من خواطري: “شباب الزمن ده”

معظم الناس حساباتهم بيعدوها مع نهايات اخر السنه, دى سنه كانت صعبه او سنه عاديه بمشاكلها اللى بيحسبوها بيومياتها

السنه ايامها كتيره ودايما ايامها فيها احداث ومشغوليات ومسؤليات بتعدى الوقت بسرعه وتلاقى الايام جريت والسنه تخلص وتبدى سنه جديده بامال لبكره او احساس بعصاره السنين اللى قبلها

الزمن ده أحداثه ورا بعض وضغوطه بتزيد مع يومه والناس اتغيرت, قليل اللى لسه زى ما هما..

الاكتر تغير فى الزمن ده الشباب والنشىء اللى بيكبر ويتابع الاعلام اللى بيعلمه الانحدار الثقافى والتربوى اللى للأسف شب قبله عليه الشباب ايضا..

التباعد الأسرى له تأثير مباشر على عدم احساس الاولاد بالمسؤولية او الالتزام او الاحترام او بالاحساس بقيمه الاشياء, بتصل احيانا لمطالبتهم واخذها كحق مكتسب لانه ماتعودش يتعب او يحسن من نفسه ليستحقها, فماتعبش او فهم معنى الحقيقى للمسؤوليه

جزء كبير من خلل المجتمع سببه قله الثقافه, فى المدارس زمان كان فى قراءه وشعر وادب ومكتبه فى المدرسه ومكتبه فى النادى وكتاب بيتسلف مابين الاصحاب وحتى السينما كانت افلامها فيها موضوع والفاظها مهذبه والبرامج فى الاذاعه والتليفزيون كانت بتتراجع عن طريق رقيب يقرى الكلام لتنقيته من اى كلمه يشتبه انها تلمح لحاجه, حتى النغم والموسيقى مع قله من انواعها كانت النوته مريحه للسمع..

كان فيه توجيه وزبط وربط فى المدرسه, كان فيه التزام واحترام مواعيد, والمدرس كان فيه واجب وعقاب وانتباه للدرس, كانت النشاطات الترفيهية جزء من حصص المدرسه.. كل ده كان تأثيره ايجابى وايامه كانت مثقله بخبرات اتعلمناها فرقت لما كبرنا فى فكرنا وشخصيتنا وطريقه حياتنا,وجميله فى ناتجها واسترجاع سردها..

دلوقتى من الملحوظ اسلوب الشباب وطريقه حوارهم العادى مع بعض بقى مستفز وصعب على الاستيعاب والسمع وخصوصا بطريقه تبادلهم ألفاظ سواء خارجه او بذئيه كأنه عادى وجزء من كلامهم الطبيعى اللى مابيتأثروش باستعماله وكانه العادى ده غير الحياء مش قاموسهم..

ده غير المصطلحات بلغه مش ماشيه مع عاميتنا .. عالم بيصٌنع حولهم محتاج نظره ووقفه..

من وجهه نظرى ده انحدار اخلاقى لشباب مجتمع, المفروض هما وصله الماضى بالحاضر, والمفروض بيهم ينمو ويزدهر المجتمع وينعكس على النشىء اللى بعدهم بانهم قدوه لهم.

الشباب مع دوره الحياه بيولد النشىء اللى مفروض محتاج توجيهه لحياه سليمه الفكر..

بالأحداث الجاريه كل واحد ملهى فى يوميات حياته وبالاكتر فى مادياته, سعه الوقت مابيديش فيها الاهتمام الكافي لمراقبة النواقص اللى مفترض يوجه فيها اولاده..

التربية لها اصول احيانا يتجاهل الاهل اولادهم واحتياجاتهم المعنويه والنفسيه بقله الاهتمام فتوصلهم بالا مبالاه, لأنهم بالاحتواء واعطائهم مساحه الوقت لسمعهم وتوجيهم بيفرق فى حياتهم, ومع استعمال الشده والعقاب اللى بتزرع فيهم الصح والغلط والمسؤولية ولالتزام, ده غير الانتماء واعطاءهم الاحساس بالامن والحب ودفىء لجو الاهل لانه من مفاتيح مهمه فى الحياه..

كل ده له دور مهم وايجابى فى بلوره شباب المستقبل, صحيح زمن الشباب الحالى فيه معاناه فى حياتهم, ومن وجهه نظرى انها اصعب حتى مع كل الامكانيات المتاحه اللى ماكنتش موجوده فى زمن قبل ولكن فى بعض كل حاجه على الجاهز لهم..

الزمن اللى قبل اتزرع فيه فهم التمتع بالحياه بأقل الاشياء بامكانيات محدوده, وتحمل مسؤليه واعتمد على عقله مش اله حسابيه, ولا تكنولوجيا.. وطورفكره وكيانه باعتماده على نفسه لتحقيق طموحاته, ونٌمٍى فيه حب وطنه وانتماؤه له, وحبه للغير وكان من سماته الشهامه والضحكه حتى مع معاناته لان كل زمن دايما بيمر بمحن وظروف وبيعتبرها اقسي من الزمن اللى قبله..

الزمن ده مختلف لانه يضم اجيال متعدده, ولان مع التقدم فيه ظروف كتيره مختلفه, وانظمه التعامل بيها لتسهيل الامور سواء بتتطور اسلوبها او ادائها كأله افقد حس التعامل المباشر بين الانسان.

فقد الاحساس للأخر سواء بالتلامس او نظره بالعين او سماع نبره الكلمه, ده غير الحس الداخلي المكمل لكل ده بدء يقفد وجوده, وده من النقط المؤثره فى حياه الناس عموما, والشباب بالأخص.. لان معظم حياتهم وتعاملاتهم الالات الحيه لكن بدون روح, فبتالى الاحساس والتأمل والرومانسية منسيه مالهاش وجود فى حياتهم العمليه المليانه آلات..

الوقت عندهم حساباته مختلفه وأحاسيس بنظره من وجهه نظرى مش سويه, وممكن ده من العادى يكون, لكن يكون اسلوب الحياه ممزوج بإنحدار خلقى بالتعامل بقله إحترام وقله تقيم الادميه وال لامبالاه فده مرفوض لبناء مجتمع سوى وبناءه بسمو اداميه الانسان.

مصرية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق