دفاعا .. عن السيد أحمد البدوى ( 3-3 )
5-إتهام السيد أحمد البدوى بأنه لم يصل ولم يركع لله ركعة :
الرد :
يقول الدكتور جودة المهدى :
” وزعموا – زورا وبهتانا – أنه كان متحللا من التكاليف الشرعية إيجابا وسلبا فادعوا عليه ترك الصلاة وحاشاه وهو الصوام القوام العابد الأواه . كيف يتصور ذلك ممن أجمعت المصادر التاريخية وأئمة علماء الأمة على تحققه بالصلاح والتقوى فكان قدوة للهداة والمصلحين ومثلا أعلى لشيوخ الإسلام والدعاة المتقين ” 13)
ويقول الشيخ شمس الدين :
” وكان له إمامان يصليان به … وكان إذا جن الليل يقرأ القرآن إلى الصباح ” 14)
ويقرر الإمام عبد الحليم محمود : ” وهو لم يكن محافظا على الصلاة فى أوقاتها فحسب , وإنما كان محافظا علي الصلاة فى وضعها الكامل , أعنى فى جماعة , وقد خصص لذلك إمامان يصليان به , فإذا غاب أحدهما كان الآخر موجودا حتى تكون الأوقات كلمها متسمة بالكمال المطلوب , وكان على غرار كثير من الصوفية يتحاشى أن يصلى إماما , وذلك ليتجرد كل التجرد عن أن يشوب أعماله رائحة المظاهر أو سمة التظاهر ” 15)
6- إتهام السيد أحمد البدوى بأنه دخل المسجد وتوجه إلى القبلة وبال فيها والمرجع كتاب الشعرانى :
الرد :
هذه الرواية منسوبة إلى أبى حيان الأندلسى .. أوردها السخاوى فى تاريخه قائلا :
” وحدث المقريزى فى عقوده عن شيخه أبى حيان قال : ” ألزمنى الأمير ناصر الخطيب المسير معه لزيارة أحمد البدوى بناحية طنتدا فوافيناه يوم الجمعة …. إلى أن حان وقت الصلاة فنزلنا معه إلى الجامع وجلسنا لانتظار إقامة الجمعة فلما فرغ الخطيب وأقيمت الصلاة وضع الشيخ أحمد رأسه فى طوقه بعدما قام قائما وكشف عن عورته فى حضرة الناس وبال على ثيابه وعلى حصر المسجد واستمر ورأسه فى طوق ثيابه وهو جالس حتى انقضت الصلاة ولم يصل ” 16)
وهذه رواية ساقطة مكذوبة لأسباب :
أبو حيان الأندلسى ” 654ه – 745ه ” خرج من الأندلس متجها إلى مصر سنة 679ه أى بعد وفاة السيد أحمد البدوى 675ه , وبذلك تكون روايته عن السيد أحمد البدوى مكذوبة وغير صحيحة .
يقول الدكتور محمد نصار : ” أبو حيان معروف بتحامله على كثير من السادة العارفين , ويروى عنه فى هذا حكايات بعضها مكذوب منها حكايته فى سب العفيف التلمسانى قدس الله سره وهى مكذوبة لأن العفيف غادر مصر قبل أو فى أوائل استقرار أبى حيان بها , وكان الأخير شابا صغيرا وكان العفيف شيخا كبيرا على كل حال , كما فى الحكاية أن ابن سبعين جده لأمه , بينما العفيف ولد قبل ابن سبعين بأربعة سنوات !!
ولأبى حبان حكاية أخرى مع سيدى أحمد البدوى أراها مكذوبة كذلك حيث توفى السيد رضى الله عنه سنة 675ه ولم يدخل أبو حيان مصر إلا سنة 679ه ومع هذا شاعت عنه مثل هذه الحكايات بسبب إنكاره على السادة العارفين ” 17)
والمثير للدهشة كيف ينقل السخاوى هذه الرواية الساقطة التى تسئ للعارف بالله السيد البدوى – ولم يعلق عليها – مع أنه يعترف بولايته ويجله فى كتابه ” الضوء اللامع ” قائلا : سيدى أحمد البدوى ؟!
وهناك رواية ساقطة أخرى عن مجهول تدعى أن السيد البدوى ومريديه كانوا يتبولون على معارضيهم … فتأمل !!
7-الانتقاص من السيد أحمد البدوى لعدم الزواج :
الرد :
المعروف فقهيا أن الزواج ليس واجبا على كل المكلفين .
فقد يكون الزواج واجبا عند من يخاف على نفسه الفتنة .
وقد يكون مكروها أو حراما عند غير القادر على واجباته وتبعاته .
وقد يكون مندوبا كما هو الحال مع أكثر المكلفين .
لذلك فإن عدم زواج السيد أحمد البدوى ليس نقيصة وليس مخالفة شرعية .
والغريب أن أدعياء السلفية نسوا أو تناسوا أن إمامهم وشيخهم ابن تيمية لم يتزوج !!
يقول الإمام عبد الحليم محمود :
” كانت خطة السيد التى وضعها لنفسه هى أن يخلص للدعوة , إنه لا يحرم الزواج ولا ينفر منه , أنه لا يحرم حلالا كما لا يحل حراما , وهو لا يدعو إلى الرهبانية التى تتمثل أوضح ما تتمثل فى الامتناع عن الزواج , كلا , فالزواج شريعة الإسلام , وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولكنه وجد أن العالم الإسلامى فى حاجة إلى تفرغ تام , وأن الدعوة تستغرق عمره وأعمارا مع عمره , فحزم أمره على التفرغ الكامل للدعوة , إنه لم يجد القوة التى كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عند خيار أصحابه من رجال الدعوة , والتى مكنتهم من الزواج والدعوة معا , وحب الدعوة وإرادة النهوض بالعالم الإسلامى صرف الكثير من رجال الإصلاح عن الزواج طيلة حياتهم , أو جزءا كبيرا من حياتهم , والأمثلة كثيرة على مجرى التاريخ ” 18)
8- إتهام السيد أحمد البدوى بأنه لم يترك من علم أو تفسير أو أى شئ من العلوم الشرعية
الرد :
يقول الإمام عبد الحليم محمود :
” لم يؤلف السيد كتبا .. وإنما ربى رجالا وأبطالا , وكان مثله فى ذلك الإمام الشاذلى الذى قال : ” كتبى أصحابى , ولقد كان للسيد فى هذا المجال : مجال تربية الرجال , ثروة وآثار هائلة وما يزال المدد متصلا , وما من شك فى أن للسيد فى عالم الطريق : أورادا وأذكارا ونصائح وآثارا كبيرة , بيد أن ما نقل إلينا عنه لا يتناسب وما كان ينبغى أن يكون من الحرص على آثار السيد ونقلها ” 19)
ومن مريدى السيد أحمد البدوى الذين رباهم بجامعته ثم انتشروا فى الآفاق العالم الإسلامى هادين للتصوف الحق :
( الشيخ حسن القلينى ” كوم قلين ” , الشيخ أبو بكر الدقدوسى ” ناحية دقدوس ” , الشيخ سعدون ” مدينة بلبيس ” , الشيخ رمضان الأشعث ” مدينة منف ” , الشيخ على البراق ” سبرباى ” , الشيخ يوسف البرلسى ” البرلس ” , الشيخ على البلعلبكى ” بعلبك الشام ” , الشيخ سعد التكرورى ” حوران الشام ” , الشيخ ” عز الدين الموصلى ” الموصل ” , الشيخ على الكنبراوى والشيخ عوسج المصرى ” اليمن ” , الشيخ بشير ” باب المعلاة مكة ” ) 20)
وللسيد أحمد البدوى صلوات مشهورة منها :
صلاة الأنوار :
” اللهم صل على نور الأنوار وسر الأسرار وترياق الأغيار , ومفتاح باب اليسار , سيدنا محمد المختار , وآله الأطهار , وأصحابه الأخيار , عدد نعم الله وأفضاله ” .
وصلاة نور القيامة :
” اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد , شجرة الأصل النورانية , ولمعة القبضة الرحمانية , وأفضل الخليقة الإنسانية , وأشرف الصورة الجسمانية , ومعدن الأسرار الربانية , وخزائن العلوم الاصطفائية , صاحب القبضة الأصلية , والبهجة السنية , , والرتبة العلية , من اندرجت النبيون تحت لوائه فهم منه وإليه , وصل وسلم وبارك عليه , وعلى آله وصحبه , عدد ما خلقت , ورزقت , وأمت , وأحييت , إلى يوم تبعث من أفنيت , وسلم تسليما كثيرا , والحمد للله رب العالمين ”
9-إتهام السيد أحمد البدوى لا يغير ملابسه حتى تذوب وتتسخ
الرد :
يقول الدكتور محمد إبراهيم العشماوى : ” إن قذارة الثياب أمر نسبى يختلف من عين إلى عين , ومن حال إلى حال , وقد تبدو لى الثياب نظيفة وتبدو لك متسخة ومع النسبية لا يمكن الجزم بأن ثيابه قذرة , على أن شأن الزهاد والعباد التقشف فى أمر الثياب وترك الزينة , انشغالا بما هو أعظم , وما يروى عن سيدنا عمر رضى الله عنه من لبس المرقعات ووقائع السلف الصالح فى الزهد والتقشف كاف فى الرد على هذه الشبهة ” 21)
10- إتهام السيد أحمد البدوى بأنه زنديق :
الرد :
وهذا ديدن الخوارج قديما وحديثا .. تكفير المخالف وإتهامه بالكفر والزندقة , مخالفين التحذيا يرات النبوية بعدم تكفير من ينطق بالشهادتين .
قال الشيخ ابو بكر بن فورك رحمه الله : ” الغلط فى إدخال ألف كافر بشبهة الإسلام ولا الغلط فى إخراج مسلم واحد بشبهة كفر ” 22)
يا إلهى :
هل نترك الأئمة الأعلام الذين اعترفوا بفضل وإمامة السيد أحمد البدوى أمثال الأئمة الأعلام
” ابن حجر العسقلانى , والمقريزى , وابن الملقن , والسيوطى , والشعرانى , والمناوى , ونور الدين الحلبى , محمد ماضى أبو العزائم , صالح الجعفرى , محمد خليل الخطيب , محمد زكى إبراهيم , عبد الحليم محمود , محمد متولى الشعراوى وغيرهم كثير ” .
ونأخذ بشبهات الأغمار الجهال أدعياء السلفية ونكفر أحد أعلامنا الكبار ؟!
بأى فقه وبأى دين يتم تكفير الإمام السيد أحمد البدوى ؟!
ولكن هذا ليس غريبا على الخوارج فقد كفروا الإمام عليا كرم الله وجهه واغتالوه وهو يصلى فى المحراب !!
وبعد ….
الأمر جد خطير … فمثل هذه المنشورات لها آثار وخيمة على جميع الأصعدة
تخيلوا شاب قرأ هذا المنشور وتم شحنه أن السيد أحمد البدوى زنديق وكافر !!
أليس من السهل تجنيده عن طريق أى جماعة إرهابية لتفجير المقام بزائريه !!
هل ننتظر حتى تحدث هذه الفاجعة ؟!
أين دور مؤسساتنا الدينية والثقافية فى الرد على هذه الأكاذيب ؟!
أين مباحث الأنترنت من هذه المنشورات التحريضية ؟!
وأخيرا نؤكد أن أولياء الله الصالحين سيبقون فى عليين مهما تطاول عليهم الأغمار .
الهوامش :
13- أنظر كتاب ” السيد أحمد البدوى إمام من أئمة أهل السنة ” تأليف الأستاذ الدكتور / جودة محمد أبو اليزيد المهدى عميد كلية القرآن الكريم بطنطا .. الدار الجودية
14- أنظر كتاب ” أقطاب التصوف .. السيد أحمد البدوى رضى الله عنه الإمام عبد الحليم محمود ط4 دار المعارف عبد الحليم محمود ص 121,120
15- أنظر كتاب ” أقطاب التصوف .. السيد أحمد البدوى رضى الله عنه الإمام عبد الحليم محمود ط4 دار المعارف عبد الحليم محمود ص 121
16- أنظر كتاب ” الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ” شمس الدين السخاوى ج9 ص 150
17- أنظر كتاب ” شرح عقيد الإمام الغزالى ” سيدى أحمد زروق تحقيق الدكتور محمد عبد القادر نصار ط1 سنة 2007م الناشر دار الكرز .. مصر هامش ص 74, 75
18- أنظر كتاب ” أقطاب التصوف .. السيد أحمد البدوى رضى الله عنه الإمام عبد الحليم محمود ط4 دار المعارف عبد الحليم محمود ص 34,33
19- المرجع السابق ص 109
20- المرجع السابق ص 70-85
21- مقال ” السيد أحمد البدوى شبهات وردود ” للدكتور محمد إبراهيم العشماوى أستاذ الحديث الشريف وعلومه كلية أصول الدين جامعة الأزهر بطنطا , موقع صوت الشعب
22- كذا نقله القاضى عياض فى الشفاء