شكيب ارسلان .. داعية العروبة والمواطنة ( 2-3 )
كان شكيب أرسلان رحمه الله داعية للوحدة العربية وأول من دعا لإنشاء الجامعة العربية :
يقول شكيب أرسلان رحمه الله :
– ” الجامعة العربية هى نكتة المحيا ونشيدة آمالنا فى هذه الدنيا ” 4)
وفى عام 1925م كتب مقالا بعنوان ” أزفت ساعة الإتحاد أيها العرب ” 5)
يقول الملك فيصل رحمه الله : ” أشهد أنك أول عربى تكلم معى فى الوحدة العربية وأراد أن تكون وحدة عملية ” 6)
ويقول حبيب جاماتى : ” وكان شكيب أرسلان أول من دعا إلى إنشاء جامعة عربية , وذلك بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة ” أنظر كتاب ” 7)
يقول شكيب أرسلان رحمه الله : ” ولنا الأمل فى أن تكون العروبة سواء كانت من جهة الدم أو من جهة اللغة هى الجامعة الكلية , لا بين المسلم والمسيحى فقط , بل بين أبناء الفرق الإسلامية من سنة وشيعة ودروز وعلويين واسماعيليين , وبين الفرق المسيحية بعضها من بعض من أتباع الكنيسة الشرقية واتباع الكنيسة الغربية ” 8)
وكان رحمه الله من أكبر دعاة المواطنة محاربا ومحذرا من الطائفية متهما الاستعمار بأنه من يأجج الفتن الطائفية بالبلدان العربية :
يقول شكيب أرسلان رحمه الله :
– ” إن بين المسلمين والمسيحيين فى الشرق جامعات كثيرة : ارتباط المسلم والمسيحى بالعضوية الدموية , وبالجامعة اللغوية , وبالرابطة العربية , والمنافع المادية المشتركة ”
– إن العرب سواء كانوا مسلمين أو نصارى هم عرب , لا يقدرون أن يتبرأوا من أصلهم , ولا أن ينسلخوا عن أرومتهم العربية , ولا نزاع أن رابطة الدم كانت ولا تزال من أقوى الروابط الجامعة بين الشعوب , ولا نزاع أيضا فى أن رابطة العقيدة الدينية هى ذات تأثير عميق فى اجتماع الشعوب وافتراقها , ولكنها لا تنفى رابطة الدم , ولا تمحوها من الوجود , لا سيما إذا كانت رابطة الدم معززة برابطة الجوار ومقتضيات المصلحة المادية المشتركة .
” وزد على هذه وحدة المصلحة .. كما أن المفسدة أو المصيبة الواقعة على ذلك الوطن لا يمكن أن تصيب أحدهما وتعفو عن الآخر ”
-” إذا كانت هناك فئة باغية وفئة مبغى عليها , فلا شك أن صاحب الحق مهما كان أصله تجب له النصرة , لأن الحق لا يقف فى وجهه شئ والروابط كلها تتضاءل أمامه .
والقرآن جعل الحق فى المعاملات فوق الرابطة الإسلامية ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) ”
تعليق :
هذا مع العدو فما بالنا مع إخواننا غير المسلمين المسالمين لنا ؟!
ثم يقول : ” نحن لا نرى فى اختلاف العقائد الدينية سببا لاختلاف العقائد السياسية , بما تقدم لنا من إثبات الروابط الأخرى التى لا يمحوها اختلاف الدين ” .
وعندما يتكلم عن مسيحيى الشرق يصفهم بقوله ” أخونا المسيحى فى الشرق ” .
ويؤكد أن فكرة الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين فى الشرق لم تظهر إلا ” بعد أن فكر الغرب فى الاستيلاء على الشرق ” .
ويستشهد على ذلك ” بمحاولة الانكليز قبل الحرب العامة أن يثيروا الأقباط على المسلمين فى مصر , ليتخذوا من الأقباط أعوانا على استعمار انكلترة للديار المصرية , إلا أن الأقباط رأوا الأصلح لهم الاتفاق مع المسلمين على صيانة استقلال مصر , ومضوا فى هذه السبيل غير مترددين , ولم تكن صفقتهم بذلك خاسرة , إذ لا يوجد الإتفاق الوطنى بين أهلها أشد مما هو فى مصر , مع أن المسلمين مستمسكون بدينهم والأقباط مستمسكون بدينهم , ولكنها الجامعة المصرية عامة للفريقين بدرجة واحدة , وترى المسلمين لا يفرقون أصلا بين قبطى ومسلم , وإنما ينظرون إلى نافع وغير نافع , وطالما انتخب المسلمون عن أنفسهم نائبا من الاقباط بسبب أهليته ” كفاءته ” فكان ينبغى أن يكون مثل الأقباط والمسلمين نصب أعيننا جميعا ” 9)
-” والله لو علمت أن مسلمى نابلس أرادوا – وهو فرض محال – أن يعترضوا المائتى سامرى الذين عندهم , والذين هم بقية كل من بقى من السمرة على وجه الأرض , وذلك فى شئ عائد إلى شعائرهم الدينية , أو أرادوا مثلا أن يجبروهم على الصلاة بالعربى , لكنت أول من اعترض وخاصم عن السمرة , وأقمت القيامة من أجل حريتهم الدينية ” 10)
ويقول : ” وأهم قرار يجب أن يتخذوه بعد قرار الاستقلال التام هو قرار المساواة التامة بين الأهالى من جميع الطوائف والمذاهب , وأن البلاد هى لأهلها وحدهم , ومن كل فريق منهم ” 11)