معنى لا إله إلا الله

بقلم الشيخ عبدالرؤوف اليماني – مرشد  صوفية الصين

(١)لا اله أي كل شيء ليس بالرب (الا الله ) لا شيء هو الرب، لا يجد رب بعد الله ، كل شيء مخلوق ليس هو الرب ، كل شيء له بداية ونهاية ، كل ما لا يجد بداية وله نهاية وما له بداية ولا نهاية ليسوا رب ، لانهم جميعا أوهام مؤقتة وقابلة للتلف وغير الابدية  ،الا الله والله سبحانه وتعالى هو الابدي ووحده الفريد انه الخالق والقادر على كل الشي القدير ، وهو الخالدي والابدي ، ووحده لا شريك له فهو الله كون فيكون والله الخالق جميع المخلوقات ، وجميع الاقارب ليسوا رب ، وجميع المركبات ليسوا رب ، هو اخبار الحكماء والعقلاء ان كل شيء في هذه الحياة مخلوق وليس الرب ، وان كل ما هو مرئي هو وهم وان الله تعالى وحده الذي ليس له شكل ولا صورة وليس له توجه ولا مكان ولا زمان .

 

لذلك ، لا اله تذكرنا ان هذا العالم ليس سوى عالم خيالي مؤقت ، الا الحياة الاخرة هي العالم الحقيقي ، الذي له بداية ونهاية ، عندما ياتي الناس الى هذا العالم فانهم ياتون دائما يبكون على مضض ،  تماما مثل الايتام الذين تم التخلى عنهم ، ويغادر الناس هذا العالم على مضض ايضا ويبكي معظمهم ، ويقتلون حياتهم ويحملون معهم ندما وندما مدى الحياة ، الحياة الدنيا في هذا العالم هو مجرد بيت الضيوف ، والبيت الضيوف الاخير الوحيد ، بسبب الصعود والهبوط فى هذه الحياة الدنيا ، يعتقد الجميع انه يجب على المرء ان يقضي حياته جيدا حتي لا تكون حياة الناس مضيعة ، مما يثير النضال من اجل هذه الحياة .

 

عندما يعتاد الناس على الحياة في هذا العالم ، يجب ان يعتادوا على فقدانها ، لان هذه الحياة تاتي وتذهب في عجلة من امرها ،فان معظم الناس يفوتون هذه الحياة ، لذالك، عندما تعرف الخداع في هذه الحياة الدنيا ، فيجب تستيقظ من الغيبوبة ، وتستغل وقت الفراغ القصير لتحضير التطبيق العملي لامتناهي للعالم الروحي وتجهيز القارب والسفن لعبور بحر الموت ، فلا تضللك من لعبة الدنيا ، حتي تبكي عند ينطفي نور الموت ، وقد فات الاوان على الندم، لذلك ، يجب ان تنسي كل شيء في قلبك ، ولا تترك سوى السعي والبحث ، تماما مثل افراغ قلبك وجسدك ، وازالة كل الافكار غير المستمرة ، والسماح للافكار الحقيقة بالتدفق مرة واحدة ، وهذا ترحم رحمة لجميع المخلوقات حتي يتمكنوا من الحصول على الحياة الابدية ، والاصل من نفس المصدر ، وافرحوا بالله وترجع الى الله سبحانه وتعالى .

 

(٢) الا الله وحده الله ، ومن بينها الطريق من لا اله الى الا الله ، يسمي هذا الطريق هو طريق الهداية ، والطريق من الا الله الى  لا اله وهذا الطريق يسمي طريق الرحمن ، هو ارشاد الناس الذين يعلمون ان كل شيء ليس الرب الى معرفة الله تعالى والايمان بالله ، والخوف والخشوع لله  تعالى وحده والعبادة لله تعالى ، وفي نفس الوقت تقديم رحمة الله تعالى الشاملة لجميع الكائنات ، وفي مقام الفناء حالة الا الله هو حالة لااله ، و إ هو لا ، لذالك الطريق الاول : من إ الى لا ، والطريق الثاني :من لا الى إ، لذلك لا بد من اخراج القلب من غير الله تعالى وحمل الا الله  بقلب العرش ، اي ملء القلب بالله وحده .

 

في الافكار  والاقوال والافعال في الظاهر والباطن كل شيءٍ لله تعالى والتقوى لله تعالى وابعاد كل غير الله عن الافكار والاقوال والافعال الخارجية والداخلية اي في التعامل مع كل شيء ، وازالة المقاصد والنيات لغير الله تعالى ، والتقوى لاجل الله تعالى ولا لغيره ، ولا لغير الانانية والنفس ، لان كل شيء في هذه الحياة يعتمد على النيات وكل شيء في الاخرة يعتمد على العبادات ، طالما انك تذكر نفسك في اي وقت من الولادة حتي الموت ، اصلاح نفسك في كل شيء ، فانت تعلم بالفعل انك في تطبيق المعني الثالث للا اله  الا الله وانت تعلم سرا في الاسرار .

 

(٣) لا اله ينفي كل ما ليس الرب في وقت صلاة الفجر ، لذالك يصعب على المنافقين وذوي العقيدة الضعيفة واصحاب الذين يبعدون عن الطريق الحق ومن لديهم القليل من النعم الاصرار على صلاة الفجر ، الذين يسبحون الله بكرة واصيلا قبل شروق الشمس يرفعون درجاتهم الى درجة الحمد ، ويؤمنون ان الله وحده قبل غروب الشمس ، لذلك من يفقد صلاة العصر مثل فقدان افراد الاسرة وممتلكاته ، عليك ان تمدح ربك مدحا قبل غروب الشمس وسبح ربك في وقت صلاة الفجر وصلاة العصر ، من تعمد ترك صلاة العصر كل الصلوات باطلة ، يجب التركيز على حمل الا الله ، والتي تسمى صلاة الوسطى ، والصلاة الانتقائية ، اذا فهمت الشهادة ، فعليك ان تحافظ على هاتين الصلاتين مع اذكار الصباح والمساء ، سوف تتلقي دعاء القبول ودعوة الاستجابة .

 

(٤)من لا اله الى الا الله وهذا يدل على ان الانسان خلق الله تعالى ، وقد جاء الانسان الى حياة الدنيا من عند الله تعالى ، وفي يوم من الايام سيغادر الانسان من الدنيا ويعود الى الله تعالى ،وروحانية الانسان خلقت من الله تعالى ، والجسد يتكون في العالم من خلال الولدين ، وفي يوم من الايام ستغادر الروح من الجسد وتعود الى الله ،ليحكم والحساب ، اولئك الذين ياتون واولئك الذين يذهبون ، ياتون ويذهبون مثل الغرباء من جيل الى الجيل ، يعيشون ويموتون حتى تنزل الروح ثم تتوقف عن تغذيتها ، من الطفولة الى الشيخوخة ، من الولادة الى الموت ، لست معتاد عليه لكن ان تعتاد عليها بلا حول ولا قوة ، فعندما يعتاد الناس عليها ، عليك ان تعتاد على فقدان هذه الحياة بلا حول ولا قوة .

عند التفكير في هذه الحقيقة يمكن الناس ان يكونوا قاتمين للغاية ، والحياة مثل قطرات الندى في الصباح ، ومثل الصقيع قبل شروق الشمس ، كانت هذه الحياة في الاصل مجرد جسر يودي الى الموت ، فالولادة تعني الشيخوخة ، والالم يعني الموت ، لماذا لا تستيقظ بسرعة من حلم الحياة وتيسر في طريق العودة الى الجنة ؟ من تعليم سيدنا رسول الله : تموت قبل ان تموت حتي تنال نعمة العيش قبل ان تحيا ، انه لتذكيرك بمعاملة نفسك كشخص ميت في قلبك وافكارك واقوالك وافعالك قبل ان تاتي حقيقة الموت في الدورة الحقيقية للحياة والموت بحث تعيش قبل ان تحيا ،هكذا ستحصل على النعمة بالنعمة درجة النعمة ،( قال الله تعالى : واذ تاذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ) . فانت لا تعرف كيف تعيش في المرة الثانية ما لم تفعل هذا .

من تعليم سيدنا رسول الله : اذا احبه لا قاتله ، وهذا يعني ان اولئك الذين يموتون قبل ان يموتون سيحصلون على درجة النعمة فوق النعمة ، وامتياز العيش قبل ان يعيشوا ، وفقط اولئك يفهمون الحياة الثانية (الحياة الثانية ) مؤهلون لنقي النعمة الخاصة للنعمة الحقيقية وبركات الاخرة ، هذه هي النعمة التي لم يفكر القلب ، والعين لم ترها ، والاذن لم تسمعها من قبل ، مالم تكن قد فعلت هذا ، فتعرف كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله ، والا ستبداء قبل نهاية حياتك في المعاناة من كل المعاناة التي عانيت منها في بداية حياتك ، ليس هذا فقط ، عليك ان تتحمل كل الالام في رحلة الحياة ، تماما كما يحدث عندما ياتي الموت ، وعندما ياتي الوقت الحقيقي للموت ، عليك ان تتذوق الم الموت مرة اخري ، لذلك ، فان فهم كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله يكون بعد ان تختار اسلوب حياتك من اجل الحقيقة ، تماما مثل : الوعظ للطريق النبي واعلان الشريعة للنبي صلى الله عليه وسلم وهداية الناس الى الايمان الصحيح ، كن من اولئك الذين يسعون الى هذه الحياة وكانهم عاشوا الى الابد ، واولئك الذين يسعون الى الاخرة مثل مجموعة من الناس الذين يموتون غدا ، وطريقة الحياة التي اعتدت عليها من اختيار طريقة الحياة القادمة ، فلن تسعد القناعة ابدا الا اذا رايت بداية الحياة ونهايتها ، فالله لا يغير اي انسان الا اذا غيروا انفسهم ، اذن من تلوم ؟ وكيف يمكن ان تلوم احدا ، في هذه المرحلة ، حان الوقت لاعادة اختيار وترتيب الاطباق لنفسك .

 

(٥)من الا الله الى لا اله هو اخبارك انه عليك أن تعرف هو هو يتك ، انت وانا مجرد شخص خلقه الله تعالى بصفة الرحمن ، يضعنا الله تعالى في ارض الاختبار من قصيرة هذه حياة الدينا للاختبار ، عندما نكشف طبيعتنا بالكامل في الاختبار ، سنغادر هذه حياة الدنيا ، ان الوقت الذي نقرر فيه وجهتنا هو في السنوات القليلة التي تسبق ان نفقد حياتنا ، لان الله تعالى خلق هذه الحياة ليملأ الجحيم بالجن والانس وسيظهر ايضا على كل من داخل الي الجحيم ان الله لا يظلم احدا لكننا نحن نظلم انفسنا ، لذلك ، عندما تقرا كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله يحب ان تفكر عندما تغادر هذه الحياة وتشرع في طريق العودة لا ترجع  اليها ، هل اخترت العودة الى الله تعالى ام اخترت العودة الى النار ؟ يجب على الاشخاص الذين يفهمون معني كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله ان يستيقظوا فجاءة في هذا الوقت ، ويعيدوا اختيار حياتهم الخاصة ، ويرتبوا حياتهم ويستعدوا لوجهتهم .

 

(٦) من لا اله الى الا الله فهو من غير الله تعالى الى الله وحده ، (ان ما يصقل القلب هو ان لا اله الا الله ، والايمان المنور ان لا اله الا الله محمد رسول الله ، وهو مكان الذي تنزل فيه نعمة الرحمن  ، ومحمد رسول الله هو مكان الذي ينبع فيه الايمان الصالح لمصدر نعمة الرحيم، لذلك ، لا اله الا الله هو العبادة ومحمد رسول الله هو الايمان ، ولا اله الا الله محمد رسول الله هو الايمان الكامل ، وتشمل  نعمة الرحمن ونعمة الرحيم نعمة شاملة ، ) عندما تقراها كمسلم  لا يجب ان تكون راضيا ، لان الخيط لا يرقي بالمرور في المسبحة المرصعة بالجواهر وعبادتك وجميع اعمالك الصالحة لا تحسنك ، مثلما لا تستطيع الاحجار الكريمة تسميد التربة القاحلة ، كذالك فان خشب الصندل لا قيمة له في الجبال فقط في المبخرة والكنوز لا قيمة لها في الارض وهي ذات قيمة فقط في السوق او على حساب اعادة بناء الانقاض ، اذا كنت تعتقد عبادات الفرائض والحسنات والاعمال الشخصية يمكن ان تدخل الجنة ، فانك لا تفهم كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله على الاطلاق .

لانهم يعيشون حياة مترفة في هذه الحياة الدنيا ، لا توجد جنة لرجال فقط يفعلون عبادات الفرائض واعمال الشخصية وينتظرون ملك الموت الذي ليقطع حلقهم ، لان من تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لا يبالي بالمسلمين ليس من المسلمين ، ومن لا يهتم بالاسلام فهو اصلا ليس من الاسلام ، كما قال الله تعالى في القران الكريم : ان ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ  ، اذا كنت تنتمي الى اولئك الذين يعرفون كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله ، اذن فعليك ان تمسك وتتصرف ! تبادل الحياة الممتلكات من اجل الجنة ، لانك لا تملك شيئا في الاصل ، فالحياة والممتلكات يمنحها الله وهي المؤقتة ، و سيخسرها الجميع عاجلا ، لذالك ، فان استبدل الممتلكات التي يمكن ان تضيع في اي وقت في عمر قصير مقابل الجنة ، هو مجرد اختبار لك من قبل الله القدير  لكي تقرر ما اذا كنت ستختار ام لا ؟

 

(٧)سر كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله هو مفتاح باب الجنة ، والمعيار لتمييز الحقيقة عن الباطن في هذه حياة الدنيا ، وهي مراة الطبيعة البشرية .

بمجرد فهمك لكلمة لا اله الا الله محمد رسول الله حقا وتطبيقها ، ستعيش بالتاكيد في الجنة رفيعة المستوى الى الابد ، فلن تخرج منها ،اي مسلم يستطيع ان يشعر حقا بالحقيقة في هذه الحياة الدنيا والمسلم الصادق والمؤثر ربما يعرف هذا السر ، ان تفكير البشر على المستوى منخفض هو في الواقع التامر على الباطل ، والجهلاء دائما مرتبطون بمن يتظاهرون مرشد الروحي وما شابه ذالك ، وفي اخر الزمان جعل هولاء مرشدون باطلون الكذبة الناس العاديين يتبعون دائما معايير الحكماء والاولياء في حياتهم اليومية وكلماتهم وافعالهم ، والسبب في سهولة قبول هذا المعيار الخاطي الواضح هو ان هناك الكثير جدا من  اللؤلؤ  الاصداف ، لقد رايت الالاف منها وبطبيعة الحال يمكنك التمييز والتعرف على اصداف اللؤلؤ ،ولكن لا يمكنك ابدا الحكم على اي منها يحتوي بالفعل على اللؤلؤ ، والطريقة لتمييز الصحيح من الخطاء هو معرفة ما اذا كانوا اشخاص يستطيعون شعور بالحقيقة وحرك الناس بصدق .

إن الطبيعة البشرية في نظر كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله تشبه صورة تنعكس في المرآة .

(١)انها تتوافق مع درجة (لا) التي تعترف فقط بدرجة خلق المادة

(٢) الأشخاص الذين يتوافقون مع لا اله لا يعرفون الا الله وجميع الكائنات المخلوقة ورتبة هذه الحياة الدنيا.

(٣)الاشخاص الذين يتوافقون مع لا اله الا الله ويعرفون الله تعالى والبعض لا يزال يدرك ان هناك الها واحدا فقط ، ويعتقدون ان جميع الانبياء والمرسلين ومقاماتهم ومراتبهم .

(٤) الاشخاص الذين يتوافقون مع محمد رسول الله يتعرفون على الله واحده ، ويؤمنون بجميع الانبياء والمرسلين السابقين واصبح امة محمد صلى الله عليه وسلم واصبح اناسا يؤيدهم الاسلام ويحبهم المسلمون ، انهم ليسوا نبيا لكنهم يتكلمون بكلمات النبي يفعلون افعال النبي ويسلكون سبيل النبي ويقوم مع النبي في صفوف النبي يوم القيامة ، وذهب مع رسول الله الى الجنة فعاش مع رسول الله في الجنة وهو من مجموعة اصحاب الدرجات الذين يرافقون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق