رسائل حاتم على .. للعرب (1-2)

بطاقة حياة :
-ولد فى 2-6-1962م بهضبة الجولان بسوريا
-تخرج من المعهد العالى للفنون المسرحية بدمشق عام 1986م
– مارس التمثيل والكتابة والإخراج والإنتاج .

-من أعماله :
التغريبة الفلسطينية , الملك فاروق , الفاروق عمر , صلاح الدين الأيوبى , صقر قريش , ربيع قرطبة , ملوك الطوائف , الزير سالم وغيرها .
-حاز كثيرا من الجوائز العربية والدولية كأفضل مخرج .
-توفى بنوبة قلبية بالقاهرة فى 29-12-2020م ودفن بمقبرة الباب الصغير بدمشق .

يعتبر المخرج السورى حاتم على من أهم مخرجى الدراما التاريخية , وأعماله التاريخية الرائعة تشهد له بهذا ؛ حتى أنها دفعت وحفزت كثيرا من الشباب العربى لقراءة التاريخ العربى بعد أن قدمه مخرجنا الرائع بطريقه عميقة ورائعة معا .

ومن أهم أعماله التاريخية مسلسل ” صقر قريش .. عبد الرحمن الداخل ” الذى عرض فى 2002م وكتبه الكاتب الفلسطينى الكبير الدكتور / وليد سيف بحرفية كبيرة مخاطبا الحاضر بعبر الماضى , من خلال مشاهد رائعة من ناحية المضمون والآداء لفنانين كبار وقمم فى الآداء وتقمص الشخصية يعرفون الرسالة الحضارية للفنان أمثال : ” جمال سليمان , باسم ياخور , محمد مفتاح , خالد تاجا , غسان مسعود , سلاف فواخرجى , أمل عرفة وغيرهم من فريق العمل ” .

فى هذا المسلسل الرائع الذى عرض فى 2002م رسائل هامة للعرب عموما ” حكاما وشعوبا ” يا ليتهم أخذوا بها وفطنوا إليها قبل طوفان 2011م .
وسنستعرض معا هذه الرسائل الهامة جدا :
-أخطر ما فى النبوءة .. ليس ما فيها من خبر الغيب وحقائق الأقدار .

ولكن ما تبعثه فى نفوس الرجال من الطمع ؛ فيجتهدون فى تحقيقها اجتهاد المستيقن بها .
-خير الفرسان من عرف قوة خصمه , كما عرف مواطن ضعفه
والحرب ليست الضرب بالسيف والطعن بالرمح فحسب :
إنما هى أولا التدبير والخطة والنظر والخدعة
وأن تلزم عدوك أن يحاربك وفق ما عندك من أسباب القوة , لا وفق ما عنده منها .

وما هزم قوم بقوة خصمهم ؛ حتى هزموا أولا بأخطائهم وأسباب ضعفهم , المهم أن تعرفها ثم تستغلها .. هذا هو الفرق بين الجندى والقائد .
-إن الأمور تتغير وما لا تجيزه العادة , تحققه القدرة والعزيمة .
-إن المال عصب الدولة .. وضبط دفاتره وموارده ومصاريفه ودواوينه من أولى مهمات الحكم
فمنه نفقة الحرب ورخاء السلم وعلى ولى الأمر أن يراجعه بنفسه ويضبطه بعلمه .

فإذا عرف عنه عماله ذلك ؛ صاروا على منهاجه ويأس الشيطان من أن يغرى أحدهم بالخيانة لأنه يعلم أنه لا ينجو .
ولا تقولن هذا رجل هو أهل للثقة ؛ فلا نراجع على عمله كأننا نخونه ؛ فإن المال حلو غرار وللشيطان طرقه , والإنسان يتأول لنفسه ليصوغ ذلته .
فلا تعن الشيطان على الناس , فإنك إن تقطع عليهم أسباب الفتنة بالمال تحييهم وتمنعهم من بطشك إذا خانوا .
-أما فساد الرأى :
فأن يضع السلطان الندى موضع السيف .. وأن يضع السيف موضع الندى.

ولذلك لا تشهر سيفك إلا لتهوى به .
ولا تعمد إلى ذنب الأفعى ؛ فالسم فى رأسها .
فإذا رأى الناس حزمك فى قمع الفتنة ؛ فتكون بذلك قد حميت ملكك ووفرت دمائهم .
وقدم الرأى ؛ فالسيف بلا رأى يقطع صاحبه .
وقد تأخذ العدو بالخدعة والتدبير , أكثر مما نأخذه بالسيف .
-أين ذهبت تلك الروح العظيمة التى خرجت بها جيوش الفتح ؟!

كيف أخلت مكانها لطمع الغنيمة وعصبية القبيلة .
-مازالت العرب على هذا : وطن الرجل عصبته أينما حلت .
كرامته من كرامتها وشوكته من شوكتها ؛ تصونه من ظلم السلطان أو يكون لديها السلطان .

-الإسلام لم يمنع قبائل العرب من أن يحفظوا أنسابهم !!
فلماذا علينا أن نمحو إرث آباءنا وأجدادنا وذاكرة أنسابنا وآدابنا وتواريخنا لكى نكون مسلمين ولم يكن على العرب مثل ذلك ؟!
لماذا ينكرون علينا ما لا ينكرون على أنفسهم ؟!
أو ليس الإسلام للناس كافة ؟!
-كيف تخلو قلوب الرجال من الرحمة ؛ إنها شهوة الملك وغلبة الأطماع .
-الإنسان رغبة وعقل وإدارة , فإن خلى من أحدها لم يبلغ منها شيئا .

والرغبة عندى سيل جارف كالطوفان
وبالعقل أربطه كى يسقى الزرع ولا يهلك الضرع
وجماع ذلك كله الإرادة .
-غير قبل أن تتغير الدنيا عليك .
-أما العرب فقد عزوا بالإسلام وعز الإسلام بهم أولا
ثم ما لبثوا أن تقطعوا قبائل وعصبا
فولاء أحدهم ينصرف إلى قبيلته أولا
وهو مع الدولة ما دامت الدولة مع قبيلته .
-نقطع أسباب الفتن قبل وقوعها , فنحمى بذلك من يمكن أن تأكله بنارها .

وإذا لم يسرع أصحاب الدولة الجديدة إلى الحجامة والفصد ؛ لإقصاء الدم الفاسد القديم
واستبقاء الدم النقى الجديد , فما يلبث أن يرجع الجسم إلى فساده .
إذا هو السيف لقيام الدولة , وفصد الدم لدواء العلل .
-لا حياة لمن قبل الذلة .
هذا هو الفرق بين رجل لا يرى من الدنيا غير يومه ؛ فيضع مستقبله على قدره، ورجل يرى حال يومه ظرفا لا يدوم , فيرى ما يريد المستقبل به .

-هل هذا الرجل الدنئ أشد ضررا من بعض أولئك السادة الكبراء والملوك والأمراء والعظماء, الذين قدموا على قصور الرصافة ونزلوا فى مثلها , واستباحوا دماء الخلق وأموالهم ونساءهم ؟!
إلا أنها تسمى حروبا ويخرج المنتصرون منها أبطالا !!
وكلهم .. كلهم يستعمل آيات الله ويتناولها حسب غرضه
ولا حول ولا قوة إلا بالله .

بواسطة
محمد حسينى الحلفاوى - مصر
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق