واومنة.. فك العزلة عن العالم القروي واش كضحكوا علينا!!

فك العزلة عن العالم القروي، تحقيق التنمية للعالم القروي، محاربة الأمية بالعالم القروي، كلها شعارات زائفة يتم ترديدها بشكل ببغائي كلما دعت الضرورة، وخصوصا أيام الحملات الإنتخابية، التي يكثر فيها الكلام وتوزع فيها الوعود والخطابات السياسية، رغم أن الخطاب السياسي لا طعم ولا لون له في مثل هكذا قضايا، ولاسيما المتعلقة بالعالم القروي.

أما بعد إنتهاء الإنتخابات تعود حليمة إلى عادتها القديمة، فالسياسي ينكمش على كرسيه الرئاسي، والقروي يعود للعمل بالجبل لعل الله يحدث أمرا ليعم الغيث الحقول وتُروى الأرض ليقتات منها هو وبهيمته.

وهذا لا يعني أن لا شيء أنجز لفائدة ساكنة العالم القروي لإخراجها من الظلمات إلى النور، إلا أن معظم المشاريع التنموية المخصصة للنهوض بالعالم القروي تبقى معلقة لدواعي انتخابية .

هذا من جهة، أما من جهة أخرى، وحتى إن تم تخصيص ميزانية كافية في هذا الشأن، فإنه يتم تحجيمها بعد أن تتخطى مجموعة من الحواجز لتصير غير كافية حتى لبناء حجر أساس المشروع المراد تشييده.

على العموم، فكباقي القرى المغربية التي مازالت تعاني من هشاشة البنية التحتية، نستحضر في هذا المقام بلدة واومنة وبالضبط منطقة “حبرشيش” التي تنتمي لإقليم خنيفرة التي تئن في صمت وعلى وجه التخصيص سنركز إهتمامنا على أنها منطقة سياحية بإمتياز والتي تعرف عزلة غير محددة المدة، مع العلم أنها تعرف إستقطاب زوار من مختلف المناطق، وهي منطقة سياحية وسط جبال الأطلس المتوسط بها مناظر جد خلابة كالبحيرات والكهوف والجبال والطبيعة وظلالها التي تترك في نفس الزائر إنطباع جميل للعودة مرة اخرى.

فبالمناسبة يدعى “حبيرشيش“ المطل على منطقة واومنة ، تم ربطه مؤخرا بالعالم الخارجي بواسطة طريق استبشرت الساكنة خيرا بإطلاق سراح ميزانيتها التي ما زال يحكم عليها بالمؤبد.

إلا أن ما يحير العقول ويجعل الأبكم يسترجع نطقه والأصم يسترجع سمعه، أن هاته الطريق “بيست” لا تصلح للعبور بواسطة سيارات ودراجات الزوار التي تعود إلى الديار في حالة مزرية مما يخلف لديه إستياءا ، إلا أن بعض الجمعيات التي تنشط في المنطقة إتفقت أن تتجند لإصلاح الطريق من مالها الخاص ولكن عندما تسقط الشتاء او العواصف الرعدية حتى تصاب هاته الطريق بتصدعات من كل جانب، إلى درجة تمنينا فيها لو أن أيدي العاملين لم تنل من تلك الغابة أو الطبيعة او ذلك المنتزه ، التي تزيد المنطقة جمالا ورونقا نظرا الثروة النباتية التي تحتوي عليها هذه الغابة، بالإضافة إلى تزويد ساكنته بمادة حيوية وهي الأوكسجين والماء العذب.

كما أن هناك العديد من القرى من نفس القبيلة تعاني من نفس المشكل، ومن مشاكل أخرى مشتركة سواء تعلق الأمر بالتغطية المنعدة (ريزو) او الكهرباء وحسب قوله بأن أيام عيد الاضحى تذبح الاضحية إن لم يرسلوها إلى واومنة لتوضع في الثلاجة وإلا فإنها ستفسد وتعود غير صالحة للاكل ، او برداءة الطرق التي تربط المناطق بعضها ببعض، أو بوجود حواجز طبيعية تشكل العائق نفسه للساكنة القروية كالوديان العميقة مثلا، التي تحول في الأشهر المطيرة دون وصول الأهالي إلى الأسواق الأسبوعية، أو إسعاف ما يمكن إسعافه من المرضى، ولاسيما النساء الحوامل اللواتي يحملن على النعوش في بعض القرى المغربية النائية لإيصالهن إلى المصحات، هذا إن لم يكتب للجنين أن يرى النور على قارعة الطريق ولا ننسى مشكل التعليم الذي تراهن عليه الدولة بكل مقوياتها فالمنطقة أبنائهم البعض يسير 12 كلم على الأقدام للوصول الى المدرسة والبعض يترك الدراسة وهو صغير ليلتحق بأبيه للعمل فب الحقول اتقوا الله في هؤلاء الاطفال.

فبالله عليكم إذا كان هذا المنتزه الطبيعي والحيوي من الناحية السياحية يساهم في لفت إنتباه الزوار إليه، و التعريف بثقافة وحضارة منطقة حبيرشيش، كيف يمكن لنا نحن المغاربة وأبناء المنطقة أن يطالنا الإهمال والتهميش وحسب أقوال احد الساكنة “فإن مسؤولون كبار فالإقليم يزورون المنطقة ويتم الترحيب بهم والإستقبال بالشوي والزردة وأخد صور تذكارية وإعطاء الساكنة الوعود الكاذبة .

فكفانا من الشعارات التي لاتسمن ولا تغني من جوع، وفي نفس الوقت نقول لساستنا لا تشيدوا طموحاتكم ومزايداتكم السياسية التي نحن في غنى عنها، على تعاسة وشقاء سكان القرى المغربية.

فالتنمية تتحقق بتظافر جهود العديد من الفعاليات السياسية والمدنية، والأهم من هذا كله أن تكون لنا غيرة على أوطاننا، وذلك بصهر كل المصالح في قالب واحد وهي خدمة الوطن.

بواسطة
الناصيري زهير- إقليم خنيفرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق