مفاتيح الجنة..
ورد في القرآن الكريم آيات صريحة، تبين أن دخول الجنة مرتبط بعمل الإنسان، ومتوقف على سعيه وجهده في هذه الحياة.
قال تعالى عز وجل:
((ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون))
سورة الأعراف ٤٣
وقال تعالى عز وجل:
((الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون))
النحل ٣٢
وقال تعالى عز وجل:
((وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون))
الزخرف٧٢
فهذه الآيات وما شابهها تدل على أن سعي الإنسان وكسبه والعمل بما أمر الله به كان سببًا لدخوله الجنة
ولنقف قليلاً عند قوله تعالى عز وجل:
((وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ))
سورة محمد:٦
ذكر الله عز وجل انه قد عّرَف الجنة لنا فما المقصود من هذا التعريف؟
ان في الدنيا جنة، فما هي هذه الجنة؟
جنة الدنيا انما هي القُرْبُ من الله -عز وجل-
هنالك العديد من الأمور الجميلة في هذه الدُّنيا ولكن ان اجمل ما فيها أن تتَّصِلَ بالله عز وجل، القرب من الله عز وجل، في الدنيا المؤمن القريب من الله سعيد ولو كان بيتُه صغيرا ودخلُه قليلا وصحَّتُه معلولةً، لأن الله عز وجل حينما يفتح رحمتَه ينقلب كلُّ شيء إلى عطاءٍ، ومن عرف حلاوة طعم القرب من الله عز وجل سيعرف حقيقة الجنَّة
قال تعالى عز وجل:-
((سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ))
سورة محمد:٥
هنالك العديد من الأعمال التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم التي ستدخلنا الجنة وان هنالك ايضاً العديد من الأعمال التي وضحها رسولنا الحبيب عليه افضل التسليم في السنة المطهره، هذه الأعمال واضحة
ولكن هنالك حلقة تربط جميع هذه الأعمال مع بعضها البعض هنالك عمل مهم يجب على كل مسلم القيام به، الا وهو الشهادة فقول “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله” انما هو اول عمل يجب على كل مسلم القيام به
ما معنى مسلم؟
المسلم هو من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقام أركان الإسلام من صلاة وصيام وزكاة وحج لبيت الله لمن استطاع إليه سبيلا
أما من ناحية المعاملة فالمسلم هو من سلم الناس ((ليس المسلمون فقط! بل الناس أجمعين)) من لسانه ويده، ويعامل الناس بما يحب أن يعاملوه، ومساعدة الفقير والمحتاج
كما ورد في القرآن والسنة
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
“من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة، قيل: وما حقها؟ قال: أن تحجزه عن محارم الله”
مفاتيح الجنة:
المفتاح الأول
الإيمان والعمل الصالح
قال الله عز وجل:
((والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون))
سورة البقرة: ٨٢
جاء في القرآن الكريم الأيمان كأهم الأسباب الموصلة إلى الجنة بإذن الله تبارك و تعالى ، ولكنه دائما يأتي مقرونا بالعمل الصالح لذلك لا تكاد تجد موضع فيه ذكر للأيمان وأنه سببا لدخول الجنة إلا وهو مقرون بالعمل الصالح ، وباب الأعمال الصالحة والحمد لله واسع وكبير وطرق كسب الثواب عظيمة ومتعددة لا يحصيها إلا الله سبحانه وتعالى
المفتاح الثاني
التقوى
قال الله عز وجل:
((إن المتقين في جنات وعيون))
سورة الحجر: ٤٥
وقال الله عز وجل:
((وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين))
سورة آل عمران: ١٣٣
التقوى هي أن نعمل بطاعة الله على نور من الله (أي كما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم) نرجوا ثواب الله وأن نترك المعاصي خوفاً من الله عز وجل
المفتاح الثالث
طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-
قال الله عز وجل:-
(ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ، ومن يتولى يعذبه عذابا أليما)
سورة الفتح: 17
المفتاح الرابع
التوبة
قال الله عز وجل:
((إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلون شيئا))
سورة مريم: ٦٠
المفتاح الخامس
الاستقامة على دين الله عز وجل
قال الله عز وجل :
((إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون . أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاءا بما كانوا يعملون))
سورة الأحقاف: ١٣
المفتاح السادس والسابع والثامن والتاسع
المنفقون في السراء والضراء، والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس الإستغفار عند فعل الفاحشة او ظلم النفس
قال الله عز وجل:
(الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَالضَّرَّآءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
آل عمران: ١٣٤-١٣٥
الفاحشةُ هي الكبائرُ مثل قتلِ النفسِ المُحَرَّمَةِ بغيرِ حقٍّ وعقوقِ الوالدين وأكل الرِّبا وأكل مالِ اليتيمِ والتَّوَلِّي يومَ الزَّحفِ، والزِّنَا والسرقةِ ونحوها من الكبائرِ.
المفتاح العاشروالحادي عشروالثاني عشر والثالث عشر والرابع عشروالخامس عشر
الخشوع في الصلاة والاعراض عن اللغووايتاء الزكاة والحافظون لفروجهم ومراعاة الأمانة والعهد، والمحافظة على الصلاةز
قال تعالى عز وجل:
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ فَاعِلُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَى وَرَآءَ ذلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ . والَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ.أُوْلَـئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ . الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
المؤمنون: ١-١١
يُلازِمونَ على حفظِها من الإضاعة والتفريطِ، وذلك بأدَائِها في وقتِها على الوجهِ الأكملِ بشروطِها وأركانها وواجباتِها. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أوصافاً كثيرةً في القرآن لأهلِ الجنةِ سوى ما نقلناه هنا، ذَكَر ذَلِكَ سبحانَهُ ليتَّصفَ به مَنْ أرادَ الوصولَ إليهَا.
المفتاح السادس عشر
طلب العلم لوجه الله -عز وجل-
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
“”من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ،و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه””
صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
المفتاح السابع عشر
بناء المساجد
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة”
صحيح البخاري عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-
المفتاح الثامن عشر والتاسع عشر
حُسن الخلق وترك الكذب
قال -صلى الله عليه وسلم-:
“أنا زعيم بيت في ربض الجنة ، لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب ، وإن كان مازحا ، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه”
رواه أبو داود والضياء ، صحيح الجامع ١٤٦٤
المفتاح العشرون
الذهاب إلى المسجد والعودة منه لأداء الصلوات
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح”
البخاري ومسلم عن عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
المفتاح الواحد والعشرون
الإكثار من السجود لله -عز وجل-
عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته ، فقال لي : “سل”، فقلت : أسأل مرافقتك في الجنة ،
فقال: “أو غير ذلك” ، قلت : هو ذاك ، قال: “فأعني على نفسك بكثرة السجود”
صحيح مسلم عن ربيعة بن كعب -رضي الله عنه-
المفتاح الثاني والعشرون
الإحسان
قال الله -عز وجل-
((فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ))
المائدة: ٨٥
المفتاح الثالث والعشرون
الحج المبرور
قال -صلى الله عليه وسلم –
(من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)[رواه البخاري وغيره فتح الباري 3/382]وقال صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) [ رواه الأمام أحمد الطبراني ، صيح الجامع 3170
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ))
[البخاري عن أبي هريرة]
المفتاح الرابع والعشرون
قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-::
“من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت”
أخرجه النسائي وابن السني وغيرهما
المفتاح الخامس والعشرون
صلاة اثنتي عشرة ركعة كل يوم وليلة تطوعا لله -عز وجل-
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“من صلى في يوم وليلة اثنتين عشرة ركعة بني له بيت في الجنة : أربعا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الغداة [الفجر]”
رواه الترمذي والنسائي عن أم حبيبة -رضي الله عنها-.
المفتاح السادس والعشرون
إفشاء السلام وإطعام الطعام وصلة الأرحام والصلاة بالليل
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
“يا أيها الناس : أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”
رواه ابن ماجه وغيره عن عبد الله بن سلام
المفتاح السابع والعشرون
الصدق في الحديث والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وحفظ الفرج وغض البصر وكف اليد
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“اضمنوا لي ستا من أنفسكم اضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم”
رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم عن أحمد بن عبادة الصامت
المفتاح الثامن والعشرون
كفالة اليتيم
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
“أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى”
صحيح بخاري
اليتيم له حق كبير، فمن كفل يتيماً، وحسن رعايته، وثمر له ماله، وحفظه، وقوم له أخلاقه، وعرفه بربه، فهذا سبب كاف لدخول الجنة.
المفتاح التاسع والعشرون
عيادة المريض أو زيارة أخ في الله
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“مَن عاد مريضا، أو زار أخا له في الله، ناداه مناد: أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا” رواه الترمذي عن أبي هريرة
المفتاح الثلاثون
مَن توضأ فأحسن الوضوء ثم قال الدعاء
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“مَن توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء” صحيح الجامع
المفتاح الواحد والثلاثون
رعاية بنات ثلاث أو أخوات ثلاث
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ اتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَقَامَ عَلَيْهِنَّ كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ الْأَرْبَعِ” رواه الإمام أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“مَن عَالَ جَارِيَتَيْنِ دَخَلْتُ أَنَا وَهُوَ الْجَنَّةَ كَهَاتَيْنِ وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْه”
رواه الترمذي عن أنس
من ربى بنت واحدة على طاعة الله، فيحجبها، ويعلمها القرآن وحقوق الزوج، ويربيها تربية إسلامية صالحة، يدخل الجنة وقد يموت الأب والأم، وتبقى الأخت عند أخيها، فإذا رعاها وأكرمها ودلها على الله، وتحمل نفقتها فأخته سبب لدخوله الجنة.
المفتاح الثاني والثلاثون
الصوم
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“إن في الجنة بابا يقال له الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم،
يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد متفق عليه عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-
المفتاح الثالث والثلاثون
نهي النفس عن الهوى
قال الله _عز وجل_:
(واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي الماوى )
سورة النازعات: ٤٠-٤١
المفتاح الرابع والثلاثون
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“لله تسعة وتسعون اسماً مائة إلا واحدة لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر”
وفي رواية: “من أحصاها .. دخل الجنة”
متفق عليه عن أبي هريرة _رضي الله عنه_
المفتاح الخامس والثلاثون
المداومة على التطهر عند كل حدث وصلاة ركعتين بعد الأذان
روى الأمام الترمذي في سننه والحاكم وابن خزيمة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال: “أصبح رسول الله يوما فدعا بلال، فقال : “يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ؟ إنني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك [أي صوت مشيك] أمامي ؟”
فقال بلال : يا رسول الله، ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، ولا أصابني حدث قط إلا توضأت عنده”