الخَبيئةُ الصَّالحةُ زَورقُ النَّجاةِ
طاعة في السرّ تقوم بفعلها لا يعلمها الا رب العالمين خالية من الرياء خالصة لوجه الله ،قد تكون أذكارا تقولها،أو ركعات نافلة تؤدّيها في جوف الليل،أو صدقة خفية تُبهج فيها قلب فقير أو محتاج، أو آيات من الذكر الحكيم تتلوها ،أو آهات يطلقها صدرك تبثّ منه شكواك الى خالقك،أو دمعة في خلوة. أو عيادة مريض.
فعن الزبير بن العوام وعبد الله بن عمر – رضي الله عنهم – عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال : (مَن استطاع منكم أن يكون له خِبءٌ من عمل صالح فَلْيفعل) (1)
الخبيئة الصالحة زورق النجاة مشبعة بالاخلاص ،مجبولة بالصدق،محصّنة بالكتمان،يفعلها المؤمنون الصالحون الذين امتلأت قلوبهم محبة وخشية لله فتوجهوا اليه وحده،بعيداً عن العيون والأنظار في أجواء ايمانية صافية بعيدة عن الشهرة والسمعة والرياء أو العُجب والمدح.
الخبيئة الصالحة زينة العبد في خلوته،وزاد له لآخرته،وفرجاً لكربته،ونجاة له من النيران،وغرسا طيبا له في الجنان.
وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ” ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل ، فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله ، ويكفيه ، فيقول : انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه ، والذي له امرأة حسنة ، وفراش لين حسن فيقوم من الليل ، فيقول : يذر شهوته فيذكرني ولو شاء رقد ، والذي إذا كان في سفر ، وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا ، فقام من السَّحَر في سراء وضراء” حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.(2)
(1) صحيح الجامع 5/240 صححه الألباني (2) رواه أحمد والترمذي
فمِن الخبيئة الصدقات في السر فهي من اعظم العبادات التي يجزي عليها المؤمن من الله ،قال تعالى:” إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”.(1)
كما انه قد جاء في الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود وغيرهما عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “صدقة السر تطفئ غضب الرب”(وهو في صحيح الجامع)، وفي الحديث المشهورعن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ ، فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُهُ ما تُنْفِقْ يمينُهُ ، ورجلٌ ذَكَرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عيناهُ ” رواه البخاري
عيادة مريض عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ ” صححه الألباني في صحيح الترمذي
قضاء الدين ومساعدة الأيتام إذا استطعت أن تقوم بقضاء دين عن مدينين أو مساعدة أيتام: قال تعالى: ” يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم”ٌ البقرة 215
قضاء حاجة من يحتاج المساعدة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: “المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ الله فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فرَّجَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ) رواه البخاري ومسلم، وعند الطبراني بإسناد صحيح.
(1) سورة البقرة،آية 271
السلف الصالح والخبيئة
كان ابو بكر الصديق يذهب الى بيت امرأة عجوز كفيفة البصر, فيكنس بيتها، ويحلب شاتها،ولحقه ذات يوم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- فلما خرج سأل العجوز عنه. فقالت:
يأتيني كل يوم فيعمل كذا وكذا، فبكى عمر- رضي الله عنه-وقال:ويحك ياعمر أعثرات أبي بكر تتبع يا عمر!
وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك, فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
وروى الذهبي:” كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها”.
ومن أجمل ما قيل عن الصدقة: إنك لا تستطيع أن تأخذ مالك معك الى الآخرة ولكن باستطاعتك أن تجعله يستقبلك.
فالخبيئة زورق مَن ركبه نجا , وعبادة من اعتادها طهر قلبه وهذب نفسه وعودها الإخلاص , إنها العبادة في السر والطاعة في الخفاء , حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد , غير الله سبحانه , فأنت عندئذ تقدم العبادة له وحده غير عابىء بنظر الناس إليك وغير منتظر لأجر منهم مهما قل أو كثر .. وهي وسيلة لا يستطيعها المنافقون أبدًا, وكذلك لا يستطيعها الكذابون؛ لأن كلاً منهما بنى أعماله على رؤية الناس له, وإنما هي أعمال الصالحين فقط.
إن أعمال السر لا يثبت عليها إلا الصادقون, فهي زينة الخلوات بين العبد وبين ربه, ولكن في وقت قل فيه عمل السر أو كاد أن ينسى ينبغي على الحركة الإسلامية إحياء معناه, علمًا وعملاً, وينبغي على شباب الصحوة الإسلامية تربية أنفسهم عليه.
وليعلم كل امرئ أن الشيطان لا يرضى ولا يقر إذا رأى من العبد عمل سر أبدًا, وإنه لن يتركه حتى يجعله في العلانية؛ ذلك لأن أعمال السر هي أشد أعمال على الشيطان, وأبعد أعمال عن مخالطة الرياء والعجب والشهرة.
وإذا انتشرت أعمال السر بين المسلمين ظهرت البركة وعم الخير بين الناس, وإن ما نراه من صراع على الدنيا سببه الشح الخارجي والشح الخفي, فأما الأول فمعلوم, وأما الثاني فهو البخل بالطاعة في السر, إذ إنها لا تخرج إلا من قلب كريم قد ملأ حب الله سويداءه, وعمت الرغبة فيما عنده أرجاءه, فأنكر نفسه في سبيل ربه, وأخفى عمله يريد قبوله من مولاه, فأحبب بهذي الجوارح المخلصة والنفوس الطيبة الصافية النقية التي تخفي عن شمالها ما تنفق يمينها.
وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله قال: “ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله: الرجل يلقى العدو في فئة فينصب لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه, والقوم يسافرون فيطول سُراهم حتى يُحبوا أن يمَسَّوا الأرض فينزلون, فيتنحى أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم, والرجل يكون له الجار يؤذيه جاره فيصبر على أذاه حتى يفرِّق بينهما موت أو ظعن, والذين يشنؤهم الله: التاجر الحلاف, والفقير المختال, والبخيل المنان ” (1)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي قال: “عجب ربنا من رجلين: رجل ثار عن وطائه ولحافه, من بين أهله وحبِّه إلى صلاته, فيقول الله جل وعلا: أيا ملائكتي, انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته, رغبة فيما عندي, وشفقة مما عندي, ورجل غزا في سبيل الله وانهزم أصحابه, وعلم ما عليه في الانهزام, وما له في الرجوع, فرجع حتى يهريق دمه, فيقول الله لملائكته: انظروا إلى عبدي, رجع رجاء فيما عندي, وشفقة مما عندي حتى يهريق دمه” (2 )
فضائل وثمرات
– علامة صدق الإيمان
فلا يتقرب إلى الله في الخلوة إلا رجل يوقن أن الله يعلم سره ونجواه ، و ما أعلنه و ما أخفاه ، وهذا يبلغ بالعبد مرتبة الإحسان العالية .
(1) صحيح الترغيب رقم 626
(2) م.ن، رقم 625
– الثبات في المحن والشدائد والفتن
فعبادة السر من أعظم أسباب الثبات في المحن والفتن، و من أكبر أسباب القوة في ترك الشهوات والشعور بلذة العبادات، ونور الوجه والقلب، وانشراح الصدر، والتوفيق في القول والعمل.
قال ابن القيم رحمه الله: “الذنوب الخفيات أسباب الانتكاسات، وعبادة الخفاء أصل الثبات”
وقد قيل: “إن من أسباب الثبات: طاعة الخلوات فيما بينك وبين الله، والمحاسبة فيما بينك وبين نفسك، والصحبة الصالحة فيما بينك وبين الناس.
– البعد مِن الرياء
فالمرائي إنما يعمل ليراه الناس، ويحسن ليمدحوه أو يحمدوه، وأهل الإيمان والصدق إنما يعملون لوجه الله، فهم يتخفون عن أعين المخلوقين.
وقد سأل رجلٌ حذيفة بن اليمان: هل أنا من المنافقين؟
قال: أتصلي إذا خلوت، وتستغفر إذا أذنبت؟ قال: نعم
قال: اذهب فما جعلك الله منافقا
قال تعالى:” إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ” النساء 142
– أكثر أجراً وأعظم أثراً
فصدقة السر أفضل من صدقة العلانية ، وصلاة الليل أفضل من صلاة النهار ،والصوم أفضل الأعمال لأنه لا يطلع عليه إلا الرب سبحانه.
– صلاح القلب واستقامته وطهارته
وتنقيته من شوائبه، وتطهيره من سواده وبوائقه.. قال بعض الصالحين : “من أكثر عبادة السر أصلح الله له قلبه شاء العبد أم أبى.
– رصيد ينفع عند الشدائد والأزمات
قال تعالى عن يونس عليه السلام:” فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ” 144 الصافات
وفي حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة أنهم بحثوا عن الخبيئة الصالحة الخالصة ليخرجوا من أحلك الظروف.
عن ابن عمر –رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ:”
بَيْنَمَا ثَلاثَةُ رَهْطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَسِيرُونَ ، إِذْ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ ، فَسَدَّتِ الْغَارَ ، فَقَالُوا : تَعَالَوْا فَلْيَسْأَلِ اللَّهَ تَعَالَى كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا بِأَفْضَلِ عَمَلِهِ . فَقَالَ أَحَدُهُمُ : اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ جَمِيلَةٌ ، وَكُنْتُ أَهْوَاهَا ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا مِائَةَ دِينَارٍ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنَ الْمَرْأَةِ ، قَالَتِ : اتَّقِ اللَّهَ يَابْنَ عَمِّ ، ولا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلا بِحَقِّهِ . فَقُمْتُ عَنْهَا ، وَتَرَكْتُ الْمِائَةَ دِينَارٍ ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ ، أَنِّي فَعَلْتُ هَذَا خَشْيَةً مِنْكَ ، وَابْتِغَاءَ مَا عِنْدَكَ ، فَأَفْرِجْ عَنَّا ، فَانْفَرَجَ عَنْهُمْ ثُلُثُ الصَّخْرَةِ . وَقَالَ الآخَرُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، كُنْتُ أَغْدُو عَلَيْهِمَا بِصبُوحِهِمَا ، وَأَرُوحُ عَلَيْهِمَا بِغبُوقِهِمَا ، فَغَدَوْتُ عَلَيْهِمَا يَوْمًا ، فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ عَنْهُمَا ، فَيَفْقِدَا غَدَاءَهُمَا ، فَوَقَفْتُ حَتَّى اسْتَيْقَظَا ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِمَا غَدَاءَهُمَا ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَا عِنْدَكَ ، وَخَشْيَةً مِنْكَ ، فَأَفْرِجْ عَنَّا ، فَانْفَرَجَ الثُّلُثُ الثَّانِي . وَقَالَ الثَّالِثُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ ، أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا ، فَلَمَّا دَفَعْتُ إِلَيْهِ أَجْرَهُ ، قَالَ : عَمَلِي بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا ، فَتَرَكَ عَلَيَّ أَجْرَهُ ، وَقَالَ : بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَوْمٌ يُؤْخَذُ فِيهِ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ ، وَمَضَى ، فَابْتَعْتُ لَهُ بِأَجْرِهِ غَنَمًا ، وَلَمْ أَزَلْ أُنَمِّيهَا وَأَرْعَاهَا ، وَهِيَ تَزِيدُ وَتَكْثُرُ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ ، أَتَانِي ، فَقَالَ لِي : يَا هَذَا إِنَّ لِي عِنْدَكَ أَجْرًا ، عَمِلْتُ كَذَا وَكَذَا فِي وَقْتِ كَذَا وَكَذَا ، فَقُلْتُ : خُذْ هَذِهِ الْغَنَمَ ، فَهِيَ لَكَ ، فَقَالَ : تَمْنَعُنِي مِنْ أَجْرِي ، وَتَهْزَأُ بِي ، فَقُلْتُ : خُذْهَا فَهِيَ لَكَ ، فَأَخَذَهَا وَدَعَا لِي ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ هَذَا خَشْيَةً مِنْكَ ، وَابْتِغَاءَ مَا عِنْدَكَ ، فَأَفْرِجْ عَنَّا ، فَانْفَرَجَ عَنْهُمْ بَاقِي الصَّخْرَةِ ، وَخَرَجُوا يَمْشُونَ “.
القبول والثناء الحسن –
أي إطلاق الله ألسنة الخلق بالثناء عليه، وإن كان هو لا يقصد ذلك ولا يسعى إليه، أو ربما لا يرضاه، قال ابن الجوزي: “من أصلح سريرته فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في إصلاح السرائر؛ فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر”.
قال ابن المبارك: “ما رأيت أحدا ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون السريرة”.
قال ابن الجوزي: “لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت ويتخشع في نفسه ولباسه والقلوب تنبو عنه، وقدره في الناس ليس بذاك، ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته؛ فتدبرت السبب فوجدته السريرة”
قال محمد بن واسع: “من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح آخرته أصلح الله له دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس”
قال بعضهم: “ما ابتلي المؤمن ببلية شر من المعصية الخفية، ولا أوتي دواءً خيرا من طاعة الخفاء”.
اللهم تقبل منا من الأعمال صالحها !