مولانا وحيد الدين خان .. الكنز المخبوء(1-4 )
بطاقة حياة :
– ولد فى 1925م فى أعظم كره بالهند .
– التحق فى 1938م بمدرسة الإصلاح العربية والتى تتميز بالمنهج الوسطى والاعتناء بالقرآن الكريم واللغة العربية وذلك لمدة 6 سنوات .
– التحق بالجماعة الإسلامية بالهند فى 1947م .. عضوا بمجلس الشورى ومديرا لقسم التأليف والنشر بالجماعة حتى استقال منها فى 1962م , بعد مخالفته لمنهج أبى الأعلى المودودى أمير الجماعة فى فهم الإسلام .
– عمل بالمجمع الإسلامى العلمى التابع لندوة العلماء بلكناو بالهند لمدة 3 سنوات .
– شغل رئيسا لتحرير مجلة جمعية العلماء بدلهى لمدة 7 سنوات.
– أصدر مجلة ” الرسالة ” الشهرية فى 1976م والتى تصدر حتى الآن بثلاث لغات الأوردية والهندية والإنجليزية .
– يتقن اللغة الإنجليزية مما أتاح له الإطلاع الواسع والعميق على الفكر الغربى والمناهج العلمية الحديثة من مصادرها الأصلية ؛ حتى أنه لكى يكتب عن الماركسية قرأ عنها حوالى 10 آلاف صفحة من مصادرها الأصلية .
– مؤلفاته :
له أكثر من مائة مؤلف منها : ” الإسلام يتحدى , الماركسية فى الميزان , تجديد علوم الدين , الدين فى مواجهة العلم , حكمة الدين , البعث الإسلامى المنهج والشروط , الإنسان القرآنى , التذكير القويم فى تفسير القرآن الحكيم , من نحن , مأساة كربلاء , خطأ فى التفسير وملخصه ” التفسير السياسى للدين ” , القضية الكبرى , واقعنا ومستقبلنا فى ضوء الإسلام , خواطر وعبر .
هو الإمام العلامة وحيد الدين خان حفظه الله المنافح عن عقيدة التوحيد بعلم كلام قرآنى جديد قائم على الأسلوب العلمى , وصاحب التفسير الذى ينطلق مشروعه الفكرى على أسس القرآن الكريم والسنن الكونية , والمفكر الفيلسوف الحكيم الذى أنضجته خبرة السنين المطلع على الفلسفات القديمة والحديثة القادر على مناقشتها بعمق , وداعية السلام العالمى الذى يعرف جيدا أن رسالة الدين الحقيقى هى التجميع لا التفريق ونشر السلام والطمأنينة وليس الفتن والحروب.
ففى كتابه الأشهر ” الإسلام يتحدى ” :
أنشأ عمليا علم كلام جديد قائم على المعقولات القرآنية والكونية ؛ مستدلا بمعطيات العلم الحديث ؛ لأنه رأى أن علم الكلام القديم لم يعد مناسبا للزمن الحاضر .
وكان منهجه فى الاستدلال هو نفس نمط الاستدلال القرآنى ” الاستدلال بما نشاهده من حقائق طبيعية فى الآفاق ” .
وانتهج فى العرض الأسلوب المبسط البعيد عن التعقيد , مهتما بالرد العلمى والعقلى على شبهات المعارضين من أمثال الطبيعيين ودعاة المادية الجدلية .
مؤكدا أن النظام الكونى العجيب بأسراره وتنظيمه الدقيق يشهد بوجود الإله الخالق ؛ لأنه لا يمكن تفسيره إلا أن قوة قد خلقته .. وأنها ليست قوة عمياء” 1)
ثم تحدث عن الطبيعة والكشوف الفلكية والسنن الرياضية المحكمة كل ذلك يشهد بوجود الله وكذلك نظرية الآخرة والقرآن وإعجازه ونبواءته التى لم تكذب منذ البعثة حتى الآن , فى حين أن نبوءات ماركس وهتلر ونابليون قد أخفقت خلال مدة زمنية قصيرة .
وفى 27-12- 1976م بندوة تجديد الفكر الإسلامى بالجامعة الملية الإسلامية بالهند تقدم بدراسة ” نحو علم كلام جديد ” وظيفته إظهار العقيدة الدينية بأسلوب علمى .
وفى تفسيره الهام ” التذكير القويم فى تفسير القرآن الحكيم ” :
والذى يقع فى 3 أجزاء فيما يزيد على 3 آلاف صفحة والذى أصدره عام 1981م .
اهتم بتوضيح رسالة القرآن الأساسية وهى ” التذكير والموعظة والدعوة ” ؛ مؤكدا أن القرآن كتاب دعوة وهداية للتعريف بالله سبحانه وتعالى وأنه كتاب عقيدة وفكر وخزينة للنعم الربانية .
وركز بتفسيره على جانب ” التذكير ” ؛ مركزا على المعانى والمدلولات الجوهرية لمضامين القرآن الكريم , لأن هذا حسب قوله : ” هو المنهج الذى اتخذه القرآن نفسه ” .2)
وطالب فى المقدمة بإنشاء قسمين للتعامل مع القرآن الكريم :
1- قسم للتفسير ” قائم على التذكير والموعظة ” وهو ما فعله فى تفسيره .
2- قسم ” المعلومات والمعارف ” على غرار دائرة معارف أو الموسوعة القرآنية , تحتوى على جميع المعلومات والمعارف والمباحث التى تتعلق بالجوانب العلمية والتأريخية والوجوه الفنية لمدلولات القرآن وإشاراته .. وكل التفاصيل المتعلقة بالنحو والبلاغة والفقه والكلام وعلوم الطبيعة والفلك ندرجها فى الموسوعة القرآنية لا فى تفسير الٌقرآن . 3)
وأكد أن المشروع الذى يقدمه القرآن الكريم أمام الإنسان ليس فى حقيقة الأمر مشروع إقامة نظام ما ؛ بل هو مشروع صياغة قرآنية لسلوكنا وأخلاقنا نحن .4)
وطريقته فى التفسير هى عرض مجموعة من الآيات ثم توضيح معناها الإجمالى وما يستفاد منها من أفكار وتوجيهات وذلك بأسلوب أدبى سلس .. عميق المعنى والاستدلال فى آن واحد .
الهوامش :
1- أنظر ” الإسلام يتحدى .. مدخل علمى إلى الإيمان ” وحيد الدين خان , تعريب
د. ظفر الإسلام خان ومراجعة وتحقيق د.عبد الصبور شاهين ص 61 مكتبة الرسالة .
2- أنظر ” التذكير القويم فى تفسير القرآن الحكيم ” العلامة وحيد الدين خان ج1 ص 6 , دار الوفاء للطباعة والنشر ط1 2008م .
3- المرجع السابق ص 5
4- المرجع السابق ص 15