مفهوم الثورة العالمي

معنى الثورة

لقد سمعنا كلمة (ثورة) كثيراً في معظم الدول العربية ..و هذه الكلمة أثارت غضب الكثير من الحكام لأنها تقضي على عظيم سلطانهم و تقضي على طغيانهم.، و طالب بها الذين يدركون بعض معنى الثورة و يستعجلونها قبل أن تتهيأ أسبابها و أهدافها.

قد تحدث إنتفاضات كثيرة ضد حاكم او حكومة معينة او ضد فئة ظالمة .. . و لكن ليس كل إنتفاضة ثورة .
التخريب لوقوف البلد ليس ثورة و الفتنة ليست ثورة و الفوضى ليست ثورة .. . و انتفاض او مهاجمة حاكم على حاكم لكي يأخد الحكم منه و يتربع في كرسيه ليس ثورة .

إن الثورة في المفهوم العالمي مبينة على العلم و العمل المنظم و التقدم و التضحية و الصبر .، ثم النضال الذي يكون مبني على العلم و العمل المنظم و التقدم و التطور لكل ما يرفع و يخدم المجتمع .
إن الأشخاص الذين لا يميزون بين الثورة و الفتنة و التخريب ، هم أغبياء علم و أغبياء فكر او أغبياء عقدية، هم مضللون او مأجورين فهم أعداء التقدم ، إن الدافع الوحيد لأي بلد في العالم يجب أن يكون دافع شريف و الهدف أيضا يكون شريف .

وإذا قلنا أن الثورة مبينة على العلم و العمل المنظم و التقدم، فهذا لا يعني أن هذا الكلام من المفروض او المعقول أنه يوجد في كل الجماهير الثائرة… . مع العلم أنه من الضروري أن يكون موجود في القادة الثائريين و القائمين على إدارة الثورة و تنظيمها، كما يجب على القادة أن يكونوا متفاعلين بكل متواصل مع الجماهير الثائرة .، بحث لا يستغلون غضب او غليان المجموعات الثائرة من حيث مطالبهم و غايتهم و اطماعهم.

و من الضروري أن يكونوا قادة الثورة من أبناء الثورة و أيضا يمتلكون الوعي الثوري و العلمي و الثقافي و عليهم أن يشعرون شعور الجماهير الثائرة .، و إن كانوا لا يستطعون أن يأخذوا بنصرة الحق او بنصرة المظلوم ، فهذا يدل على فشلهم ، فمن لا يؤمن بأخلاقيات الثورة و التضحية لن يستطيع أن يكون قائد ثورة .

و هنا يأتي المعادين للثورة الذين ينصرون حاكمهم او الراعي الخاص بهم و يبدأون بالبكاء و الهجوم على الجماهير الثائرة لإيقاف الثورة ، و لكنهم لا يتكلمون على ما فعلوا من سفك دماء في الحروب السابقة التي أشعلوها، و يبدأون بالكلام الكاذب عن القيم الحضارية و الإنسانية و الدينة التي يدعونها، ويبدأ النفاق بها . بين هم أبعد الناس عن هذه القيم .

وهنا اتكلم عن شيء مهم جدا للغاية ألا وهو ( الأدب الثوري ) بين الجماهير الثائرة و هو ذلك الأدب الذي يخلق الوعي الثقافي في النفوس و يظهر الحقيقة من الكذب ، كما أن الأدب الثوري هو الذي ينير و يفتح بصيرة الشعوب على الحقيقة ، كما يعلم الناس إن الحياة علم و عمل و تضحية في سبيل الأفضل .، بالإضافة إلى الوعي الإجتماعي الثوري بين الجماهير الثائرة و أن لا يكون له علاقة في الطائفية و العنصرية بين الشعوب و التركيز فقط على كل ما يخدم البلد من حيث التقدم و التطور و التنمية بكافة أنواعها.

 

بواسطة
حسن جمعة - سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق