“فري فاير” و”بابجي” يهددان حياة الشباب في غياب تام لتوجيه الآباء والأمهات والمجتمع المدني

أصبح العالم يعيش طفرة نوعية لا مثيل لها في المجال الرقمي، مكنته من تطوير إمكانيات الدول في شتى المجالات خصوصا فيما يتعلق بالبحث العلمي، الإقتصادي، والاجتماعي، إلى جانب ما عرفته المنظومة الصحية خلال الآونة الأخيرة من أبحاث ودراسات مكنت العالم من ايجاد حلول لمجموعة من الأمراض القاتلة، واستخراج آلات من عنق الزجاجة كانت فقط في الأحلام لكنها الآن بفضل هذا التطور التكنولوجي أصبحت حقيقة، إلى هنا قد تبدو الأمور عادية جدا وفيها فقط ماهو إيجابي، لكن الواقع ليس كذلك مادام الإنسان لم يواكب تلك الطفرة ولم يحسن استعماله لهذا التطور الرقمي ليكون في مستوى التطلعات.

مع كل هذا التطور الرقمي، ومع كل هذا الكم الهائل من البرامج إلكترونية، أصبح الإنسان يعيش تحت وطأة التهديد والموت البطيء، خاصة الأطفال الصغار والشباب المراهقين، لأنهم يجدون ظالتهم في هذا العالم الافتراضي دون حسيب ولا رقيب، وما يزيد الطين بلة طبعا هو غياب المراقبة الشديدة والتوجيه الصحيح من جهة الآباء والأمهات، وهذا ما يمنح للشارع فرصة ذهبية لا تعوض، لتولي دور مربي أبنائهم على حد علمه ومزاجه طبعا سلبيا كان أو إيجابيا.

وأكثر البرامج الإلكترونية تهديدا للأطفال الصغار والشباب المراهقين هي مايسمى بلعبة “فري فاير” أو “بابجي”، إذ تربي في نفوس أبنائنا وإخواننا غريزة الانتقام والقتل، واستنزاف جيوب آبائهم وأمهاتهم، الذين تجد غالبيتهم للأسف يعانون الفقر المدقع والهشاشة في هذه الأرض السعيدة، إلى جانب ماتلعبه من أدوار مهمة في تشتيت انتباه الأطفال في الأقسام وإلهائهم عن الدراسة، ناهيك عن تأثيرها السلبي على صحة وسلامة الإنسان ومايرافق ذلك من إضطرابات نفسية، وضعف البصر وفقدان الذاكرة لقدر الله.

ويشهد الشارع الأغبالي خلال الآونة الأخيرة هذه الظاهرة بشكل لايطاق، إذ تجد أينما ذهبت وارتحلت مجموعات الأطفال هنا وهناك “يشابون” وتركيزهم كله منصب على هواتفهم المحمولة ليل نهار، في غياب تام لدور الآباء والجمعيات المهتمة بالشأن التربوي بالمنطقة لإيقاف هذا النزيف، وهذا مايمنح للإدمان سبيلا فوريا لنفوس الأطفال والشباب، وسيظل الحال على ماهو عليه إلى أن يتم تكثيف الجهود وأخد بزمام الأمور بشكل جدي لوضع حد لهذه الظاهرة المهددة لمستقبل وحياة أطفالنا وإخواننا.

بواسطة
محمد أولامين - إقليم بني ملال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق