء النادرة في جميع المجالات وذلك بسبب الوصولية والمحسوبية والواسطة ولذلك تجد المسئولين الآن أو القيادات على منهج واحد إلا وهو(سياسة فرق تسد) فرق بين الجميع لكي تتمكن من السيادة والسيطرة اجعلهم كارهين حاقدين لبعض لكي تكون أنت صاحب المقام الرفيع اختار الفاشلين منهم لإظهار قدراتك وأن الأمور لا تسير إلا من خلالك واقتل الطموحين ودمر الكفاءات لأنهم سوف يكشفون فشلك ولن تستطيع السيطرة على عقولهم قد تسطيع السيطرة على التصرفات من خلال الاوامر لكن لن تستطيع السيطرة على العقول لأنهم كاشفون لحقيقتك العجيب أن كل واحد من هؤلاء هو أداة في يد تابعيه الذين يستخدمون سلطته ولسانه في تحقيق مصالحهم وأغراضهم (۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأمانات إلى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَأنَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)
ثم هناك سياسة الصوت العالي مع العلم أن صاحب الصوت العالي دائما على الباطل ولذلك يعلو صوته لأنه لا يستطيع إقناعك ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَأنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وشاورهم فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران
هذه كلها جزء من المياه التي تجري وتسير في مجتمعاتنا بعيدة عن المجري الرئيسي وذلك لسبب مهم جدا انعدام الرقيب الضمير الشخصي (الذين يخشون ربهم بالغيب) كذلك انعدام الرقابة المسئولة عن الأفعال بداية من الأسرة الاب والام على الأولاد كذلك الهيئات الرقابية في تلك المجتمعات غير فعالة مجرد مسمى فقط ودائما قوية على الغلابة والمساكين
وللحديث بقية