هكذا سيدخل اللبنانيون جهنم رسميا!
يتأزم الوضع في لبنان تدريجيا ويتحول من سيئ الى أسوأ ، وكلما استبشر اللبنانييون بانفراج من جهة ما، تفاجؤوا بعقدة أزمت الوضع أكثر. فلو استعراضنا مجريات الأحداث قبل استقالة حكومة سعد الحريري،تحت ضغط ثورة 17 تشرين
نر وكأن هناك من يرسم للمنطقة سيناريوهات مقلقلة، ولا يهتم لما يحدث للبنان أو لشعبه .
كان اللبنانييون يعيشون في نعمة لم يعرفوا قيمتها يومها، فسرت شائعات أن الحكومة بصدد فرض ضريبة ستة دولارات على “الواتس اب”، فثار الشعب وحصلت ثورة 17تشرين ،فاستبشر اللبنانيون بها انها الخلاص ، لاسقاط المنظومة الفاسدة. لكن بعد استقالة الحريري ، وتمسك الرئاسات الأخرى بكراسيها ، ورفض الاستجابة لمطالب الشعب، تحت حجج واهية تعقد الوضع .
أتت حكومة حسان دياب،بعد مخاض عسير لتكون حكومة العهد من جديد ، وارتفعت الأصوات تطالب الثوار بأن يعطوها فرصة قبل الحكم عليها، لكن سرعان ما تعقد الوضع الاقتصادي وتأزم وخاصة عندما امتنعت الحكومة عن دقع الديون المستحقة، فواصل الدولار ارتفاعه، حتى لامس العشرة الاف ليرة .
بدأت الحكومة تترنح ،وتعقد الوضع أكثر،خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب. فكانت استقالة حكومة دياب مما أعطى اللبنانيين الأمل من جديد، وخاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي لبنان وتجواله في بيروت مع الثوار، واطلاق مبادرته
التي ساهمت بتكليف مصطفى أديب ـ تحت عنوان المبادرة الفرنسيةـ ليشكل حكومة انقاذ تساهم في انقاذ لبنان مما هو فيه.
لكن العقوبات على الوزيرين، علي خليل وفنيانوس، أزالت التفاؤل. وعدنا الى تأزم الوضع من جديد، حيث تمسك الثنائي الشيعي بالمالية،ورغم محاولة الرئيس الحريري التوسط لحل المشكلة، اعتذر أديب تحت اصرار الثنائي الشيعي على التمسك بالمالية وتسمية وزرائهم.
تم تكليف الحريري، تحت عنوان الميثاقية، وانه الوحيد القادر على الحل ،ـ كما يقول الثنائي الشيعي ـ فاستبشر اللبنانييون وخاصة ان الدولار هبط ووصل الى6500ليرة، وباتت أعين اللبنانيين على قصر بعبدا ،كلما زاره الرئيس المكلف آملين أن يصعد الدخان الأبيض ،ويقدم الحريري تشكيلته الحكومية التي وعد أن تكون من أخصائيين غير سياسيينوتكون حكومة مهمة.
اللبنانيون اليوم كلما صعد الحريري الى بعبدا يتفاءلون، لكن سرعان ما تظهر عقدة أخرى ـ تارة المداورة ،وطورا الطاقة، وأحيانا الداخلية، فيتعقد الوضع من جديد ، وما زاد الطين بلة، والأمر تعقيداً ، العقوبات الأمريكية التي فرضت على باسيل . وبتنا في مكان لا يمكن لأحد أن يتراجع، وهنا تكمن المشكلة ويظهر الخوف من سؤال ماذا لو ؟
ماذا لو اعتذر الحريري ؟ فأي شخصية سنية، ستتمكن من تشكيل حكومة عجز سعد الحريري عن تشكيلها، وهو المعروف بالتنازلات والتضحيات دائما لأجل الوطن كما يقول ؟!
ماذا لو استقال رئيس الجمهورية الان ؟ وتمسك الثلاثي الحاكم بالميثاقية التي بسببها قبلوا مرغمين بتكليف سعد الحريري، كما قال هو شخصيا في مقابلته الأخيرة ، مع مرسال غانم في برنامج صار الوقت، واقترحوا جبران باسيل ليكون رئيسا للجمهورية فهو صاحب اكبر كتلة نيابية ومسيحية.
ماذا لو طال سيف العقوبات شخصيات أخرى ، ومن الصفوف الأمامية للأحزاب السياسية، ورجال الأعمال الكبار؟ كيف سيكون رد حزب الله ؟ وهل سيضطر عندها رئيس الحكومة أيا كان ،لتسليم كل الدولة للترويكا الحاكمة والمعاقبة أمريكيا؟ عندها تضيع كل الحسابات، ويختلط الحابل بالنابل، ويدخل اللبنانيون جهنم رسميا.