معاناة جديدة لألاف اليمنيين مع إغلاق حدود الجوار
وقتٍ قصير من إغلاق منفذ الوديعة أمام المسافرين اليمنيين إلى المملكة العربية السعودية، كان نبيل محمد ينتظر دوره لفحص وثائق السفر والدخول من المنفذ بعد تحصله على تقرير طبي بشأن كورونا، أظهر نتائج سلبية؛ لكنه فجأة شاهد وحدة أمنية في المدخل الحدودي تغلق الخط وتضع لافتة كُتب عليها “مغلق حتى إشعار آخر”.
عاد نبيل محمد إلى صنعاء، حتى الأسبوع التالي ظنًا منه أن الإغلاق إجراء روتيني ولمدة إسبوع كما جاء في البيان الذي أعلنته السلطات السعودية، واتضح له مع الوقت عندما تصفح الأخبار في مجموعة “واتساب” أن الإغلاق تم تجديده أسبوع آخر، مع قابلية التمديد احترازًا من كورونا القادم بسلالةٍ جديدة أكثر انتشارًا وفتكًا.
اعتاد اليمنيون في ظل الحرب التي يشهدها بلدهم منذ ستة أعوام ، على السفر نحو سلطنة عُمان أو المملكة العربية السعودية برًا، وفي حالات قليلة ثمة رحلات جوية من عدن إلى المملكة، أو السفر عبر البحر إلى جيبوتي؛ غير أنهم اليوم لن يستطيعوا الخروج من محيط بلدهم المنهك بالفوضى والحرب.
لاحت بارقة أمل أمام المسافرين اليميين قبل شهر أو أكثر، بعد تراجع خطر فيروس كورونا، وإعلان السعودية عودة العمل في سفارتها في محافظة عدن – جنوب اليمن- ، وبدأ الكثير منهم يجهز نفسه للعودة من جديد إلى بلد الاغتراب لطرق أبواب الرزق، ومع الإغلاق المفاجئ للحدود اعترى الخوف المسافرين الذين كانوا يستعدون للعودة إلى السعودية.
وبحسب الإحصاءات الرسمية زادت نسبة الهجرة من أجل العمل من اليمن خلال السنوات الست الماضية، جراء تأثر المواطنون بانقطاع صرف الرواتب وتوقف حركة الاستثمار والنشاط التنموي والتجاري في البلاد، وهو الأمر الذي تسبب في إعدام فرص العمل وأصبح ملايين اليمنيين تحت خط الفقر، بل والفقر المدقع.
وقال لـ”صحيفة صوت المواطن” إسماعيل حسن ، إنه عاد منذ نحو ثلاثة أشهر من المملكة العربية السعودية، وكان ينوي العودة خلال الأسبوع المقبل بعد أن أنهى إجازته العائلية في محافظة إب، لكن قرار إغلاق الحدود مثل له صدمة كما غيره من المغتربين.
وأوضح إسماعيل أنه كان يملك محل اكسسوارات في محافظة عدن، وتأثرت تجارته وبضاعته في السنة الأولى للحرب، حتى دخل مرحلة الإفلاس، فقرر السفر إلى السعودية عن طريق التهريب (بشكل غير شرعي) وكان محظوظاً بأمر ملكي قضى بإصلاح أوضاع اليمنيين المتواجدين في المملكة بشكل غير قانوني.
وأكد أنه ورغم اغترابه من أجل العمل، واجه خلال العام الأخير أعباء كبيرة نتيجة الظروف التي سببها فيروس كورونا، والتي أدت إلى جمود العمل، ما أدى إلى تراجع مستوى الدخل بالذات وأنه من العاملين الذين يعملون بالأجر اليومي، وتعطله عن العمل أبقاه دون أي مقابل مادي حتى قرر السفر إلى اليمن للتخلص من أعباء الغربة دون عمل.
وبعد الخلاص من فيروس كورونا المستجد عبر لقاح فايزر الذي أنعش الآمال بالتخلص من الفيروس مع بدء توزيعه حول العالم، تزايدت المخاوف من السلالة الجديدة للفيروس، وسط تكهنات قلقة حال لم يتمكن اللقاح الجديد من الوقاية من الفيروس بنسخته الجديدة.
وعلى الرغم من إهمال مسألة الفيروس في اليمن، البلد الذي تخلص من كورونا من خلال مناعة القطيع كما تُشير تقارير منظمة الصحة العالمية، إلا أن المخاوف في اليمن تتركز حول مستقبل ملايين العاملين في دول الجوار، الذين لن يكونوا قادرين على الدخول إليها ما لم تكن اللقاحات قادرة على الخلاص من الفيروس الجديد المتطور جينياً.