بانتظار عدالة السماء…!
لم يفاجئني خبر مقتل الناشط لقمان سليم، لأن عودة مسلسل الاغتيالات امر اتوقعه، لا بل هو منتظر ومتوقع من كل اللبنانيين. واعتقد ان هناك قائمة أهداف جاهزة عند ذلك المجرم، الذي ما زال يسرح هنا ويمرح هناك.
عندما اقرت المحكمة الدولية، أجمع المراقبون انها أوقفت مسلسل الاغتيال. لكن حسب رأيي لما أعلنت المحكمة قرارها الاتهامي، باتهام شخص واحد، – وبغض النظر عن تبرير ذلك ام لا- فإنها فتحت باب الاغتيالات من جديد، فالمجرم شعر بأمان.
ما فاجئني هي ردة فعل بعض الكتاب، انهم يعولون على كشف الحقيقة وكأنهم يتناسون – وعن قصد- ان لقمان سليم ليس الاول، ولن يكون الأخير.
وايضا فاجأني مانسمع عن المطالبة بالتحقيق سواء من رئيسي الجمهورية والحكومة، او من القادة الأمنيين! فكلامهم ماهو الاكمخدر بسيط، سرعان ما سيتلاشى اثره بعد عدة أيام.
فهل كشف من قتل المصور جو بجاني؟ وهل عوقب من قتل هاشم السلمان؟ ثم من قتل سمير قصير ومحمد شطح؟
ثم ألم يمضي على انفجار مرفأ بيروت اكثر من ستة أشهر، فماذا أسفرت التحقيقات التي تعهد وزير الداخلية بانهائها بخمسة أيام؟ وماذا ينتظر القاضي صوان حتى يتابع تحقيقاته؟! الخلاصة من كل جرائم القتل والاغتيال ان قتلهم هو رسالة لكل من يملك فكرا ورأيا حرا، هو رسالة للرأي الآخر أيا كان هذا الآخر .
نعم قتل لقمان سليم، لينضم الى قافلة المقتولين ظلما وغدرا، ولا يسعنا الا ان نقف الى جانب عائلته واصدقائه نواسيهم ولكن هل تنفع المواساة؟
قلتها واقولها، طالما ان المجرم لم يذكر اسمه حتى،، فالقاتل سيستمر في جرائمه ولن يردعه رادع. والمطلوب ان كنا عاجزين عن ادانته ومعاقبته، فعلى الاقل لنعلن اسمه على الملأ ولنكشف القناع عن وجهه ليأخذ الأحرار احتياطاتهم، وحذرهم منه عند رؤيته.
ورهاننا ان محكمة السماء وحدها هي من سينصف كل أولئك المقتولين ظلما، وستعاقب القتلة.