الآثار ومصيرها من الحرب…!!
الحرب الدائرة في الوطن العربي غيرت الكثير من الملامح السياسية والاقتصادية والجغرافية للبلاد، وجعلت التاريخ ينحدر الى هاوية الضياع، وأحالت الآثار الى مجرد أساطير كان يتداولها آبائنا واجدادنا.
الآثار التاريخية أخذت قسطها المأساوي من من الحرب، بقدر ما اخذه الجانب الإنساني، او اقل قليلا.
ظلت فكرة الآثار واختزالها للحضارة والهوية، منطلقا في تحديد تاريخ اي امة من الامم، واعتبرت الآثار هي البطاقة التعريفية للإنسان الحديث، والتي توثقه وتربطه بماضيه.
إلا انه في الآونة الأخير، وبسبب الحرب الشعواء، وما بعد الربيع العربي لم يعد لتلك الآثار اي معنى بالنسبة للشعوب والدول، وذهبت الى معنى آخر كسلعة ثمينة بيد التجار ولصوص الآثار، الذين لا يقدرون ان الآثار لم توجد لبضعة دولارات، وانما وجدت لتشرح ماضي اجدادنا والحضارت التي سبقتهم، وتعرفنا بمعضم تفاصيل حياتهم، واسلوب معيشتهم.
إن لصوص الآثار وجدوا هذه الحرب كستار يخفي جرائمهم، ومن جهة اخرى وجدها تجار الحرب ذريعة لسحق تلك الآثار وطمس هوية الانسان العربي، ورغم ذلك فهم لا يعلمون ان الهوية العربية لا يمكن طمسها فهي متأصلة الجذور منذ الجد الأول.
سوريا واليمن هما الدولتين الأكثر تضررا من الحرب، الأكثر تسجيلا لحالات التدمير والسرقة للآثار، وذلك لأنهما وقعا في كماشة الحرب التي اطبقت عليهما، وجعلتهما متشدقتين في وسائل العيش فقط، في هكذا حرب ضارية.
حتى تلك الشعوب لم يعد يهمها تلك الآثار وما آلت اليه، فبماذا ستفيدهم، وهم يتألمون من الجوع والمرض، ويعانون من ويلات الحرب.
وتأتي تلك النظرة القاصرة، الى طبيعة الثقافة التي لم تركز اهتمامهم على اهمية التاريخ ودراسته، وكيف ان الآثار تختزل الهوية الثقافية والحضارية للمجتمع.
وبدورنا يجب ان نعزز من مفهوم الحضارة، والتاريخ اللذان نفهمها من خلال دراسة الاثار.
وكيفية الأخذ من ذلك التاريخ، والاستفادة منه لخدمة المجتمع في الوقت الحالي.
والتوعية من مخاطر السرقات، التي تسيء للدولة والشعب، والتي لا تقل بشاعتها عن بشاعة الحرب، وضررها على المجتمع.