من يمنع تحقيق السلام في كاراباخ؟
أفغان غفارلي – صحفي أذربيجاني
تخوض الدولتان الجارتان، أذربيجان وأرمينيا، حربًا منذ عام 1988، ولم توقعا بعد على اتفاق سلام، بسبب تماطل أرمينيا التي لا تتخلى عن مطالبتها بمنطقة كاراباخ في أذربيجان، وتروج للانفصال بين الأرمن الذين يعيشون في تلك المنطقة، وتحتفظ بجماعات مسلحة غير شرعية هناك، وتحظى أرمينيا بالدعم من قبل بعض الدول الغربية، والأرمن في الشتات والكنيسة الأرمنية في العالم.
في الفترة من 27 إلى 29 يونيو المنصرم، عُقدت اجتماعات تفاوضية حول اتفاقية سلام بين وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف ووزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان في العاصمة الأمريكية واشنطن، بوساطة من وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين ومساعد الرئيس، جيك سوليفان، وتقرر مواصلة المفاوضات حيث لا تزال هناك خلافات بين الطرفين حول بعض القضايا الرئيسية، وكان الموضوع الرئيسي للمناقشة والمختلف حوله في اجتماع واشنطن انسحاب الجماعات المسلحة الأرمينية غير الشرعية من كاراباخ. كما انعكس انسحاب تلك القوات من كاراباخ في البيان الثلاثي المؤرخ 10 نوفمبر 2020، والموقع بوساطة روسية، وعلى الرغم من مرور ما يقرب من 3 سنوات على توقيع هذه الوثيقة، لم تضمن موسكو والمسؤول الرسمي في يريفان طرد الجماعات المسلحة الأرمينية الخارجة عن القانون من المنطقة، وللأسف ، في كل مرة وموازاة مع جولات الحوار بين الأطراف، تقوم الجماعات المسلحة الأرمينية باستفزازات عسكرية في المنطقة.
وطالب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف مرارًا وتكرارًا بانسحاب الجماعات المسلحة الأرمينية من كاراباخ في خطبه على مدار السنوات الثلاث الماضية، مؤكدا على ضرورة توقيع اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا على أساس مبدأ وحدة الأراضي، وأضاف أنه يجب أن يتم ترسيم وتحديد الحدود بين الدولتين على أساس شروط عادلة، وأعلن الرئيس أن مسؤول باكو سيحاول إنهاء النزعة الانفصالية في المنطقة على أي حال.
كما دعا رئيس الدولة مرارًا الأرمن الذين يعيشون في كاراباخ إلى الانصياع لقوانين أذربيجان وقبول الجنسية الأذربيجانية، وطالب الرئيس من قادة الانفصاليين في كاراباخ بالاستسلام وقال إنه في هذه الحالة فقط يمكن منحهم تنازلات.
و يرغب مسؤولو باكو في مواصلة المناقشات حول حقوق وأمن الأقلية الأرمينية في كاراباخ، بعد حرب كاراباخ الثانية، التي اندلعت في عام 2020، وعرفت تنظيم حوار لأرمن كاراباخ مع وفد باكو الرسمي، وجرت تلك المحادثات في إقليم كاراباخ بوساطة من الجيش الروسي.و في وقت لاحق ، دعت الإدارة الرئاسية لأذربيجان أرمن كاراباخ إلى باكو مرتين لمواصلة النقاش، لكنهم رفضوا القدوم. ويفسر هذا الموقف بكون قدوم أرمن كاراباخ إلى باكو سيعني قبولهم بوحدة أراضي أذربيجان، و الانفصاليون الذين يعتمدون على أرمينيا والداعمون الأجانب، لا يريدون ذلك، ومن ناحية أخرى، وتحاول أذربيجان إعادة دمج السكان من أصل أرمني في منطقة كاراباخ ، وهي من شؤونها الداخلية.
ويفسد عدد من المسؤولين السابقين المياه في أرمينيا، على سبيل المثال ، يبذل الرؤساء السابقون روبرت كوتشاريان ، وسيرج سركسيان ، والوزراء السابقون فاردان أوسكانيان ، وسيران أوهانيان، وكاثوليكوس الثاني جارجين ، ورئيس الكنيسة الأرمنية، قصارى جهدهم لمنع أرمينيا من الاعتراف بوحدة أراضي أذربيجان ومن التوقيع على اتفاقية السلام بين البلدين، و مارسوا ضغوطا على رئيس الوزراء نيكول باشينيان من أجل ذلك بشتى الطرق، ومن جهته يقول رئيس الوزراء نيكول باشينيان إنه يعترف بوحدة أراضي أذربيجان، لكنه ليس في عجلة من أمره لإثبات ذلك عمليًا.
إن فشل أرمينيا في الوفاء بالتزاماتها ، وفشلها في سحب قواتها المسلحة من أراضي أذربيجان، واستمرارها في الاستفزازات العسكرية والسياسية يقوض جهود السلام.
ويُذكر أن نزاع كاراباخ ، الذي بدأ عام 1988، أدى إلى اندلاع قتال بين أرمينيا وأذربيجان، وقامت أرمينيا باحتلال منطقة ناغورني كاراباخ في أذربيجان و 7 مناطق مجاورة لمدة 30 عامًا. وفي عام 2020 ، استعادت أذربيجان السيطرة على جزء من كاراباخ و 7 مناطق محيطة بها، وتوقف القتال بين الطرفين في 10 نوفمبر 2020 ببيان مشترك موقع بوساطة روسية.
ـ ملاحظة : تم اعداد المقال من قبل الاتحاد الاجتماعي الذي يحمل اسم “مساعدة أصحاب الملكية الفكرية” وذلك بمساعدة وكالة الدولة لدعم المنظمات غير الحكومية لجمهورية اذربيجان.