مقبرة سيدي بوعبيد بطنجة.. عنوان للإهمال

تحولت مقبرة سيدي بوعبيد الحدّادين  بمدينة طنجة،  إلى حديث العام والخاص، فمن غرائب الحياة ومفارقاتها أن تتحول المقبرة إلى مكان يجتمع فيه السكارى بعد إهمال من السلطات المختصة،  لترتسم فيه أفظع الصور  بعد أن تحوّلت  إلى فضاء لتناول المخدرات دون أدنى احترام للأرواح الطاهرة للموتى.

طمست معالم المقبرة، لم تعد قبورها تظهر تحت الحشائش والأشواك التي عششت في كل الجهات، فبمجرد دخولك إليها كأنك في أرض مهملة تنتظر المغيث لكنها في حقيقة الأمر مقبرة يدفن فيها موتى المسلمين، ويعيش فيها حتى الأحياء رغم أن المكان تنبعث منه رائحة الموت إلا أنّ الأطفال لم يجدوا مكانا للعبث إلاّ بين القبور، فصارت المكان المفضل للخارجين عن القانون ومسرحا لمعاقرة المسكرات والممنوعات وكل هذا يحدث في ظل الصمت المطبق للسلطات المكلفة .

وفي اتصال هاتفي مع الفاعل الجمعوي الأستاذ حسن الليثي المرتجي بعد نشره لشريط يوثق الحالة الكارثية للمقبرة بحكم وجود أجداده هناك، أكد أن  هذه المقبرة أصبحت وجهة للسكارى والمتشردين  لمعاقرة المسكرات والممنوعات، إضافة إلى أنّها أصبحت قبلة لمن لا مأوى له،  مما تسبب في هدم بعض القبور واختفاء بعضها ، كل تلك الأمور تجسد القضاء على حرمة الموتى والمساس بديارهم بعد مماتهم وهي كلها سلوكات تتنافى والأخلاق الإسلامية التي تحث على احترام الإنسان بعد مماته، لكن الذي يجري في هذه  المقبرة  لا يعكس ذلك، بل يجسد انتهاك حرمة الموتى جهارا نهارا .

بواسطة
محمد امزيان لغريب - طنجة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق