ﻣﻠﻒ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻳﺸﻜﻞ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ

إيمانا منا أن لا خريف دائم ولا خفر يدوم، وأن الليل وإن طال ينجلي، وأن الشمس بعد الدنو تشرق.

للمجتمع أعمدة إذا اصطفت و تماسكت تماسك و إياها بنيانه، و إن اهتمام المجتمع والمنظومة ككل بالأستاذ و إعطائه تلك المكانة التي وجب أن يتبوأها تجعله يرقى بشرائح المجتمع من أسفل الهرم إلى أعلاه، فلولا المعلم و الأستاذ ما كان الوزير و المستشار و ما كان المهندس و الدكتور، فالمسؤولية الملقاة على عاتق رجال و نساء التعليم حاسمة في مدى رقي البلاد فكريا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا، لنستفيق في هذه الأثناء على وقع صرخات الأساتذة المتعاقدين بين شتائم هذا و صفعات ذاك، في صور و أشرطة تقشعر لها الأبدان و توحي بغدر الزمان، لنرى الأستاذ الفاضل ذو المهنة الشريفة يبكي و يضمض كدماته في الشوارع بعد احتجاجه السلمي حول ملف تحسين وضعيته !

الأساتدة هم بمثابةٍ صانعي مصابيحٍ تُضيئ واقعنا من ظلمةِ الجهلِ و الذل، فشساعةُ ما يقوم به المعلم قد تفقدك بصرك و تفجر قرنية عينيك حتى إن صعدت إلى أعلى أبراج المراقبة،
و بين هذا وذاك ضاع المتعلم والمعلم وضاع المجتمع ككل !!

في عشرينيات القرن الحالي، يعامل الأستاذ – بغض النظر عن قضيته و ملفه و حقه في التظاهر- بشتى أنواع القمع، بالتفريق عن طريق ضرب الرجال و النساء، بالمقاربة العنيفة و معدات فضَّ التظاهرات، بدلا من بناء جسر التواصل معه و الجلوس و إياه على مائدة الحوار للإنصات إليه و الخروج بحلول تشاركية ترقى بقيمة الأستاذ كرمز من رموز النبل و الشرف، و كجندي من جنود البلاد الذين يصونونها و يحمونها ، جندي سلاحه القلم و ذرعه الكتاب ، جندي له من القوة ما تعادل الجيوش و الثكنات …

نعلم بمشاكلهم و ذلك من رغبات خوصصة التعليم و نظام التعاقد، و نعلم أيضاً بقضية الزنزانة 9 و الخلل الواقع في ترتيب معقول و نزيه لعمليات الترقية، و نعلم أيضاً حتى بضحايا النظامين الأساسيين و تأخير تصفية وضعيتهم التي لازالت لم تُنهى إلا حد الآن.

لسنا هنا لنعاتب بقدر ما ننتقد نقدا بناء السياسة التي تنهجها الوزارة الوصية بهذا القطاع، لغيرتنا على بلدنا أملا في إصلاح هذه السياسة مستقبلا و نوجه التحية لكل الأطر التعليمية والتربوية الشريفة التي تضحي في سبيل تربية و تعليم الأجيال الصاعدة. ٠