ملتقى ثقافي بالإيسيسكو للتعريف بمظاهر حضارية وتاريخية مغربية
شهد مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ملتقى ثقافيا، عقدته الإيسيسكو بشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، في إطار مجالس المباسطات، ضمن نشاطات احتفالية الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022، للتعريف ببعض المظاهر الحضارية والتاريخية بالمملكة المغربية، والتي تعتبر من عناصر التراث غير المادي، ومنها المظاهر الاحتفالية لموكب الشموع الذي يقام في مدينة سلا في المولد النبوي، وكذلك الإبداعات الفنية في كتب الشمائل النبوية.
وتضمن الملتقى، الذي انعقد اليوم الجمعة (الأول من يوليو 2022 ) بحضور نخبة من الباحثين والمؤرخين والفنانين في مجال الزخرفة، عرض نموذج احتفالي لموكب الشموع، وإقامة معرض لوحات فنية لمؤلفات المغاربة في الشمائل، تحت إشراف الفنان محمد أمزيل، ومعرض الرباط بين الأمس واليوم للمصور الصحفي السيد عقيل صالح، وتقديم محاضرتين حول مظاهر حضارية وتاريخية مغربية.
بدأ الملتقى بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وتناوب على تقديم الندوة العلمية الدكتور عمر حلي، مستشار المدير العام لمنظمة الإيسيسكو لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، والأستاذ نجيب الغياتي المستشار الثقافي للمدير العام، المشرف على برنامج عواصم الثقافة في العالم الإسلامي.
ومن جهته، ألقى الدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام للإيسيسكو، كلمة رحب فيها بالمشاركين والضيوف. كنا أبرز فيها أن الحضارة الإسلامية أبدعت مظاهر جمالية وروحية كبيرة جدا، منها فنون الخط والزخرفة المتعلقة بكتب الشمائل، وأشار إلى أن موكب الشموع في مدينة سلا هو أحد المظاهر الحضارية التي تجسد محبة المسلمين وتعلقهم بنبيهم، وبين أن هذا الموكب يقام سنويا في مدينة سلا احتفاء بقدوم المولد النبوي الشريف. وقدم السيد نائب المدير العام الشكر الجزيل إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية الذي أشرف شخصيا على اختيار اللوحات الفنية للخط والزخرفة بهذه المناسبة، والتي تحيي تقاليد فنية وحضارية عريقة تظهر تعلق أهل المغرب بالجناب النبوي الشريف.
وعقب ذلك، قدم الدكتور محمد المغراوي، أستاذ باحث بجامعة محمد الخامس بالرباط محاضرة حول الإبداعات الفنية في كتب الشمائل النبوية، أشار فيها إلى أن علم الشمائل المحمدية هو أحد علوم السيرة النبوية، يهتم بكل الجوانب المتعلقة بالرسول (ص)، واعتبر المسلمون هذا العلم مصدرا للاستعداد العلمي والروحي والأخلاقي والإلهام الفني.
وأكد أن الفنانين استلهموا من السيرة النبوية الواردة في كتب الشمائل عددا من الأعمال الفنية والتصاميم التي تجسدت في صورة حلي ونعال وغيرها من الأشكال الفنية.
كما قدم الأستاذ عبد المجيد الحسوني محاضرة حول موكب الشموع أبرز فيها تاريخ هذا الموكب ونشأته ومظاهره والاحتفالات المرافقة له وعناية ملوك المغرب به ضمن احتفالات عيد المولد النبوي الشريف.
وبعد الندوة طرحت بعض الأسئلة على المحاضرين وتمت الإجابة عنها